بازگشت

باب معجزاته


1 - ير: علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر، عن علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام قد خرج علي فأحددت النظر إليه وإلي رأسه وإلي رجله لاصف فامته لاصحابنا بمصر فخر ساجدا وقال: إن الله احتج في الامامة بمثل ما احتج في النبوة، قال الله تعالي: " وآتيناه الحكم صبيا " [1] ، وقال الله: " فلما بلغ أشده [2] " وبلغ أربعين سنة " [3] فقد يجوز أن يؤتي الحكمة وهو صبي، ويجوز أن يؤتي وهو ابن أربعين سنة [4] .

قب: عن معلي بن محمد، عن ابن أسباط مثله [5] .

يج: عن ابن أسباط مثله.

شا: ابن قولويه، عن الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن ابن أسباط مثله [6] .

2 - ير: محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن محمد قال: كان أبوجعفر محمد بن علي كتب إلي كتابا وأمرني أن لا أفكه حتي يموت يحيي بن أبي عمران قال:



[ صفحه 38]



فمكث الكتاب عندي سنين فلما كان اليوم الذي مات فيه يحيي بن أبي عمران فككت الكتاب فاذافيه: قم بما كان يقوم به أو نحو هذا من الامر.

قال: وحدثني يحيي وإسحاق ابنا سليمان بن داود أن إبراهيم أقرء هذا الكتاب في المقبرة يوما مات يحيي وكان إبراهيم يقول كنت لا أخاف الموت ماكان يحيي بن أبي عمران حيا [7] وأخبرني بذلك الحسن بن عبدالله بن سليمان [8] .

قب: عن إبراهيم مثله [9] .

3 - ير: محمد بن حسان، عن علي بن خالد وكان زيديا قال: كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا اتي به من ناحية الشام مكبولا، وقالوا: إنه تنبأ قال: علي فداريت القوادين [10] والحجبة، حتي وصلت إليه فاذا رجل له فهم.

فقلت له: يا هذا ما قصتك وما أمرك؟ فقال لي: كنت رجلا بالشام أعبدالله في الموضع الذي يقال له: [11] موضع رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فبينا



[ صفحه 39]



أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال: قم بنا قال: فقمت معه قال: فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم، هذا مسجد الكوفة قال: فصلي وصليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد المدينة قال: فصلي وصليت معه وصلي علي رسول الله صلي الله عليه وآله ودعا له فبينا أنا معه إذا أنا بمكة، فلم أزل معه حتي قضي مناسكه وقضيت مناسكي معه قال: فبينا أنا معه إذا أنا بموضعي الذي كنت أ عبدالله فيه بالشام قال: ومضي الرجل.

قال: فلما كان عام قابل في أيام الموسم إذا أنا به وفعل بي مثل فعلته الاولي فلما فرغنا من مناسكنا وردني إلي الشام وهم بمفار قتي قلت له: سألتك بحق الذي



[ صفحه 40]



أقدرك علي ما رأيت إلا أخبرتني من أنت؟ قال: فأطرق طويلا ثم نظر إلي فقال: أنا محمد بن علي بن موسي.

فتراقي الخبر حتي انتهي الخبر إلي محمد بن عبدالملك الزيات، قال: فبعث إلي فأخذني وكبلني في الحديد، وحملني إلي العراق وحبسني ماتري.

قال: قلت له: أرفع قصتك إلي محمد بن عبدالملك؟ فقال: ومن لي يأتيه بالقصة قال: فأتيته بقرطاس ودواة فكتب قصته إلي محمد بن عبدالملك فذكر في قصته ما كان قال: فوقع في القصة: قال للذي أخرجك في ليلة من الشام الكوفة، و من الكوفة، إلي المدينة، ومن المدينة إلي المكان أن يخرجك من حبسك قال علي: فغمني أمره ورققت له، وأمرته بالعزاء، قال: ثم بكرت عليه يوما فاذا الجند، وصاحب الحرس، وصاحب السجن، وخلق عظيم، يتفحصون حاله قال: فقلت: ماهذا؟ قالوا: المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به الارض، أو اختطفه الطير في الهواء؟ وكان علي بن خالد هذا زيديا فقال بالامامة بعد ذلك، وحسن اعتقاده [12] .

عم، شا: ابن قولويه، عن الكليني [13] عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان مثله [14] .

بيان: " العسكر " اسم سر من رأي، والكبل القيد الضخم " فتراقي الخبر " أي تصاعد وارتفع " محمد بن عبدالملك " كان وزير المعتصم وبعد وزيرا لابنه الواثق هارون ابن المعتصم وكان أبوه يبيع دهن الزيت في بغداد " والحرس " بالتحريك جمع الحارس ويقال " اختطفه " إذا استلبه بسرعة.



[ صفحه 41]



4 - يج: عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت علي واغتممت لذلك فتناول إحدا هن وقال: هذه رقعة زياد بن شبث [15] ، وتناول الثانية وقال: هذه رقعة محمد بن أبي حمزة، و تناول الثالثة وقال: هذه رقعة فلان، فبهت [16] فنظر إلي وتبسم [17] .

شا: ابن قولويه، عن الكليني [18] عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم مثله [19] .

قب: ابن عياش في كتاب أخبار أبي هاشم مثله [20] .

5 - يج: روي الحميري أن أبا هاشم قال: إن أبا جعفر أعطاني ثلاثمائة دينار في صرة وأمرني أن أحملها إلي بعض بني عمه، وقال: أنا إنه سيقول لك دلني علي من أشتري بها منه متاعا فدله، قال: فأتيته بالدنانير، فقال لي: يا أبا هاشم دلني علي حريف يشتري بها متاعا ففعلت [21] .

شا: بالاسناد المتقدم، عن أبي هاشم مثله [22] .

قب: ابن عياش في كتاب أخبار أبي هاشم مثله [23] .

6 - يج: روي عن أبي هاشم، قال: كلفني جمالي أن اكلم أبا جعفر له ليدخله في بعض اموره قال: فدخلت عليه لا كلمه فوجدته مع جماعة فلم يمكني



[ صفحه 42]



كلامه، فقال: يا أبا هاشم كل! وقد وضع الطعام بين يديه، ثم قال ابتداء منه من غير مسألة مني: يا غلام انظر الجمال الذي آتانا أبوهاشم فضمه إليك [24] .

عم: عن الحميري، عن أبي هاشم مثله.

شا: بالاسناد المتقدم، عن أبي هاشم مثله [25] .

7 - يج: روي عن أبي هاشم قال: دخلت عليه عليه السلام ذات يوم بستانا فقلت له: جعلت فداك إني مولع بأكل الطين، فادع الله لي فسكت ثم قال بعد أيام: يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين، قلت: ما شئ أبغض إلي منه [26] .

شا: بالاسناد المتقدم [27] عن أبي هاشم مثله [28] .

عم: عن أبي هاشم مثله.

8 - يج: قال أبوهاشم جاء رجل إلي محمد بن علي بن موسي عليهم السلام فقال: ياابن رسول الله إن أبي مات وكان له مال ولست أقف علي ماله، ولي عيال كثيرون وأنا من مواليكم فأغثني فقال أبوجعفر عليه السلام: إذا صليت العشاء الاخرة فصل علي محمد وآل محمد فان أباك يأتيك في النوم، ويخبرك بأمر المال.

ففعل الرجل ذلك فرأي أباه في النوم فقال: يا بني مالي في موضع كذا فخذه واذهب إلي ابن رسول الله صلي الله عليه وآله فأخبره أني دللتك علي المال، فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الامام بأمر المال، وقال: الحمدلله الذي أكرمك واصطفاك [29] .



[ صفحه 43]



8 - قب: ابن عياش في كتاب أخبار أبي هاشم مثله [30] .

ثم قال: وفي رواية ابن أشباط وهوإذ ذاك خماسي: إلا أنه لم يذكر موت والده.

أقول: روي في إعلام الوري أخبار أبي هاشم هكذا: وفي كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري للشيخ أبي عبدالله أحمد بن محمد بن عياش الذي أخبرني بجميعه السيد محمد بن الحسين الحسيني الجرجاني عن والده عن الشريف أبي الحسين طاهربن محمد الجعفري، عن أحمد بن محمد العطار [31] عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبي هاشم الجعفري.

9 - يج: يوسف بن السخت، عن صالح بن عطية الاصحب قال: حججت فشكوت إلي أبي جعفر عليه السلام الوحدة فقال: أما إنك لا تخرج من الحرم حتي تشتري جارية ترزق منها ابنا، فقلت تسير إلي؟ قال: نعم، وركب إلي النخاس وكتب إلي جارية [32] فقال اشترها، فاشتريتها فولدت محمدا ابني.

10 - يج: أحمد بن هلال، عن امية بن علي القيسي.

قال: دخلت أنا وحماد بن عيسي علي أبي جعفر بالمدينة لنودعه فقال لنا: لاتخرجا أقيما إلي غد قال: فلما خرجنا من عنده، قال حماد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي، قلت: أما أنا فاقيم قال: فخرج حماد فجري الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيالة.

كشف: من دلائل الحميري عن امية مثله [33] .

11 - يج: داود بن محمد النهدي، عن عمران بن محمد الاشعري قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني عليه السلام وقضيت حوائجي وقلت له: إن ام الحسن تقرئك السلام وتسألك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها قال: قد استغنت عن ذلك، فخرجت



[ صفحه 44]



ولست أدري مامعني ذلك، فأتاني الخبر بأنها قدماتت قبل ذلك بثلاثة عشريوما أو أربعة عشر يوما [34] .

كشف: من دلائل الحميري، عن عمران مثله [35] .

12 - يج: ابن عيسي، عن محمد بن سهل بن اليسع قال كنت مجاورا بمكة فصرت إلي المدينة فدخلت علي أبي جعفرالثاني عليه السلام وأردت أن أسأله عن كسوة يكسونيها فلم يتفق أن أسأله حتي ودعته وأردت الخروج فقلت أكتب إليه وأسأله قال: فكتبت إليه الكتاب فصرت إلي المسجد علي أن اصلي ركعتين وأستخبر الله مائة مرة، فان وقع في قلبي أن أبعث والله [36] بالكتاب بعثت، وإلا خرقته، ففعلت فوقع في قلبي أن لا أبعث فخرقت الكتاب، وخرجت من المدينة، فبينما أنا كذلك إذا رأيت رسولا ومعه ثياب في منديل يتخلل القطار، ويسأل عن محمد بن سهل القمي حتي انتهي إلي وفقال: مولاك بعث إليك بهذا وإذا ملاءتان، قال أحمد بن محمد فقضي الله أني غسلته حين مات فكفنته فيهما [37] .

بيان: الملاءة بالضم الثوب اللين الرقيق.

13 - يج: سهل بن زياد، عن ابن حديد [38] قال: خرجت مع جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق، فلما دخلت المدينة لقيت أبا جعفر عليه السلام في بعض الطريق فأتيته إلي المنزل فأخبرته بالذي أصابنا فأمرلي بكسوة وأعطاني دنانير، وقال: فرقها علي أصحابك، علي قدرما ذهب، فقسمتها بينهم، فاذا هي علي قدر ماذهب منهم لا أقل ولا أكثر.

14 - يج: روي يحيي بن أبي عمران قال: دخل من أهل الري جماعة من



[ صفحه 45]



أصحابنا علي أبي جعفر عليه السلام وفيهم رجل من الزيدية، قالوا فسألنا عن مسائل فقال أبوجعفر لغلامه: خذبيد هذا الرجل فاخرجه، فقال الزيدي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلي الله عليه وآله وأنك حجة الله.

15 - يج: روي أبوسليمان عن صالح بن داود اليعقوبي قال: لما توجه في استقبال المأمون إلي ناحية الشام أمر أبوجعفر عليه السلام أن يعقد ذنب دابته وذلك في يوم صائف شديد الحر لا يوجد الماء، فقال بعض من كان معه: لا عهد له بر كوب الدواب فان موضع [39] عقد ذنب البرذون غير هذا، قال: فما مررنا إلا يسيرا حتي ضللنا الطريق بمكان كذا، ووقعنا في وحل كثير، ففسد ثيابنا ومامعنا ولم يصبه شئ من ذلك [40] .

16 - يج: روي أن أبا جعفر عليه السلام قال لنا يوما ونحن في ذلك الوجه: أما إنكم ستضلون الطريق بمكان كذا وتجدونها في مكان كذا بعد ما يذهب من الليل كذا فقلنا: ما علم هذا ولا بصر له بطريق الشام فكان كما قال.

17 - يج: روي عن عمران بن محمد قال: دفع إلي أخي درعة أحملها إلي أبي جعفر عليه السلام مع أشياء فقدمت بها ونسيت الدرع، فلما أردت أن اودعه، قال لي: احمل الدرع.

وسألتني والدتي أن أسأله قميصا من ثيابه فسألته فقال لي: ليس بمحتاج إليه [41] فجائني الخبر أنها توفيت قبل بعشرين يوما.

