بازگشت

المقدمة


الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي جميع أنبيائه و رسله، و سيما خاتمهم و سيدهم محمد صلي الله عليه و آله الطاهرين.

و بعد، فهذه مقدمة و جيزة نتحدث فيها عن موسوعة كلمات الامام الجواد عليه السلام، و الذي أخذ قسم الحديث في معهد باقر العلوم عليه السلام للأبحاث علي نفسه هذه المسؤولية لاصدار و اخراج هذه الموسوعة، و الذي سبق لهذا المعهد أن حقق و جمع و طبع الشي ء الكثير مما يتعلق بموسوعة كلمات الامام الحسين عليه السلام و موسوعة كلمات الامام الحسن عليه السلام و موسوعة شهادة المعصومين عليهم السلام، و موسوعة سنن المعصومين عليهم السلام و بجهود المخلصين في هذا المعهد.

الامام الجواد عليه السلام هو التاسع أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين اختارهم الله لقيادة هذه الامة و انتجبهم لهداية العباد، و اصلاح البلاد، و قد نص عليه جده رسول الله صلي الله عليه و آله و آباؤه الطاهرين عليهم السلام بالامامة و الولاية و الخلافة، و قد توفرت فيه كافة الصفات و المؤهلات التي يجب أن تتوفر في الامام الحق من علوم غزيرة لا تقاس بها علوم الخلائق، و بالرغم من قصر عمره و كونه تحت الرقابة المشددة من قبل طواغيت عصره فانه عليه السلام لم يدع فرصة تمر به الا و انتهزها لبيان الحقائق، و نشر المعارف، فان



[ صفحه 6]



الأمة الاسلامية في ذلك العصر لا تنتفع من بركات الامام الجواد عليه السلام و لا تستضئ بأنواره فهي الخاسرة.

و اذا كانت المجتمعات السالفة لا تدرك عظمة العظماء، و لا تشعر بمكانة أولياء الله المقربين فلا تقوم بما يجب عليها من الاطاعة و الانقياد و التعظيم و التقدير، فالذنب، ذنب المجتمع لا ذنب أولياء الله، و النقص في ثقافة ذلك الجيل المنحط، لا في شخصية ذلك الامام.

و يتميز الامام الجواد عليه السلام، اذ ان الله تعالي جعله شبيها بعيسي بن مريم عليه السلام فأتاه العلم و الحلم صبيا ليعلم أن الامام فضائله من الله عزوجل.

و قد عاني الامام خلال حكم المأمون و المعتصم الأمرين حتي أنه عليه السلام كان يقول: فرجي بعد المأمون بثلاثين شهرا تعبيرا عن آلامه النفسية التي كان عليه السلام يتحملها بسببه.

و امتاز الامام الجواد عليه السلام بميزة تختلف عمن سلفه من الأئمة عليهم السلام و ذلك بقيامه بالأمر في السابعة من عمره، و نهض بأعباء الامامة و هو بهذا العمر حير الناس بما أبدي من المسائل الدينية في أيام امامته، و أجوبته لمسائل مشاهير علماء عصره عن أعقد المسائل في الفقه و الكلام، فأجابهم بما اشتهر و ذاع، و صار حديث الأندية و المجالس و ما زال يذكر بالاعجاب و الاكبار علي امتداد التاريخ، و لا غرو فانهم كالنجوم يهتدي بهم في ظلمات البر و البحر، و يقومون باسعاف الناس و قضاء حوائجهم في كل عصر، و في كل مصر.

و قام الامام الجواد عليه السلام بشرح ما أبهم علي المسلمين من أمور دينهم و بتمييزه لحقائق الشرع المبين عما عارضه من معارف مخالفيه، يكون قد بسط للناس علمه، فارتووا من عينه الصافية ما أغناهم عن الرجوع الي غيره، فتتابعت الأسئلة عليه، و أكتظ بابه بالسائلين، و أجاب في بعض الأندية سؤالات أعلامهم الأفذاذ، كقاضي القضاة يحيي بن أكثم، و فرع مسائله فروعا كثيرة، و قد أجاب في مناظراته



[ صفحه 7]



علي ثلاث آلاف مسألة.