بازگشت

صفاته وأسماؤه عز وجل


(581) 1 الشيخ الصدوق رحمه الله: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثني محمد بن بشر، عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فسأله رجل، فقال: أخبرني عن الرب تبارك وتعالي، له أسماء وصفات في كتابه؟

فأسماؤه وصفاته هي هو؟

فقال أبو جعفر عليه السلام: إن لهذا الكلام وجهين:



[ صفحه 501]



إن كنت تقول: هي هو، أي أنه ذو عدد وكثرة، فتعالي الله عن ذلك.

وإن كنت تقول: لم تزل هذه الصفات والأسماء، فإن لم تزل يحتمل معنيين:

فإن قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها، فنعم.

وإن كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه، يتضرعون بها إليه، ويعبدونه، وهي ذكره وكان الله ولا ذكر، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل.

والأسماء والصفات مخلوقات المعاني، والمعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف والائتلاف، وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ فلا يقال: الله مؤتلف،ولا الله كثير، ولا قليل، ولكنه القديم في ذاته، لأن ما سوي الواحد متجزئ، والله واحد لا متجزئ.

ولا متوهم بالقلة والكثرة، وكل متجزئ ومتوهم بالقلة والكثرة، فهو مخلوق دال علي خالق له.

فقولك: إن الله (قدير) خبرت أنه لا يعجزه شئ، فنفيت بالكلمة: العجز،وجعلت العجز سواه.

وكذلك قولك: (عالم) إنما نفيت بالكلمة: الجهل، وجعلت الجهل سواه، فإذا أفني الله الأشياء أفني الصور والهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما.

قال الرجل: كيف سمي ربنا (سميعا)؟

قال: لأنه لا يخفي عليه ما يدرك بالأسماع، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس.

وكذلك سميناه (بصيرا) لأنه لا يخفي عليه ما يدرك بالأبصار، من لون وشخص وغير ذلك، ولم نصفه بنظر لحظ العين.



[ صفحه 502]



وكذلك سميناه (لطيفا) لعلمه بالشئ اللطيف مثل البعوضة وأحقر من ذلك، وموضع الشق منها، والعقل والشهوة، والسفاد، والحدب [1] علي نسلها، وإفهام بعضها عن بعض، ونقلها الطعام والشراب إلي أولادها في الجبال، والمفاوز [2] ، والأودية، والقفار، فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف، وإنما الكيفية للمخلوق، المكيف.

وكذلك سمي ربنا (قويا) لا بقوة البطش المعروف من المخلوق، ولو كان قوته قوة البطش المعروف من الخلق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان، وما كان ناقصا كان غير قديم، وما كان غير قديم كان عاجزا.

فربنا تبارك وتعالي لاشبه له ولا ضد، ولاند، ولاكيف، ولا نهاية، ولا أقطار، محرم علي القلوب أن تمثله، وعلي الأوهام أن تحده، وعلي الضمائر أن تكيفه جل عن أداة خلقه، وسمات بريته، وتعالي عن ذلك علوا كبيرا [3] .



[ صفحه 503]



2 السيد بن طاووس رحمه الله:... أبو الطيب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر الصباح القزويني... وكان في المدرج قنوت موالينا الأئمة عليهم السلام... ودعا [محمد بن علي بن موسي] عليه السلام في قنوته (اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة، والاخر بلا آخرية محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا، واخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، وابتدعتنا بحكمتك اختيارا، وبلوتنا بأمرك ونهيك اختبارا، وأيدتنا بالآلات، ومنحتنا بالأدوات، وكلفتنا الطاقة، وجشمتنا الطاعة.

فأمرت تخييرا، ونهيت تحذيرا، وخولت كثيرا، وسألت يسيرا، فعصي أمرك فحلمت، وجهل قدرك فتكرمت.

فأنت رب العزة والبهاء، والعظمة والكبرياء، والإحسان والنعماء، والمن والآلاء، والمنح والعطاء، والانجاز والوفاء، ولا تحيط القلوب لك بكنه، ولا تدرك الأوهام لك صفة، ولا يشبهك شئ من خلقك، ولا يمثل بك شئ من صنعتك.

تباركت أن تحس أو تمس، أو تدركك الحواس الخمس، وأني يدرك مخلوق خالقه.

وتعاليت يا الهي عما يقول الظالمون علوا كبيرا...) [4] .

3 السيد بن طاووس رحمه الله:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السلام]:



[ صفحه 504]



(اللهم! يامن يملك التدبير، وهو علي كل شئ قدير، يامن يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، ويجن الضمير، وهو اللطيف الخبير.... فإنك الإله المجيب، الحبيب، والرب القريب، وأنت بكل شئ محيط) [5] .

4 الشيخ الصدوق رحمه الله:... علي بن مهزيار قال: كتب أبو جعفر عليه السلام...: (يا ذا الذي كان قبل كل شئ، ثم خلق كل شئ، ثم يبقي ويفني كل شئ، ويا ذا الذي ليس في السماوات العلي، ولا في الأرضين السفلي، ولا فوقهن ولا بينهن ولا تحتهن إله يعبد غيره) [6] .

5 الشيخ الصدوق رحمه الله:... يقول [محمد بن علي بن موسي عليهم السلام] في دعائه عليه السلام:

(يامن لا شبيه له ولا مثال، أنت الله الذي لا إله إلا أنت، ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين، وتبقي أنت.

حلمت عمن عصاك، وفي المغفرة رضاك) [7] .

6 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام... نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟

قال: فقال عليه السلام: إن من عبد الاسم دون المسمي بالأسماء، أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل ا عبد الله الواحد الأحد الصمد المسمي بهذه الأسماء



[ صفحه 505]



دون الأسماء.

