بازگشت

ما رواه عن الامام علي بن ابي طالب امير المومنين


(1016) 1 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله): محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن [1] ، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الجريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال لابن عباس: إن ليلة القدر في كل سنة، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم). فقال ابن عباس: من هم؟

قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون [2] .



[ صفحه 546]



(1017) 2 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): قال: حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثني أبو تراب عبيد الله بن موسي الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام): يا ابن رسول الله! حدثني بحديث عن آبائك (عليهم السلام)؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا، فإذا استووا هلكوا. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: أمير المؤمنين (عليه السلام): لو تكاشفتم، ما تدافنتم. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، تسعوهم [3] بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، يقول: إنكم لن تسعوا [4] الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم.



[ صفحه 547]



قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من عتب [5] علي الزمان، طالت معتبته. فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليه السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): مجالسة الأشرار، تورث السوء [6] الظن بالأخيار. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بئس الزاد إلي المعاد، العدوان علي العباد. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قيمة كل امرء، ما يحسنه. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): المرء مخبوء، تحت لسانه. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما هلك امرئ، عرف قدره. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟



[ صفحه 548]



قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): التدبير قبل العمل، يؤمنك من الندم. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من وثق بالزمان، صرع. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خاطر بنفسه، من استغني [7] .

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟ فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قلة العيال، أحد اليسارين. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من دخله العجب، هلك. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أيقن بالخلف، جاد بالعطية. قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله!؟

فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من رضي بالعافية ممن دونه، رزق السلامة ممن فوقه.



[ صفحه 549]



قال: فقلت له: حسبي [8] .

(1018) 3 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيي العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، قالوا: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني

محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم، ومعه الحسن بن

علي وسلمان الفارسي (رضي الله عنه)، وأمير المؤمنين (عليه السلام) متكئ علي يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فرد عليه، السلام، فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين! أسألك عن ثلاث مسائل؟ إن أخبرتني بهن، علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الأخري علمت أنك وهم شرع سواء. فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): سلني عما بدا لك؟



[ صفحه 550]



فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسي؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟

فالتفت أمير المؤمنين إلي أبي محمد الحسن، فقال: يا أبا محمد! أجبه! فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه: فإن روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء إلي وقت ما يتحرك

صاحبها لليقظة، فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح إلي صاحبها، جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح إلي صاحبها، جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلي صاحبها إلي وقت ما يبعث.

وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان: فإن قلب الرجل في حق، وعلي الحق طبق، فإن صلي الرجل عند ذلك علي محمد وآل محمد صلاة تامة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق، فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسيه، وإن هو لم يصل علي محمد وآل محمد، أو نقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق علي ذلك الحق، فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر. وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله: فإن الرجل إذا أتي أهله فجامعها بقلب ساكن، وعروق هادئة، وبدن غير مضطرب، فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه وأمه، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة، وبدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة، فوقعت في حال اضطرابها علي بعض العروق، فإن وقعت علي عرق من عروق الأعمام، أشبه الولد أعمامه، وإن وقعت علي عرق



[ صفحه 551]



من عروق الأخوال، أشبه الرجل [9] . أخواله. فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا

رسول الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته [بعده] - وأشار [بيده] إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) - ولم أزل اشهد بها. وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلي الحسن (عليه السلام) -. وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك. وأشهد علي علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده. وأشهد علي محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين. وأشهد علي جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي. وأشهد علي موسي بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد. وأشهد علي علي بن موسي أنه القائم بأمر موسي بن جعفر. وأشهد علي محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسي. وأشهد علي علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي. وأشهد علي الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد. وأشهد علي رجل من ولد الحسن بن علي لا يكني، ولا يسمي حتي يظهر أمره، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. ثم قام، فمضي.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا محمد! أتبعه فانظر أين يقصد؟

فخرج الحسن (عليه السلام) في أثره، قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارج



[ صفحه 552]



المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته. فقال: يا أبا محمد! أتعرفه؟

فقلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم. فقال: هو الخضر (عليه السلام) [10] .



[ صفحه 553]



(1019) 4 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر [الثاني] (عليه السلام)، قال: قام إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن الإخوان؟

فقال (عليه السلام): الأخوان صنفان: إخوان الثقة، وإخوان المكاشرة. فأما إخوان الثقة، فهم كالكف [11] والجناح والأهل والمال، وإذا كنت من أخيك علي ثقة فابذل له مالك ويدك، وصاف من صافاه وعاد من عاداه واكتم سره وأعنه وأظهر منه الحسن. واعلم أيها السائل! أنهم أقل من الكبريت الأحمر. وأما إخوان المكاشرة، فإنك تصيب منهم لذتك [و] لا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وأبذل ما بذلوا لك من طلاقة الوجه - وحلاوة اللسان [12] .



[ صفحه 554]



(1020) 5 - الشيخ الطوسي (رحمه الله): أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين [13] بن إبراهيم العلوي، قال: حدثني أبي، قال:حدثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني الرازي في منزله بالري، عن أبي جعفر

محمد بن علي الرضا، عن آبائه عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي ابن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: قلت أربعا أنزل الله تعالي: تصديقي بها في كتابه. قلت: المرء مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلم ظهر، فأنزل الله تعالي (ولتعرفنهم في لحن القول) [14] .

قلت: من جهل شيئا عاداه، فأنزل الله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) [15] قلت: قدر - أو قال: قيمة - كل امرئ ما يحسن، فأنزل الله في قصة طالوت: (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم) [16] قلت: القتل يقل القتل، فأنزل الله: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) [17] [18] .



[ صفحه 555]



(1021) 6 - الأربلي (رحمه الله): وعنه [أي الجواد (عليه السلام)] عن علي (عليه السلام)، قال في كتاب علي بن أبي طالب (عليه السلام): إن ابن آدم أشبه شئ بالمعيار، إما راجح بعلم - وقال مرة: بعقل - أو ناقص بجهل [19] .

(1022) 7 - الأربلي (رحمه الله): وعنه [أي الجواد] (عليه السلام)، قال علي (عليه السلام) لأبي ذر (رضي الله عنه): إنما غضبت لله عز وجل فارج من غضبت له، إن القوم خافوك علي دنياهم،

وخفتهم علي دينك، والله لو كانت السماوات والأرضون رتقا علي عبد، ثم اتقي الله لجعل الله له منها مخرجا، لا يؤنسنك إلا الحق، ولا يوحشنك إلا الباطل [20] .

(1023) 8 - الأربلي (رحمه الله): عنه [أي الجواد (عليه السلام)] عن علي (عليه السلام) أنه قال لقيس ابن سعد [21] ، وقد قدم عليه من مصر: يا قيس! إن للمحن غايات [22] لابد أن ينتهي [23] إليها، فيجب علي العاقل أن ينام لها إلي إدبارها، فإن مكايدتها [24] بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها [25] .



[ صفحه 556]



(1024) 9 - الأربلي (رحمه الله): وعنه [أي الجواد (عليه السلام)] عنه [أي علي (عليه السلام)]: قال: من وثق [26] بالله، أراه السرور. ومن توكل عليه [27] ، كفاه الأمور. والثقة بالله، حصن لا يتحض فيه إلا مؤمن [28] أمين. والتوكل علي الله، نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو. والدين عز. والعلم كنز. والصمت نور. وغاية الزهد الورع. ولا هدم للدين مثل البدع. ولا أفسد للرجال من الطمع. وبالراعي، تصلح الرعية. وبالدعاء، تصرف البلية.



[ صفحه 557]



ومن ركب مركب الصبر [29] ، اهتدي إلي مضمار النصر [30] . ومن عاب، عيب. ومن شتم، أجيب. ومن غرس أشجار التقي، اجتني ثمار [31] المني [32] .

(1025) 10 - الشيخ الطوسي (رحمه الله): أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال:حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي، قال: حدثناأبي، قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، أنه قال: المرض لا أجر فيه، ولكنه لا يدع علي العبد ذنبا إلا حطه، وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح. وإن الله بكرمه وفضله يدخل العبد، بصدق النية، والسريرة الصالحة، الجنة [33] .



[ صفحه 558]



(1026) 11 - الشيخ الطوسي (رحمه الله): أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدثني محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): الهيبة خيبة، والفرصة خلسة،

والحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك، تكونوا أحق بها وأهلها [34] .

(1027) 12 - علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله): أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد ابن محمد، عن الحسن بن العباس الحريشي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) [35] .

فقال له ابن عباس: يا أبا الحسن! لم قلت ما قلت؟

قال: قرأت شيئا من القرآن.

قال: لقد قلته لأمر؟

قال: نعم! إن الله يقول في كتابه: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [36] أفتشهد علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) أنه استخلف فلانا؟

قال: ما سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، أوصي إلا إليك.



[ صفحه 559]



قال: فهلا بايعتني؟

قال: اجتمع الناس عليه، فكنت منهم. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): كما اجتمع أهل العجل علي العجل هاهنا فتنتم، ومثلكم (كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون - صم بكم عمي فهم لا يرجعون) [37] [38] .

(1028) 13 - الشيخ الطوسي (رحمه الله): أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي، قال: حدثنا أبو صالح محمد بن فيض العجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسي، قال: حدثني أبي الرضا علي بن موسي، قال: حدثني أبي موسي بن جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي جعفر، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: بعثني رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إلي [39] اليمن، فقال وهو

يوصيني: يا علي! ما حار [40] من استخار، ولا ندم من استشار.

يا علي! عليك بالدلجة [41] فإن الأرض تطوي بالليل [42] ما لا تطوي بالنهار.



[ صفحه 560]



يا علي! اغد علي اسم الله، فإن الله (تعالي) بارك لأمتي في بكورها [43] .

(1029) 14 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا علي بن عبد الله الوراق (رضي الله عنه)، قال:

حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمد بن علي الرضا، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن

أبي طالب (عليهم السلام)، قال: دخلت أنا وفاطمة، علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فوجدته

يبكي بكاء شديدا. فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله! ما الذي أبكاك؟

فقال: يا علي! ليلة أسري بي إلي السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن. ورأيت امرأة معلقة بشعرها، يغلي دماغ رأسها. ورأيت امرأة معلقة بلسانها، والحميم يصب في حلقها. ورأيت امرأة معلقة بثدييها.



[ صفحه 561]



ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها، والنار توقد من تحتها. ورأيت امرأة قد شد رجلاها إلي يديها، وقد سلط عليها الحيات والعقارب. ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار، يخرج دماغ رأسها

من منخرها، وبدنها متقطع من الجذام والبرص. ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار. ورأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار. ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها، وهي تأكل أمعاءها. ورأيت امرأة رأسها رأس الخنزير، وبدنها بدن الحمار، وعليها ألف ألف لون من العذاب.

ورأيت امرأة علي صورة الكلب، والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع [44] من نار. فقالت فاطمة (عليها السلام): حبيبي! وقرة عيني! أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتي وضع الله عليهن هذا العذاب؟

فقال: يا بنيتي! أما المعلقة بشعرها، فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال. وأما المعلقة بلسانها، فإنها كانت تؤذي زوجها. وأما المعلقة بثدييها، فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها. وأما المعلقة برجليها، فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها. وأما التي كانت تأكل لحم جسدها، فإنها كانت تزين بدنها للناس.

