بازگشت

مع رجل شامي ونجاته عن الحبس


(381) 1 الرواندي رحمه الله: ما روي أبو القاسم بن قولويه، عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن علي بن خالد، قال:كنت بالعسكر [1] ، فبلغني أن هناك رجلا محبوسا، أتي به من ناحية الشام مكبولا [2] [بالحديد] وقالوا: إنه تنبأ. فأتيت الباب، وداريت [3] البوابين حتي وصلت إليه، فإذا رجل له فهم وعقل، فقلت له: ما قصتك؟

قال: إني رجل كنت بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال: إنه نصب فيه



[ صفحه 228]



رأس الحسين عليه السلام، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل علي المحراب أذكر الله إذ رأيت شخصا (بين يدي، فنظرت) إليه، فقال [لي]: قم.

فقمت معه فمشي بي قليلا، فإذا أنا في مسجد الكوفة.

فقال لي: أتعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم! هذا مسجد الكوفة.

فصلي وصليت معه، ثم انصرف، وانصرفت معه. فمشي [بي] قليلا، وإذا نحن بمسجد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم فسلم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وسلمت، وصلي وصليت معه، ثم خرج وخرجت معه.

فمشي بي قليلا، فإذا نحن بمكة، فطاف بالبيت وطفت معه، وخرج فخرجت معه.

فمشي [بي] قليلا، فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام، وغاب الشخص عن عيني، فتعجبت مما رأيت.

فلما كان في العام المقبل، رأيت ذلك الشخص، فاستبشرت به، ودعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الأول، فلما أراد مفارقتي بالشام، قلت: سألتك بحق الذي أقدرك علي ما رأيت، من أنت؟

قال: أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفر.

فحدثت من كان يصير إلي بخبره، فرقي ذلك إلي محمد بن عبد الملك الزيات [4] ، فبعث إلي فأخذني، وكبلني في الحديد، وحملني إلي العراق،



[ صفحه 229]



وحبست كما تري، وادعي علي المحال.

فقلت له: أرفع عنك قصة إلي محمد بن عبد الملك الزيات؟ قال: افعل.

فكتبت عنه قصة، شرحت أمره فيها، ورفعتها إلي الزيات، فوقع في ظهرها:

قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلي الكوفة [و] إلي المدينة [و] إلي مكة أن يخرجك من حبسي هذا.

قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره، ورققت له، وانصرفت محزونا فلما كان من الغد، باكرت الحبس لأعلمه بالحال، وآمره بالصبر والعزاء.

فوجدت الجند، وأصحاب الحرس، وصاحب السجن، وخلقا عظيما من الناس يهرعون، فسألت (عنهم وعن حالهم)؟

فقيل: المحمول من الشام المتنبي، افتقد البارحة من الحبس، فلا يدري خسفت الأرض به، أو اختطفته الطير؟

وكان هذا الرجل أعني: علي بن خالد زيديا، فقال بالإمامة لما رأي ذلك وحسن اعتقاده [5] .



[ صفحه 230]




پاورقي

[1] العسكر: يطلق علي أمكنة كثيرة. منها: مدينة بناها أبو جعفر المنصور ببغداد. ومنها:اسم مدينة سر من رأي، وهي سامراء. ومنها: عسكر المهدي (محمد بن منصور) وهي المحلة المعروفة اليوم ببغداد بالرصافة من محال الجانب الشرقي. و.... اقتبسناه عن: معجم البلدان: ج 4، ص 122 124.

[2] مكبولا: الكبل: قيد ضخم، لسان العرب: ج 11، ص 580 (كبل).

[3] داراه، مداراة: خاتله، لاطفه، أقرب الموارد: ج 1، ص 332 (دري).

[4] هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة المعروف بابن الزيات، وزر لثلاثة خلفاء من بني العباس وهم: المعتصم، والواثق، والمتوكل.

وكان محمد المذكور شديد القسوة، صعب العريكة، لا يرق لأحد، ولا يرحمه، وكان يقول: الرحمة خور في الطبيعة، فلما أراد المتوكل قتله، أحضره وأحضر تنور خشب فيه مسامير من حديد أطرافها إلي داخل التنور فأحبس فيه فمات بعد ثلاث، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. وفيات الأعيان: ج 5، ص 101 102.

[5] الخرائج والجرائح: ج 1، ص 380، ح 10.عنه البحار: ج 25، ص 376، ح 25.

الكافي: ج 1، ص 492، ح 1، بتفاوت.عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 295، ح 27، وإثبات الهداة: ج 3، ص 330، ح 5.بصائر الدرجات: ص 422، ح 1، كما في الكافي.عنه البحار: ج 50، ص 38، ح 3، والبرهان: ج 2، ص 493، ح 8، وحلية الأبرار: ج 4،ص 585، س 3، والوافي: ج 3، ص 825، ح 1434.دلائل الإمامة: ص 405، ح 366، أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسي، قال:حدثنا أبي، عن أبي جعفر محمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن بن فروخ الصفار، عن محمد بن حسان الراوي....

المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 393، س 4، مرسلا عن علي بن خالد، بتفاوت، واختصار.الاختصاص: ص 320، س 6، كما في الكافي.الفصول المهمة لابن الصباغ: ص 271، س 10، مرسلا عن أبي خالد بتفاوت.عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 353، س 21.نور الأبصار: ص 328، س 22.عنه وعن الفصول، إحقاق الحق: ج 12، ص 427، س 7.إعلام الوري: ج 2، ص 96، س 3.إرشاد المفيد: ص 324، س 7.عنه كشف الغمة: ج 2، ص 359، س 2.الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 6، كما في المناقب.الثاقب في الناقب: ص 510، ح 436، كما في المناقب.روضة الواعظين: ص 266، س 9، مرسلا عن علي بن خالد.قطعة منه في ف 5، ب 3، (الصلاة في مسجد الكوفة ومسجد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم).