بازگشت

في عالم الرؤيا


(481) 1 السيد بن طاووس رحمه الله:... حدثنا أبو العباس أنه كان ممن أسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال:وكان أبو ظاهر سليمان مكرما لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلي طعامه، فيأكل معه، ويستدعيه أيضا بالليل للحديث معه. فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي؟ فأجابني إلي ذلك، ومضي إلي أبي ظاهر في تلك الليلة علي رسمه، وعاد من عنده، ولم يأتني، وكان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان.... فلما لم يعاودنا في تلك الليلة... استوحشت لذلك، فصرت إليه، إلي منزله المرسوم... فانصرفت إلي موضعي الذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من الأياس من الحياة واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني وأقبلت علي القبلة، فجعلت أصلي وأناجي ربي وأتضرع وأعترف بذنوبي وأتوب منها ذنبا ذنبا، وتوجهت إلي الله بمحمد وعلي و... محمد وعلي... ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام إلي أن انتصف الليل، وجاء وقت الصلاة والدعاء وأنا أستغيث إلي الله وأتوسل إليه بأمير المؤمنين عليه السلام إذ نعست عيني فرقدت.

فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي: يا ابن كشمرد!

قلت: لبيك يا أمير المؤمنين!

فقال: مالي أراك علي هذه الحالة؟

فقلت: يا مولاي! أما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله



[ صفحه 348]



وولده بغير وصية....

فقال: تحول كفاية الله ودفاعه بينك وبين الذي يوعدك في ما أرصدك به من سطواته، أكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم (من العبد الذليل فلان بن فلان إلي المولي الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وسلام علي آل يسن، ومحمد وعلي وفاطمة و... ومحمد وعلي و....)

فقال: ارم بها في البئر، وفي ما دنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد: فانتبهت وقمت ففعلت ما أمرني به....

فلما أصبحنا وطلعت الشمس استدعيت... فلما دخلت علي أبي ظاهر....

ثم أقبل علي فقال: قد كنا عزمنا في أمرك علي ما بلغك، ثم رأينا بعد ذلك أن نفرج عنك وأن نخيرك أحد أمرين: إما أن تجلس فنحسن إليك، وإما أن تنصرف إلي عيالك... فخرجت منصرفا من بين يديه... [1] .

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


پاورقي

[1] مصباح الزائر: ص 535، س 21.عنه البحار: ج 99، ص 231، ح 1.البحار: ج 91، ص 23، ح 21، عن قبس المصباح.