وأما التي شد يداها إلي رجليها، وسلط عليها الحيات والعقارب، فإنها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض،



[ صفحه 562]



ولا تنتظف، وكانت تستهين بالصلاة. وأما الصماء العمياء الخرساء، فإنها كانت تلد من الزنا، فتعلقه في عن زوجها. وأما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض، فإنها كانت تعرض نفسها علي الرجال. وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها، فإنها كانت قوادة. وأما التي كان رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار، فإنها كانت نمامة، كذابة. وأما التي كانت علي صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، فإنها كانت قينة [45] نواحة حاسدة. ثم قال (عليه السلام): ويل لامرأة، أغضبت زوجها، وطوبي لامرأة رضي عنها زوجها [46] .

(1030) 15 - ابن شهرآشوب (رحمه الله): عبد الله بن سليمان وزياد بن المنذر والعباس بن الحريش الراوي [47] كلهم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وأبان بن تغلب



[ صفحه 563]



ومعاوية بن عمار وأبو سعيد المكاري كلهم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لقي الأول فاحتج عليه، ثم قال: أترضي برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) بيني وبينك؟

فقال: وكيف لي بذلك؟!

فأخذ بيده، فأتي به مسجد قبا، فإذا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) فيه، فقضي له علي الأول. القصة [48] .

(1031) 16 - الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا محمد بن أحمد الشيباني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي، قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضي الله عنه)، عن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قال: للقائم منا غيبة، أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبه، يطلبون المرعي فلا يجدونه. ألا فمن ثبت منهم علي دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه، فهو معي في درجتي يوم القيامة. ثم قال (عليه السلام): إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفي ولادته، ويغيب شخصه [49] .

(1032) 17 - الصفار (رحمه الله): حدثنا الحسن بن أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال علي (عليه السلام): والله! لا يسئلني



[ صفحه 564]



أهل التورية، ولا أهل الإنجيل، ولا أهل الزبور، ولا أهل الفرقان إلا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم [50] .

18 - الشيخ الطوسي (رحمه الله):... عن أحمد بن محمد، قال: سألته عن الطلاق؟ فقال (عليه السلام): علي طهر، وكان علي (عليه السلام) يقول: لا يكون طلاق إلا بالشهود... [51] .

(1033) 19 - السيد بن طاووس (رحمه الله): وقد وقع في خاطري أن أختم هذا الكتاب بوصية أبيك أمير المؤمنين (عليه السلام) - الذي عنده علم الكتاب صلي الله عليه - إلي ولده العزيز عليه، وبرسالته إلي شيعته وذكر المتقدمين عليه، ورسالته في ذكر الأئمة من ولده (عليهم السلام). ورأيت أن تكون رواية الرسالة إلي ولده (عليه السلام) بطريق المخالفين والمؤالفين، فهو أجمع علي ما تضمنته من سعادة الدنيا والدين. فقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتاب (الزواجر والمواعظ) في الجزء الأول منه، من نسخة تاريخها ذو القعدة من سنة ثلاث وسبعين والأربعمائة، ما هذا لفظه: وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لولده، ولو كان من الحكمة ما يجب ان يكتب بالذهب لكانت هذه. وحدثني بها جماعة فحدثني علي بن الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن بن أبي عثمان الادمي، قال: أخبرنا أبو حاتم المكتب يحيي بن حاتم ابن عكرمة، قال: حدثني يوسف بن يعقوب بأنطاكية، قال: حدثني بعض أهل



[ صفحه 565]



العلم، قال: لما انصرف علي (عليه السلام) من صفين إلي قنسرين كتب إلي ابنه الحسن ابن علي (عليه السلام): من الوالد الفان المقر للزمان.... وحدثنا أحمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سليمان بن الربيع النهدي، قال: حدثنا كادح بن رحمة الزاهد، قال: حدثنا صباح بن يحيي المزني وحدثنا علي بن عبد العزيز الكوفي الكاتب، قال: حدثنا جعفر بن هارون بن زياد، قال: حدثنا محمد بن علي بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جده جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام): إن عليا كتب إلي الحسن بن علي.... وحدثنا علي بن محمد بن إبراهيم التستري، قال: حدثنا جعفر بن عنبسة، قال: حدثنا عباد بن زياد، قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر محمد ابن علي، قال: كتب أمير المؤمنين إلي الحسن بن علي (عليه السلام).... وحدثنا محمد بن علي بن زاهر الرازي، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا عبد الله بن داهر، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي (عليه السلام)

قال: كتب علي إلي ابنه الحسن.... كل هؤلاء حدثونا أن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) كتب بهذه الرسالة إلي ابنه الحسن (عليه السلام). وأخبرني أحمد بن عبد الرحمن بن فضال القاضي، قال: قال: حدثنا الحسن ابن محمد بن أحمد، وأحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا الحسن بن عبدل، قال: حدثنا الحسن بن طريف بن ناصح، عن الحسن بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي، قال: كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي ابنه كذا: واعلم! يا ولدي محمد! ضاعف الله جل جلاله عنايته بك، ورعايته لك،



[ صفحه 566]



