بازگشت

تفسير قوله: «ما ننسخ من آية...»


15 -15- في التفسير المنسوب الي الامام العسكري عليه السلام:

قال الامام عليه السلام: قال محمد بن علي بن موسي الرضا عليهم السلام: «ما ننسخ من آية» [1] . بأن نرفع حكمها «أو ننسها» بأن نرفع رسمها، و نزيل عن القلوب حفظها و عن قلبك يا محمد كما قال الله تعالي: «سنقرئك فلا تنسي الا ما شاء الله» [2] أن ينسيك فرفع ذكره عن قلبك.

«نأت بخير منها» يعني بخير لكم، فهذه الثانية أعظم لثوابكم، و أجل لصلاحكم من الآية الأولي المنسوخة «أو مثلها» من الصلاح لكم، أن انا لا ننسخ و لا نبدل الا و غرضنا في ذلك مصالحكم.

ثم قال: يا محمد «ألم تعلم أن الله علي كل شي ء قدير» [3] فانه قدير يقدر علي النسخ و غيره، ألم تعلم يا محمد «أن الله له ملك السماوات و الأرض» و هو العالم بتدبيرها و مصالحها فهو يدبركم بعلمه «و ما لكم من دون الله من ولي» يلي صلاحكم اذ كان العالم بالمصالح هو الله عزوجل دون غيره «و لا نصير» و ما لكم (من) ناصر ينصركم من مكروه ان أراد (الله) انزاله بكم، أو عقاب ان أراد احلاله



[ صفحه 21]



بكم.

و قال محمد بن علي عليهماالسلام: و ربما قدر عليه النسخ و التبديل لمصالحكم و منافعكم لتؤمنوا بها و يتوفر عليكم الثواب بالتصديق بها، فهو يفعل من ذلك ما فيه صلاحكم و الخيرة لكم.

ثم قال: ألم تعلم يا محمد «أن الله له ملك السماوات و الأرض» فهو يملكها بقدرته و يصرفها بحسب مشيته، لا مقدم لما أخر و لا مؤخر لما قدم.

ثم قال: «و ما لكم» يا معشر اليهود و المكذبين بمحمد صلي الله عليه و آله و الجاحدين بنسخ الشرائع من دون الله سوي الله من ولي يلي مصالحكم ان لم يل لكم ربكم المصالح «و لا نصير» [4] ينصركم من دون الله فيدفع عنكم عذابه [5] .


پاورقي

[1] البقرة: 106.

[2] الأعلي: 7 - 6.

[3] البقرة: 107.

[4] البقرة، 106 و 107.

[5] تفسير الامام العسكري: 491 ح 311، بحارالأنوار 104: 4 ح 18.