بازگشت

دعاؤه في قنوته


5 -387- قال السيد ابن طاووس:

و دعا عليه السلام في قنوته:

اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة، و الآخر بلا آخرية محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا [1] و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيدتنا بالآلات، و منحتنا بالأدوات، و كلفتنا الطاقة، و جشمتنا [2] الطاعة فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خولت كثيرا، و سألت يسيرا فعصي أمرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرمت.

فأنت رب العزة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الاحسان و النعماء، و المن و الآلاء، و المنح و العطاء، و الانجاز و الوفاء، و لا تحيط القلوب لك بكنه، و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبهك شي ء من خلقك، و لا يمثل بك شي ء من صنعتك، تباركت أن تحس أو تمس أو تدركك الحواس الخمس، و أني يدرك مخلوق خالقه، و تعاليت يا الهي عما يقول الظالمون علوا كبيرا.



[ صفحه 262]



اللهم أدل [3] لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين أضلوا عبادك، و حرفوا كتابك، و بدلوا أحكامك، و جحدوا حقك، و جلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيك عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك، فضلوا و أضلوا خلقك و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتخذوا اللهم مالك دولا و عبادك خولا [4] ، و تركوا اللهم عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمة [5] فأعينهم مفتوحة، و قلوبهم عمية، و لم تبق لهم اللهم عليك من حجة، لقد حذرت اللهم عذابك، و بينت نكالك [6] ، و وعدت المطيعين احسانك، و قدمت اليهم بالنذر فأمنت طائفة.

فأيد اللهم الذين آمنوا علي عدوك، و عدو أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و الي الحق داعين، و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعين، و جدد اللهم علي أعدائك و أعدائهم نارك، و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

اللهم صل علي محمد و آل محمد، و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة، المشايعين لنا بالموالاة، المتبعين لنا بالتصديق و العمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحبين ذكرنا عند اجتماعهم، و شد اللهم ركنهم، و سدد لهم اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم و أتمم عليهم نعمتك، و خلصهم و استخلصهم، و سد اللهم فقرهم، و المم اللهم شعث فاقتهم، و اغفر اللهم ذنوبهم و خطاياهم، و لا تزغ قلوبهم بعد اذ هديتهم و لا تخلهم أي رب بمعصيتهم و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك و البراءة من أعدائك انك سميع مجيب و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين [7] .



[ صفحه 263]




پاورقي

[1] اقتسره علي الأمر: أكره عليه و قهره.

[2] جشمه الأمر: كلفه اياه.

[3] الأدلة: النصرة و الغلبة.

[4] خولا: خدما و عبيدا.

[5] ادلهم الليل: اشتد سواده.

[6] نكالك: عقابك.

[7] مهج الدعوات: 59، البلد الأمين: 560، بحارالأنوار 225:85، العوالم 211: 23.