قد روي الشيخ المتفق علي ثقته وأمانته، محمد بن يعقوب الكليني تغمده الله جل جلاله برحمته، رسالة مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلي جدك الحسن ولده سلام الله جل جلاله عليهما. وروي رسالة أخري مختصرة عن خط علي (عليه السلام) إلي ولده محمد بن الحنفية رضوان الله جل جلاله عليه، وذكر الرسالتين في كتاب (الرسائل). ووجدنا في نسخة عتيقة يوشك أن تكون كتابتها في زمان حياة محمد بن يعقوب رحمة الله عليه. وهذا الشيخ محمد بن يعقوب كان حيا في زمن وكلاء المهدي (عليه السلام): عثمان ابن سعيد العمري، وولده أبي جعفر محمد، وأبي القاسم حسين بن روح، وعلي ابن محمد السمري، وتوفي محمد بن يعقوب قبل وفاة علي بن محمد السمري، لأن علي بن محمد السمري توفي ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وهذا محمد بن يعقوب الكليني توفي ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. فتصانيف هذا الشيخ محمد بن يعقوب ورواياته في زمن الوكلاء المذكورين في وقت تجد طريقا إلي تحقيق منقولاته، وتصديق مصنفاته. ورأيت يا ولدي! بين رواية الحسن بن عبد الله العسكري مصنف كتاب

(الزواجر والمواعظ) الذي قدمناه، وبين الشيخ محمد بن يعقوب في رسالة أبيك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلي ولده تفاوتا، فنحن نوردها برواية محمد بن يعقوب الكليني، فهو أجمل وأفضل فيما قصدناه. فذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتاب (الرسائل) بإسناده إلي أبي جعفر ابن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمر بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال لما أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) من صفين كتب إلي ابنه الحسن (عليه السلام):



[ صفحه 567]



بسم الله الرحمن الرحيم

من الوالد الفان، المقر للزمان، المدبر العمر، المستسلم للدهر، الذام للدنيا، الساكن مساكن الموتي، والظاعن عنها غدا. إلي المولود المؤمل مالا يدرك، السالك سبيل من قد هلك، غرض الأسقام، ورهينة الأيام، ورمية المصائب، وعبد الدنيا، وتاجر الغرور، وغريم المنايا، وأسير الموت، وحليف الهموم، وقرين الأحزان، ونصب الآفات، وصريع الشهوات، وخليفة الأموات. أما بعد فإن فيما تبينت من إدبار الدنيا عني و جموح الدهر علي وإقبال الآخرة إلي ما يزعني عن ذكر من سواي، والاهتمام بما ورائي، غير أني حيث تفرد بي دون هموم الناس هم نفسي، فصدفني رأيي وصرفني عن هواي، وصرح لي محض أمري، فأفضي بي إلي جد لا يكون فيه لعب، وصدق لا يشوبه كذب، ووجدتك بعضي، بل وجدتك كلي حتي كأن شيئا لو أصابك أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي، فكتبت إليك مستظهرا به إن أنا بقيت لك أو فنيت. فإني أوصيك بتقوي الله، أي بني، ولزوم أمره، وعمارة قلبك بذكره، والاعتصام بحبله، وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله إن أنت أخذت به؟

أحي قلبك بالموعظة، وأمته بالزهادة، وقوه باليقين، ونوره بالحكمة، وذلله بذكر الموت، وقرره بالفناء، وبصره فجائع الدنيا، وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الليالي والأيام. وأعرض عليه أخبار الماضين، وذكره بما أصاب من كان قبلك من الأولين،



[ صفحه 568]



وسر في ديارهم وآثارهم، فانظر فيما فعلوا، وعما انتقلوا، وأين حلوا ونزلوا، فإنك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبة، وحلوا ديار الغربة، وكأنك عن قليل قد صرت كأحدهم. فأصلح مثواك، ولا تبع آخرتك بدنياك، ودع القول فيما لا تعرف والخطاب فيما لم تكلف، وأمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة

الضلال خير من ركوب الأهوال. وأمر بالمعروف تكن من أهله، وأنكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله

بجهدك، وجاهد في الله حق جهاده، ولا تأخذك في الله لومة لائم. وخض الغمرات للحق حيث كان، وتفقه في الدين، وعود نفسك التصبر علي المكروه، ونعم الخلق التصبر. وألجئ نفسك في الأمور كلها إلي إلهك فإنك تلجئها إلي كهف حريز، ومانع عزيز، وأخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان.

وأكثر الاستخارة وتفهم وصيتي، ولا تذهبن عنها صفحا، فإن خير القول ما نفع.

واعلم! أنه لاخير في علم لا ينفع، ولا ينتفع بعلم لا يحق تعلمه. أي بني، إني لما رأيتني قد بلغت سنا، ورأيتني أزداد وهنا، بادرت بوصيتي إليك، وأوردت خصالا منها قبل أن يعجل بي أجلي دون أن أفضي إليك بما في نفسي، وأن أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوي،

وفتن الدنيا، فتكون كالصعب النفور. وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شئ قبلته، فبادرتك

بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبك، لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب،



[ صفحه 569]



وعوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه، واستبان لك ما ربما أظلم علينا منه.

أي بني، إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، وفكرت في أخبارهم، وسرت في آثارهم حتي عدت كأحدهم، بل كأني بما انتهي إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلي آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضرره. فاستخلصت لك من كل أمر نخيلة وتوخيت لك جميله، وصرفت عنك مجهوله، ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت مقبل العمر، ومقتبل الدهر، ذو نية سليمة، ونفس صافية، وأن أبتدئك بتعليم كتاب الله وتأويله، وشرائع الإسلام وأحكامه، وحلاله وحرامه، لا أجاوز ذلك بك إلي غيره. ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم مثل الذي التبس عليهم، فكان احكام ذلك علي ما كرهت من تنبيهك له أحب إلي من إسلامك إلي أمر لا آمن عليك به الهلكة، ورجوت أن يوفقك الله فيه لرشدك، وأن يهديك لقصدك، فعهدت إليك وصيتي هذه. واعلم يا بني! أن أحب ما أنت آخذ به إلي من وصيتي: تقوي الله،

والاقتصار علي ما فرضه الله عليك، والأخذ بما مضي عليه الأولون من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم آخر ذلك إلي الأخذ بما عرفوا، والامساك عما لم يكلفوا. فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا، فليكن طلبك ذلك

بتفهم وتعلم، لا بتورط الشبهات وغلو الخصومات.



