بازگشت

شجاعته في صغره


54 - 54 قال أيضا:

اجتاز المأمون بابن الرضا عليه السلام و هو بين صبيان، فهربوا سواه، فقال: علي به،



[ صفحه 48]



فقال له: مالك ما هربت في جملة الصبيان؟ قال: ما لي ذنب فأفر و لا الطريق ضيق فأوسعه عليك تمر من حيث شئت، فقال: من تكون؟ قال: أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

فقال: ما تعرف من العلوم؟ قال: سلني عن أخبار السماوات، فودعه و مضي و علي يده باز أشهب يطلب به الصيد، فلما بعد عنه نهض عن يده الباز، فنظر يمينه و شماله لم ير صيدا و الباز يثب عن يده، فأرسله و طار يطلب الأفق حتي غاب عن ناظره ساعة، ثم عاد اليه و قد صاد حية، فوضع الحية في بيت الطعم و قال لأصحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم علي يدي، ثم عاد و ابن الرضا في جملة الصبيان، فقال: ما عندك من أخبار السماوات؟ فقال:

نعم يا أميرالمؤمنين حدثني أبي، عن آبائه، عن النبي، عن جبرئيل، عن رب العالمين أنه قال: بين السماء و الهواء بحر عجاج يتلاطم به الأمواج فيه حيات خضر البطون، رقط الظهور و يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء.

فقال: صدقت و صدق آباؤك و صدق جدك و صدق ربك، فأركبه ثم زوجه أم الفضل [1] .

55 -55- روي الاربلي:

أن أباجعفر بن علي عليه السلام لما توفي والده علي الرضا و قدم الخليفة المأمون الي بغداد وفاته اتفق أنه خرج يوما الي الصيد، فاجتاز بطرف البلد في طريقه و الصبيان يلعبون و محمد واقف معهم و كان عمره يومئذ احدي عشرة سنة فما حولها.

فلما أقبل المأمون انصرف الصبيان هاربين و وقف أبوجعفر محمد عليه السلام، فلم يبرح مكانه، فقرب منه الخليفة، فنظر اليه و كان الله عز و علا قد ألقي عليه مسحة



[ صفحه 49]



من قبول، فوقف الخليفة و قال له: يا غلام ما منعك من الانصراف مع الصبيان؟ فقال له محمد مسرعا: يا أميرالمؤمنين لم يكن بالطريق ضيق لأوسعه عليك بذهابي و لم تكن لي جريمة، فأخشاها و ظني بك حسن انك لا تضر من لا ذنب له، فوقفت.

فأعجبه كلامه و وجهه، فقال له: ما اسمك؟ قال: ابن من أنت؟ قال: يا أميرالمؤمنين أنا ابن علي الرضا، فترحم علي أبيه و ساق الي وجهته و كان معه بزاة.

فلما بعد عن العمارة أخذ بازيا، فأرسله علي دراجة فغاب عن عينه غيبة طويلة، ثم عاد من الجو و في منقاره سمكة صغيرة و بها بقايا الحياة فتعجب الخليفة من ذلك غاية التعجب، ثم أخذها في يده و عاد الي داره في الطريق الذي أقبل منه، فلما وصل الي ذلك المكان وجد الصبيان علي حالهم، فانصرفوا كما فعلوا أول مرة و أبوجعفر لم ينصرف و وقف كما وقف أولا.

فلما دنا منه الخليفة قال: يا محمد، قال: لبيك يا أميرالمؤمنين قال: ما في يدي؟ فألهمه الله عز و علا أن قال: يا أميرالمؤمنين ان الله تعالي خلق بمشيته في بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بزاة الملوك و الخلفاء فيختبرون بها سلالة أهل بيت النبوة، فلما سمع المأمون كلامه عجب منه و جعل يطيل نظره اليه و قال: أنت ابن الرضا حقا و ضاعف احسانه اليه [2] .



[ صفحه 50]




پاورقي

[1] المناقب 388: 4، الفصول المهمة: 254، حليةالأبرار 410: 2، بحارالأنوار 56: 50.

[2] كشف الغمة 344: 2، حلية الأبرار 411: 2، بحارالأنوار 91: 50 ح 6 و 339: 59 ح 1، المناقب للشيرواني: 285 مختصرا.