إن الأسماء صفات وصف بها نفسه [8] .

(582) 7 ابن شعبة الحراني رحمه الله: قال داود بن القاسم: سألته [أي أبا جعفر الثاني عليه السلام] عن (الصمد)؟

فقال عليه السلام: الذي لأسرة له، قلت فإنهم يقولون: إنه الذي لا جوف له.

فقال عليه السلام: كل ذي جوف له سرة [9] .

8 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جعلت فداك! ما (الصمد)؟

قال: السيد المصمود إليه في القليل والكثير [10] .

(583) 9 الشيخ الصدوق رحمه الله: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، قال: سئل أبو جعفر الثاني عليه السلام: يجوز أن يقال لله: إنه شئ؟



[ صفحه 506]



فقال: نعم! يخرجه من الحدين [11] : حد التعطيل، وحد التشبيه [12] .

10 الشيخ الصدوق رحمه الله:... عن الطيب يعني علي بن محمد، وعن أبي جعفر الجواد عليهما السلام، أنهما قالا: من قال بالجسم، فلا تعطوه من الزكاة، ولا تصلوا وراءه [13] .

11 حسين بن عبد الوهاب رحمه الله: عن عمر بن فرج الرخجي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:... فقال لي: يقدر الله تعالي أن يفوض علم ذلك إلي بعوضته من خلقه أم لا؟ قلت: نعم! يقدر... [14] .



[ صفحه 507]



12 محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله:... محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فقال: يا محمد! إن الله تبارك وتعالي لم يزل متفردا بوحدانيته... [15] .


پاورقي

[1] والحدب علي نسلها، اي التعطف والتحنن، مجمع البحرين ج 2 ص 36 (حدب).

[2] المفازة: الموضع المهلك مأخوذة من فوز بالتشديد إذا مات لأنها مظنة الموت وقيل من فاز إذا نجا وسلم، وسميت به نفاء لا بالسلامة، المصباح المنير (فوز).

[3] التوحيد ص 193، ح 7 عنه البحار ج 54، ص 82، ح 62 قطعة منه ونور الثقلين ج 1، ص 38، ح 32 قطعة منه و ج 3، ص 134، ح 59 قطعة منه بتفاوت و ج 5 ص 234، ح 17 قطعة منه، وتفسير الصافي ج 5 ص 110 س 7 قطعة منه الاحتجاج ج 2 ص 467، ح 321 مرسلا عن أبي هاشم الجعفري بتفاوت عنه البحار ج 4، ص 153 ح 1 و ج 54، ص 83، س 6 الكافي ج 1، ص 116 ح 7 عن محمد بن أبي عبد الله رفعه إلي أبي هاشم الجعفري بتفاوت عنه البحار: ج 54، ص 83، س 7، و ج 58، ص 105، س 14، قطعة منه، والوافي: ج 1، ص 472، ح 385، ونور الثقلين: ج 1، ص 756، ح 230، قطعة منه، و ج 2، ص 275، ح 154، قطعة منه.الفصول المهمة للحر العاملي: ج 1، ص 149، ح 61، قطعة منه، بتفاوت، وص 162، ح 94، وص 206، ح 171، قطعة منه.

[4] مهج الدعوات: ص 65، س 4 وص 80، س 15.يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السلام في القنوت)، رقم 765.

[5] إقبال الأعمال: ص 279، س 15.يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السلام بعد رؤية هلال شهر رمضان) رقم 769.

[6] التوحيد: ص 47، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السلام إلي رجل)، رقم 992.

[7] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السلام)، رقم 1036.

[8] الكافي: ج 1، ص 87، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السلام إلي عبد الرحمن بن أبي نجران)، رقم 909.

[9] تحف العقول: ص 456، س 10. عنه البحار: ج 3، ص 229، ح 20.يأتي الحديث أيضا في ف 6، ب 1، (سورة الاخلاص 112 / 2).

[10] الكافي: ج 1، ص 123، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (سورة الاخلاص 112 / 2)، رقم 764.

[11] حد التعطيل: هو عدم إثبات الوجود والصفات الكمالية والفعلية والإضافية له، و حد التشبيه: الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات، وعوارض الممكنات مرآة العقول: ج 1، ص 282.

[12] التوحيد: ص 107، ح 7، وص 104، ح 1، عن: أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله الأشعري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسي، عمن ذكره،بتفاوت. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 561، ح 29، والبحار: ج 3، ص 262، ح 18.الكافي: ج 1، ص 82، ح 2، وفي ص 85، ح 7: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسي، عمن ذكره، قال: سئل أبو جعفر عليه السلام:.... عنه الوافي: ج 1، ص 333، ح 258.معاني الأخبار: ص 8، ح 2، أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسي، عمن ذكره، رفعه،... عنه وعن التوحيد، البحار: ج 3، ص 260، ح 9، بتفاوت.المحاسن: ص 240، ح 220، أورده مرفوعا وبتفاوت في المتن.عنه البحار: ج 3، ص 265، ح 29.الاحتجاج: ج 2، ص 466، ح 320.الفصول المهمة للحر العاملي: ج 1، ص 137، ح 37، بتفاوت.قطعة منه في ف 2، ب 3 (علمه عليه السلام في التوحيد).

[13] التوحيد: ص 101، ح 11.يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (شرائط إمام الجماعة)، رقم 637.

[14] عيون المعجزات: ص 127، س 5. تقدم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3 (إنه عليه السلام أكرم خلق الله)، رقم 345.

[15] الكافي: ج 1، ص 441، ح 5.يأتي الحديث بتمامه في ب 3 (خلق محمد وعلي وفاطمة عليهم السلام)، رقم 598.