[ صفحه 570]



وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك، والرغبة إليه في توفيقك، وترك كل شائبة أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلي ضلالة، فإذا أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع، وتم رأيك فاجتمع، وكان همك في ذلك هما واحدا. فانظر فيما فسرت لك. وإن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك، وفراغ نظرك وفكرك، فاعلم أنك

إنما تخبط العشواء، وتورط الظلماء، وليس طالب الدين من خبط أو خلط، والامساك عن ذلك أمثل.

فتفهم يا بني! وصيتي، واعلم أن مالك الموت هو مالك الحياة، وأن الخالق هو المميت، وأن المفني هو المعيد، وأن المبتلي هو المعافي، وأن الدنيا لم تكن لتستقر إلا علي ما جعلها الله عليه من النعماء، والابتلاء، والجزاء في المعاد، أوما شاء مما لا نعلم. فإن أشكل عليك شئ من ذلك فاحمله علي جهالتك به فإنك أول ما خلقت، خلقت جاهلا ثم علمت، وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك، ويضل فيه بصرك، ثم تبصره بعد ذلك، فاعتصم بالذي خلقك ورزقك وسواك، وليكن له تعبدك، وإليه رغبتك، ومنه شفقتك. واعلم يا بني! أن أحدا لم ينبئ عن الله كما أنبأ عنه الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)،

فارض به رائدا، وإلي النجاة قائدا، فإني لم آلك نصيحة، وإنك لن تبلغ في النظر لنفسك - وإن اجتهدت - مبلغ نظري لك. واعلم يا بني! أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضاده في ملكه أحد، ولا يزول أبدا، ولم يزل، أول قبل الأشياء بلا أولية، وآخر بعد الأشياء بلا نهاية، عظم عن أن تثبت ربوبيته بإحاطة قلب أو بصر.



[ صفحه 571]



فإذا عرفت ذلك، فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره، وقلة مقدرته، وكثرة عجزه، وعظيم حاجته إلي ربه في طلب طاعته، والرهبة من عقوبته، والشفقة من سخطه، فإنه لم يأمرك إلا بحسن، ولم ينهك إلا عن قبيح. يا بني! إني قد أنبأتك عن الدنيا وحالها وزوالها، وانتقالها، وأنبأتك عن الآخرة وما أعد لأهلها فيها، وضربت لك فيهما الأمثال، لتعتبر بها، وتحذو عليها. إنما مثل من خبر الدنيا كمثل قوم سفر نبابهم منزل جديب، فأموا منزلا خصيبا، وجنابا مريعا، فاحتملوا وعثاء الطريق، وفراق الصديق، وخشونة السفر، وجشوبة المطعم ليأتوا سعة دارهم، ومنزل قرارهم، فليس يجدون لشئ من ذلك ألما، ولا يرون نفقة مغرما، ولا شئ أحب إليهم مما قربهم من منزلهم، وأدناهم من محلهم. ومثل من اغتر بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبابهم إلي منزل جديب، فليس شئ أكره إليهم، ولا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلي ما يهجمون عليه ويصيرون إليه. يا بني! اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب

أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وأرض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل مالا تعلم، وإن قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك.

واعلم! أن الأعجاب ضد الصواب، وآفة الألباب، فاسع في كدحك، ولا تكن خازنا لغيرك، وإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك. واعلم أن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة، ومشقة شديدة، وأنه لاغني لك فيه



[ صفحه 572]



عن حسن الارتياد، قدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر، فلا تحملن علي ظهرك فوق طاقتك، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك. وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلي يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله إياه، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه، فلعلك تطلبه فلا تجده، واغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك. واعلم! أن أمامك عقبة كؤودا، المخف فيها أحسن حالا من المثقل، والمبطئ عليها أقبح حالا من المسرع، وأن مهبطك بها لا محالة علي جنة أو علي نار، فارتد لنفسك قبل نزلك، ووطئ المنزل قبل حلولك، فليس بعد الموت مستعتب، ولا إلي الدنيا منصرف. واعلم! أن الذي بيده خزائن السماوات والأرض قد أذن لك في الدعاء، وتكفل لك بالإجابة، وأمرك أن تسأله ليعطيك، وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبه عنك، ولم يلجئك إلي من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة، ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يعيرك بالإنابة، ولم يفضحك حيث الفضيحة بك أولي، ولم يشدد عليك في قبول الإنابة، ولم يناقشك بالجريمة، ولم يؤيسك من الرحمة، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة، وحسب سيئتك واحدة، وحسب حسنتك عشرا، وفتح لك باب المتاب.

فإذا ناديته سمع نداءك، وإذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك، وأبثثته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك، واستكشفته كروبك، واستعنته علي أمورك، وسألته من خزائن رحمته مالا يقدر علي إعطائه غيره من زيادة الأعمار، وصحة الأبدان، وسعة الأرزاق. ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك من مسألته، فمتي شئت



[ صفحه 573]



استفتحت بالدعاء أبواب نعمته، واستمطرت شآبيب رحمته، فلا يقنطنك إبطاء إجابته، فإن العطية علي قدر النية، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الامل، وربما سألت الشئ فلا تؤتاه، وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقي لك جماله وينفي عنك وباله، فالمال لا يبقي لك ولا تبقي له. واعلم! أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء، وللموت لا للحياة، وأنك في منزل قلعة، ودار بلغة، وطريق إلي الآخرة، وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه، ولابد أنه مدركه، فكن منه علي حذر أن يدركك وأنت علي حال سيئة قد كنت تحدث نفسك منها بالتوبة، فيحول بينك وبين ذلك، فإذا أنت قد أهلكت نفسك.