18 - يج: روي عن ابن اروبه [42] أنه قال: إن المعتصم دعا جماعة من وزرائه فقال: اشهدوا لي علي محمد بن علي بن موسي زورا واكتبوا أنه أراد أن يخرج ثم



[ صفحه 46]



دعاه فقال: إنك أردت أن تخرج علي فقال: والله ما فعلت شيئا من ذلك، قال: إن فلانا وفلانا شهدوا عليك فاحضروا فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك، قال: وكان جالسا في بهو فرفع أبوجعفر عليه السلام يده وقال: اللهم إن كانوا كذبوا علي فخذهم، قال: فنظرنا إلي ذلك البهو كيف يرجف ويذهب ويجيئ و كلما قام واحد وقع المعتصم: يا ابن رسول الله إني تائب مما قلت، فادع ربك أن يسكنه فقال: اللهم سكنه إنك تعلم أنهم أعداؤك وأعدائي فسكن [43] .

بيان: قال الجوهري البهو البيت المقدم أمام البيوت [44] .

19 - يج: كتب جماعة من الاصحاب رقاعا في حوائج وكتب رجل من الواقفة رقعة وجعلها بين الرقاع، فوقع الجواب بخطه في الرقاع إلا رقعة الواقفي لم يجب فيها بشئ.

20 - يج: عن محمد بن ميمون أنه كان مع الرضا عليه السلام بمكة قبل خروجه إلي خراسان قال قلت له: إني اريد أن أتقدم إلي المدينة فاكتب معي كتابا إلي أبي جعفر عليه السلام فتبسم وكتب وصرت إلي المدينة، وقد كان ذهب بصري فأخرج الخادم أبا جعفر عليه السلام إلينا فحمله في المهد فناولته الكتاب فقال لموفق الخادم: فضه وانشره ففضه ونشره بين يديه، فنظرفيه، ثم قال لي: يا محمد ما حال بصرك؟ قلت: يا ابن رسول الله صلي الله عليه وآله اعتلت عيناي فذهب بصري كماتري، قال: فمديده فمسح بها علي عيني فعاد إلي بصري كأصلح ماكان، فقبلت يده ورجله وانصر فت من عنده، و أنا بصير [45] .

21 - يج: روي عن أبي بكر بن إسماعيل قال: قلت لا بي جعفر ابن الرضا عليه السلام: إن لي جارية تشتكي من ريح بها فقال: ائتني بها فأتيت بها فقال: ما



[ صفحه 47]



تشتكين يا جارية؟ قالت: ريحا في ركبتي فمسح يده علي ركبتها من وراء الثياب فخرجت الجارية من عنده ولم تشتك وجعا بعد ذلك.

22 - يج: روي عن علي بن جرير قال: كنت عند أبي جعفر ابن الرضا عليه السلام جالسا وقد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا بعض الجيران يجرونهم إليه ويقولون: أنتم سرقتم الشاة، فقال أبوجعفر عليه السلام: ويلكم خلوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره، فخرجوا فوجدوها في داره، و أخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه، وهو يحلف أنه لم يسرق هذه الشاة - إلي أن صاروا إلي أبي جعفر عليه السلام فقال: ويحكم ظلمتم الرجل فان الشاة دخلت داره وهولا يعلم بها، فدعاه فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه وضربه.

23 - يج: روي عن محمد بن عمير بن واقدا الرازي قال: دخلت علي أبي جعفر ابن الرضا عليهما السلام ومعي أخي به بهر شديد فشكي إليه ذلك البهر، فقال عليه السلام: عافاك الله مما تشكو فخرجنا من عنده وقدعو في فما عاد إليه ذلك البهر إلي أن مات قال محمد بن عمير: وكان يصيبني وجع في خاصرتي في كل اسبوع فيشتد ذلك الوجع بي أياما وسألته أن يدعولي بزواله عني فقال: وأنت فعافاك الله فما عاد إلي هذه الغاية.

بيان: البهر بالضم تتابع النفسر.

24 - يج: روي عن القاسم بن المحسن قال: كنت فيما بين مكة والمدينة فمربي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته، فأخرجت له رغيفا فناولته إياه فلما مضي عني هبت ريح زوبعة، فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت ولا أين مرت، فلما دخلت المدينة صرت إلي أبي جعفر ابن الرضا عليهما السلام فقال لي: يا أبا القاسم [46] ذهبت عمامتك في الطريق؟ قلت: نعم، فقال: يا غلام أخرج إليه عمامته فأخرج إلي عمامتي بعينها، قلت: يا ابن رسول الله كيف صارت إليك؟ قال:



[ صفحه 48]



تصدقت علي أعرابي فشكره الله لك، فرد إليك عمامتك، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

بيان: الزوبعة بفتح الزاء والباء ريح تثير غبارا فير تفع في السمآء كأنه عمود.

25 - يج: روي عن محمد بن اورمة [47] عن الحسين المكاري قال: دخلت علي أبي جعفر ببغداد وهو علي ماكان من أمره، فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع إلي موطنه أبدا، وما أعرف مطعمه؟ [48] قال: فأطرق رأسه ثم رفعه وقد اصفر لونه فقال: يا حسين خبز شعير، وملح جريش في حرم رسول الله أحب إلي مما تراني فيها [49] .



[ صفحه 49]



26 - يج: روي عن إسماعيل بن عباس الهاشمي قال: جئت إلي أبي جعفر عليه السلام يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش فرفع المصلي وأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها، فخرجت بها إلي السوق فكانت ستة عشر مثقالا [50] .

27 - يج: حدث أبوعبدالله محمد بن سعيد النيسابوري متوجها إلي الحج عن أبي الصلت الهروي وكان خادما للرضا عليه السلام قال: أصبح الرضا عليه السلام يوما فقال لي: ادخل هذه القبة التي فيها هارون فجئني بقبضة تراب من عند بابها وقبضة من يمنتها وقبضة من يسرتهاوقبضة من صدرها وليكن كل تراب منها علي حدته.

فصرت إليها فأتيته بذلك وجعلته بين يديه علي منديل، فضرب بيده إلي تربة الباب فقال: هذا من عند الباب؟ فقلت: نعم، قال: غدا تحفر لي في هذا الموضع فتخرج صخرة لا حيلة فيها، ثم قذف به، وأخذ تراب اليمنة، وقال: هذا من يمنتها؟ قلت: نعم، قال: ثم تحفرلي في هذا الموضع فتخرج نبكة [51] لا حيلة فيها، ثم قذف به وأخذ تراب اليسرة، وقال: ثم تحفرلي في هذا الموضع، فتخرج نبكة مثل الاولي وقذف به.

وأخذ تراب الصدر فقال: هذا تراب من الصدر ثم تحفر لي في هذا الموضع فيستمر الحفر إلي أن يتم فاذا فرغت من الحفر فضع يدك علي أسفل القبر، وتكلم بهذه الكلمات فانه سينبع الماء حتي يمتلي القبر فتظهر فيه سميكات صغار، فاذا رأيتها ففتت لها كسرة فاذا أكلتها خرجت حوتة كبيرة فابتلعت تلك السميكات كلها ثم تغيب، فاذا غابت ضع يدك علي الماء، وأعد تلك الكلمات فان الماء ينضب كله وسل المأمون عني أن يحضر وقت الحفر فانه سيفعل ليشاهد هذا كله.

ثم قال عليه السلام: الساعة يجئ رسوله فاتبعني فان قمت من عنده مكشوف الرأس فكلمني بما تشاء وإن قمت من عنده مغطي الرأس فلا تكلمني بشئ، قال: فوافاه رسول المأمون فلبس الرضا عليه السلام ثيابه خرج وتبعته، فلما دخل علي المأمون وثب



[ صفحه 50]



إليه فقبل بين عينيه وأجلسه معه علي مقعده وبين يديه طبق صغير، فيه عنب، فأخذ عنقودا أكل منه نصفه ونصفه باق - وقد شربه بالسم - وقال للرضا عليه السلام: حمل إلي هذا العنقود، وتنغصت به أن لا تأكل منه، فأسألك أن تأكل منه، قال: اعفني من ذلك قال: لا والله فانك تسرني إذا أكلت منه.

قال: فاستعفاه ذلك ثلاث مرات، وهو يسأله بمحمد وعلي أن يأكل منه فأخذ منه ثلاث حبات وغطي رأسه ونهض من عنده فتبعته ولم اكلمه بشئ حتي دخل منزله فأشار لي أن أغلق الباب فغلقته وصار إلي مقعدله فنام عليه، وصرت أنا في وسط الدار فاذا غلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا عليه السلام ولم أكن قد رأيته قبل ذلك، فقلت: ياسيدي الباب مغلق فمن أين دخلت؟ قال لا تسأل عما لا تحتاج إليه وقصد إلي الرضا عليه السلام.