يا بني! أكثر من ذكر الموت، وذكر ما تهجم عليه، وتفضي بعد الموت إليه، حتي يأتيك وقد أخذت منه حذرك، وشددت له أزرك، ولا يأتيك بغتة فيبهرك. وإياك أن تغتر بما تري من إخلاد أهل الدنيا إليها، وتكالبهم عليها، فقد نبأك الله عنها، ونعت لك نفسها، وتكشفت لك عن مساويها، فإنما أهلها كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهر بعضها بعضا، ويأكل عزيزها ذليلها، ويقهر كبيرها صغيرها.

نعم معقلة، وأخري مهملة، قد أضلت عقولها، وركبت مجهولها، سروح عاهة بواد وعث، ليس لها راع يقيمها، ولا مسيم يسيمها. سلكت بهم الدنيا طريق العمي، وأخذت بأبصارهم عن منار الهدي، فتاهوا

في حيرتها، وغرقوا في نعمتها، واتخذوها ربا، فلعبت بهم، ولعبوا بها، ونسوا ما وراءها.



[ صفحه 574]



رويدا يسفر الظلام، كأن قد وردت الأظعان، يوشك من أسرع أن يلحق. واعلم! أن من كانت مطيته الليل والنهار، فإنه يسار به وإن كان واقفا، ويقطع المسافة وإن كان مقيما وادعا. واعلم! يقينا أنك لن تبلغ أملك، ولن تعدو أجلك، وأنك في سبيل من كان قبلك. فخفض في الطلب، وأجمل في المكتسب، فإنه رب طلب قد جر إلي حرب، فليس كل طالب بمرزوق، ولاكل مجمل بمحروم، وأكرم نفسك عن كل دنية، وإن ساقتك إلي الرغائب، فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا، وما خير خير لا ينال إلا بشر، ويسر لا ينال إلا بعسر. وإياك أن توجف بك مطايا الطمع، فتوردك مناهل الهلكة، وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل.

فإنك مدرك قسمك وآخذ سهمك، وإن اليسير من الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه، وإن كان كل منه. وتلا فيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك، وحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء، وحفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك. ومرارة اليأس خير من الطلب إلي الناس، والحرفة مع العفة خير من الغني مع الفجور، والمرء أحفظ لسره، ورب ساع فيما يضره. من أكثر، أهجر، ومن تفكر، أبصر. قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم. بئس الطعام الحرام. وظلم الضعيف أفحش الظلم، إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا.



[ صفحه 575]



ربما كان الدواء داء، وربما نصح غير الناصح وغش المستنصح. وإياك واتكالك علي المني فإنها بضائع الموتي، والعقل حفظ التجارب، وخير ما جربت ما وعظك، بادر الفرصة قبل أن تكون غصة، ليس كل طالب يصيب، ولاكل غائب يؤوب، ومن الفساد إضاعة الزاد ومفسدة المعاد، ولكل أمر عاقبة، سوف يأتيك ما قدر لك، التاجر مخاطر، ورب يسير أنمي من كثير، لاخير في معين مهين ولا في صديق ظنين، ساهل الدهر ما ذل لك قعوده، ولا تخاطر بشئ رجاء أكثر منه. وإياك أن تجمح بك مطية اللجاج، احمل نفسك من أخيك عند صرمه علي الصلة، وعند صدوده علي اللطف والمقاربة، وعند جموده علي البذل، وعند تباعده علي الدنو، وعند شدته علي اللين، وعند جرمه علي العذر حتي كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك، وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه أو أن تفعله بغير أهله.

لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك، وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة، وتجرع الغيظ فإني لم أر جرعة أحلي منها عاقبة، ولا ألذ مغبة، ولمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك. وخذ علي عدوك بالفضل فإنه أحلي الظفرين، وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما. ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه ولا تضيعن حق أخيك اتكالا علي ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه، ولا يكن أهلك أشقي الخلق بك، ولا ترغبن فيمن زهد فيك، ولا يكونن أخوك أقوي علي قطيعتك منك علي صلته، ولا تكونن علي الإساءة أقوي منك علي الإحسان، ولا يكبرن عليك

ظلم من ظلمك، فإنه يسعي في مضرته ونفعك، وليس جزاء من سرك



[ صفحه 576]



أن تسوءه. واعلم يا بني! أن الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن أنت لم تأته أتاك، ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغني. إن لك من دنياك ما أصلحت به مثواك، وإن جزعت علي ما تفلت من يديك فاجزع علي كل ما لم يصل إليك، استدل علي ما لم يكن بما قد كان، فإن الأمور أشباه، ولا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بالغت في إيلامه، فإن العاقل يتعظ بالآداب، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب. اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر، وحسن اليقين، من ترك القصد جار والصاحب مناسب، والصديق من صدق غيبه، والهوي شريك العناء رب قريب أبعد من بعيد، ورب بعيد أقرب من قريب، والغريب من لم يكن له حبيب، من تعدي الحق ضاق مذهبه، ومن اقتصر علي قدره كان أبقي له،

وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين الله، ومن لم يبالك فهو عدوك.

قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا، ليس كل عورة تظهر، ولاكل فرصة تصاب. وربما أخطأ البصير قصده وأصاب الأعمي رشده، أخر الشر فإنك إذا شئت تعجلته، وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل.

من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه، ليس كل من رمي أصاب. إذا تغير السلطان تغير الزمان. سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار. إياك أن تذكر في الكلام ما يكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك. وإياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلي أفن وعزمهن إلي وهن، واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن، فإن شدة الحجاب أبقي عليهن، وليس



[ صفحه 577]



خروجهن بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهن، وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل، ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها في أن تشفع بغيرها. وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة إلي السقم والبريئة إلي الريب، واجعل لكل إنسان من خدمك عملا تأخذه به فإنه أحري أن لا يتواكلوا في خدمتك، وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول. أستودع الله دينك ودنياك، وأسأله خير القضاء لك في العاجلة والاجلة والدنيا والآخرة. والسلام [52] .


پاورقي

[1] في الإرشاد: ومحمد بن عبد الله، ومحمد بن الحسين.

[2] الكافي: ج 1، ص 532، ح 11. عنه الفصول المهمة للحر العاملي: ج 1، ص 392، ح 526، بتفاوت، والوافي: ج 2، ص 310، ح 767. الخصال: ج 2، ص 479، ح 47. عنه البحار: ج 36، ص 373، ح 3، و ج 94، ص 15، ح 25. ارشاد المفيد: ص 348، س 10. إكمال الدين: ج 1، ص 304، ح 19، محمد بن الحسن، قال: حدثنا: محمد بن يحيي العطار، عن سهل بن زياد الادمي، وأحمد بن محمد بن عيسي، قالا: حدثنا الحسن بن العباس بن الجريش الرازي.... غيبة النعماني: ص 60، ح 3، بتفاوت يسير. إعلام الوري: ج 2، ص 172، س 1. المستجاد من كتاب الارشاد: ص 258، س 5. كشف الغمة: ج 2، ص 448، س 6.

[3] في الأمالي: فسعوهم.

[4] في المصدر: لن فسعوا الناس، وهو تصحيف.

[5] عتب عليه عتبا: وجد عليه ولامه في سخطه، مجمع البحرين: ج 2، ص 114

(عتب).

[6] في أمالي الصدوق: سوء الظن.

[7] في الأمالي: من استغني برأيه.

[8] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2، ص 53، ح 204.

عنه نور الثقلين: ج 1، ص 727، ح 123، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: ج 11، ص 306 ح 13108. أمالي الصدوق: ص 362، ح 9، عن علي بن أحمد بن موسي...، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 41، ح 15591، قطعة منه، وفيه عن علي بن محمد الهادي، عن آبائه (عليهم السلام)، وص 161، ح 15954، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: ج 7 ص 157، ح 7906، قطعة منه، والبحار: ج 72، ص 52، ح 7، قطعة منه، و ج 93، ص 115، ح 6، قطعة منه.

عنه وعن العيون، البحار: ج 74، ص 383، ح 10، و ج 71، ص 159، ح 13، قطعة منه،

وص 191، ح 4، قطعة منه، و ج 72، ص 66، ح 1، وص 98، ح 1، قطعة منه، وص 309،

ح 4، و ج 68، ص 276، ح 7، قطعة منه، وص 338، ح 1، قطعة منه، وص 384، ح 22،

و ج 101، ص 71، ح 9.

[9] في العلل: أشبه الولد، وكذا في دلائل الإمامة، والعيون، وغيبة النعماني.

[10] إكمال الدين: ج 1، ص 313، ح 1. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 728، ح 125، قطعة منه، و ج 3، ص 217، ح 434، و ج 4، ص 489، ح 64، واثبات الهداة: ج 2، ص 544، ح 9، قطعة منه. عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1، ص 65، ح 35. عنه وعن الإكمال، البحار: ج 36، ص 414، ح 1. الكافي: ج 1، ص 525، ح 1، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 452، ح 72، والوافي: ج 2، ص 299، ح 756، والبرهان: ج 2، ص 487، ح 35. عنه وعن الإكمال والعيون، وسائل الشيعة: ج 16، ص 238، ح 21455.إثبات الوصية: ص 160، س 13، مرسلا وبتفاوت.

الاحتجاج: ج 2، ص 9، ح 148، وص 296، ح 247، بتفاوت. عنه الوافي: ج 2، ص 301، س 5. دلائل الإمامة: ص 174، ح 95. عنه مدينة المعاجز: ص 341، ح 923.علل الشرائع: ص 96، ح 6. عنه حلية الأبرار: ج 3، ص 33، ح 1، ونور الثقلين: ج 5، ص 551، ح 10، قطعة منه.

عنه وعن العيون، البحار: ج 58، ص 36، ح 8، ووسائل الشيعة: ج 7، ص 198، ح 9106، قطعة منه. المحاسن: ص 332، ح 99، باختصار عن أبي هاشم الجعفري، رفع الحديث قال: قال

أبو عبد الله.... غيبة الطوسي: ص 98، ح 21، باختصار. غيبة النعماني: ص 58، ح 2، عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد.

إعلام الوري: ج 2، ص 191، س 8. تفسير القمي: ج 2، ص 249، س 12، قطعة منه، وفي ص 44، س 13، رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام).... عنه البرهان: ج 1، ص 77، ح 1، والبحار: ج 58، ص 39، ح 9. الإمامة والتبصرة: ص 106، ح 93. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 286، س 11. قطعة منه في ب 3، (ما رواه عن الخضر (عليه السلام))، وب 4، (ما رواه عن الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام))، وف 2، ب 1 (النص علي إمامته عن الخضر (عليهما السلام)).

[11] في التحف: فهم الكهف... فإن كنت.

[12] مصادقة الأخوان: ص 30، ح 1. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 13، ح 15515.تحف العقول: ص 204، س 19،مرسلا. عنه البحار: ج 75، ص 41، ح 28.

[13] في البحار: الحسن بن إبراهيم، وكذا في البرهان.

[14] محمد: 47 / 30.

[15] يونس: 10 / 39.

[16] البقرة: 2 / 247.

[17] البقرة: 2 / 179.

[18] الأمالي: ص 494، ح 1082. عنه البحار: ج 1، ص 165، ح 5، و ج 68، ص 283، ح 33، و ج 74، ص 404، ح 34 و ج 101، ص 369، ح 3، والبرهان: ج 4، ص 188، ح 6، ونور الثقلين: ج 1، ص 245، ح 973، مرسلا، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: ج 18، ص 260، ح 22696.

[19] كشف الغمة: ج 2، ص 346، س 6. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 53. حلية الأبرار: ج 4، ص 595، س 13.أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 41، عن معالم العترة للجنابذي.

[20] كشف الغمة: ج 2، ص 346، س 8. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 595، س 5، والبحار: ج 75، ص 78، ح 54. أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 43، عن الجنابذي.عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 54.

[21] في نور الابصار: بشر بن سعد.

[22] في الفصول المهمة: أخريات.

[23] في البحار: تنتهي إليها.

[24] في الفصول المهمة: مكابدتها، وكذا في البحار.

[25] كشف الغمة: ج 2، ص 346، س 12. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 55. وحلية الأبرار: ج 4، ص 596، س 5.

أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 4، عن معالم العترة للجنابذي. الفصول المهمة لابن الصباغ: ص 273، س 3. نور الأبصار: ص 332، س 20، بتفاوت. عنه وعن الفصول، إحقاق الحق: ج 12، ص 434، س 2، و ج 19، ص 605، س 14. أورد فيهما في كلمات الإمام أبي جعفر محمد الجواد (عليه السلام).

[26] في الفصول المهمة: إنه من وثق بالله.

[27] في الفصول المهمة: علي الله.

[28] في الفصول المهمة: إلا المؤمن.

[29] في الفصول المهمة: العمر.

[30] مضمار النصر: أي غاية النصر. وفي لسان العرب: ج 4، ص 492: مضمار الفرس:

غايته في السباق، (ضمر).

[31] في الفصول المهمة: أثمار المني.

[32] كشف الغمة: ج 2، ص 346، س 15. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 56. حلية الأبرار: ج 5، ص 596، س 15.الفصول المهمة لابن الصباغ: ص 273، س 5. أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 7، عن معالم العترة للجنابذي.

[33] الأمالي: ص 602، ح 1245. عنه البحار: ج 5، ص 317، ح 15، و ج 66، ص 366، ح 16، و ج 78، ص 187، ح 44،

ووسائل الشيعة: ج 1، ص 56، ح 117، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: ج 2، ص 55، ح 1389.

[34] الأمالي: ص 625، ح 1290. عنه البحار: ج 2، ص 97، ح 45، عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، وكذا: ج 75، ص 34، ح 115.

[35] محمد: 47 / 1.

[36] الحشر: 59 / 7.

[37] البقرة: 2 / 16 و 17.

[38] تفسير القمي: ج 2، ص 301، س 1. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 26، ح 7، وإثبات الهداة: ج 2، ص 143، ح 625، قطعة منه، والبرهان: ج 4، ص 180، ح 2، والبحار: ج 29، ص 19، ح 3.

[39] في المصدر: علي اليمن وهو غير صحيح، يدل عليه سائر المصادر.

[40] في تاريخ بغداد: ما خاب.

[41] الدلجة: سير السحر، والدلجة: سير الليل كله: لسان العرب: ج 2، ص 272 (دلج).

[42] في كشف الغمة: في الليل.

[43] الأمالي: ص 136، ح 220. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 78، ح 10125، و ج 11، ص 366، ح 15032، والبحار:

ج 72، ص 100، ح 13. كشف الغمة: ج 2، ص 345، س 22. نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 6. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 50، وحلية الأبرار: ج 4، ص 595، س 3. الفصول المهمة لابن الصباغ: ص 272، س 20، قطعة منه، بتفاوت. تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 8.

أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 34، عن معالم العترة للجنابذي.

[44] بمقامع: قال ابن الأثير: المقمعة واحدة المقامع، وهي سياط تعمل من حديد

رؤوسها معوجة، لسان العرب: ج 8، ص 296، (قمع).

[45] القينة الأمة المغنية: لسان العرب: ج 13، ص 351 (قين).

[46] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2، ص 10، ح 24. عنه البحار: ج 8، ص 309، ح 75، و ج 18، ص 351، ح 62، و ج 72، ص 264، ح 7، قطعة منه، و ج 76، ص 114، ح 3، قطعة منه، و ج 78، ص 90، ح 11، قطعة منه، و ج 79، ص 76، ح 9، قطعة منه، و ج 100، ص 245، ح 24، ووسائل الشيعة: ج 20، ص 213، ح 25457، ونور الثقلين: ج 3، ص 120، ح 27، ومستدرك الوسائل: 2، ص 454، ح 2450، قطعة منه.

[47] في مدينة المعاجز: الحسن بن العباس بن حريش الرازي.

[48] المناقب لابن شهرآشوب: ج 2، ص 248، س 7. عنه البحار: ج 29، ص 33، ح 16.

[49] إكمال الدين: ج 1، ص 303، ح 14. عنه البحار: ج 51، ص 109، ح 1، وإثبات الهداة: ج 3، ص 464، ح 115. إعلام الوري: ج 2، ص 229، س 1.

[50] بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 154، ح 8. عنه البحار: ج 40، ص 137، ح 29.

[51] التهذيب: ج 8، ص 50، ح 159.تقدم الحديث بتمامه في ف 5، ب 10 (شروط صحة الطلاق)، رقم 710.

[52] كشف المحجة لثمرة المهجة: ص 218، س 2. عنه البحار: ج 74، ص 196، ح 1.