فلما بصربه الرضا عليه السلام وثب إليه وضمه لي صدره وجلسا جميعا علي المقعد ومد الرضا عليه السلام الرداء عليهما، فتناجيا جميعا بما لم أعلمه ثم امتد الرضا عليه السلام علي المقعد وغطاه محمد بالرداء وصار إلي وسط الدار وقال: يا أبا الصلت فقلت: لبيك يا ابن رسول الله فقال: عظم الله أجرك في الرضا فقد مضي، فبكيت قال: لا تبك هات المغتسل والماء لنأخذ في جهازه.

فقلت: يا مولاي الماء حاضر، ولكن ليس في الدار مغتسل إلا أن يحضر من خارج الدار قال: بل هو في الخزانة فدخلتها فوجدتها وفيها مغتسل ولم أره قبل ذلك فأتيته به وبالمأء، قال: تعال حتي نحمل الرضا عليه السلام فحملناه علي المغتسل ثم قال: اعزب عني فغسله وهو وحده ثم قال: هات أكفانه والحنوط قلت: لم نعد له كفنا، قال: ذلك في الخزانة فد خلتها فرأيت في وسطها أكفانا وحنوطا لم أره قبل ذلك، فأتيته به فكفنه وحنطه.

ثم قال لي: هات التابوت من الخزانة فاستحييت منه أن أقول: ما عندنا تابوت فدخلت الخزانة فوجدت بها تابوتا لم أره قبل ذلك فأتيته به فجعله فيه فقال: تعال حتي نصلي عليه، وصلي به وغربت الشمس، وكان وقت صلاة المغرب، فصلي



[ صفحه 51]



بي المغرب والعشاء وجلسنا نتحدث فانفتح السقف ورفع التابوت.

فقلت: يا مولاي ليطالبني المأمون به فماتكون حيلتي؟ فقال: لا عليك سيعود إلي موضعه فما من نبي يموت في مغرب الارض ولا يموت وصي من أوصيائه في مشرقها إلا جمع الله بينهما قبل أن يدفن، فلما مضي من الليل نصفه أو أكثر إذا التابوت رجع من السقف حتي استقر مكانه.

فلما صلينا الفجر قال: افتح باب الدار فان هذا الطاغي يجيئك الساعة فعرفه أن الرضا عليه السلام قد فرغ من جهازه، قال: فمضيت نحو الباب فالتفت فلم أره يدخل من باب ولم يخرج من باب فاذا المأمون قدوا في فلما رآني قال: مافعل الرضا؟ قلت: عظم الله أجرك، فنزل وخرق ثيابه، وسفي التراب علي رأسه وبكي طويلا ثم قال: خذوا في جهازه فقلت: قد فرغ منه، قال: ومن فعل به ذلك؟ قلت: غلام وافاه لم أعرفه إلا أني ظننته ابن الرضا عليه السلام.

قال فاحفروا له في القبة قلت: فانه سألك أن تحضر موضع دفنه قال: نعم فأحضروا كرسيا وجلس عليه وأمر أن يحفروا له عند الباب فخرجت الصخرة فأمر بالحفر في يمنة القبة، فخرجت النبكة ثم أمر بذلك في يسرتها فبرزت النبكة الاخري وأمر بالحفر في الصدر فاستمر الحفر.

فلما فرغت منه وضعف يدي إلي أسفل القبر وتكلمت بالكمات، فنبع الماء وظهرت السميكات، ففتت لها كسرة فأكلت ثم ظهرت السمكة الكبيرة فابتلعتها كلها وغابت فوضعت يدي علي الماء وأعدت الكلمات فنضب الماء كله وانتزعت الكلمات من صدري من ساعتي فلم أذكر منها حرفا واحدا فقال المأمون: يا أباالصلت الرضا عليه السلام أمرك بهذا؟ قلت: نعم قال: مازال الرضا عليه السلام يرينا العجائب في حياته ثم أراناها بعد وفاته.

فقال لوزيره: ماهذا؟ قال: الهمت أنه ضرب لكم مثلا بأنكم تمتعون في الدنيا قليلا مثل هذه السميكات ثم يخرج واحد منهم فيهلككم فلما دفن عليه السلام قال لي المأمون: علمني الكلمات، قلت: قدوالله انتزعت من



[ صفحه 52]



قلبي فما أذكر منها كلمة واحدة حرفا وبالله لقد صدقته فلم يصدقني وتوعدني القتل إن لم اعلمه إياها وأمرني إلي الحبس، فكان في كل يوم يدعوني إلي القتل أو أعلمه ذلك، فأحلف له مرة بعد اخري كذلك سنة فضاق صدري فقمت ليلة جمعة فاغتسلت وأحييتها راكعا وساجدا وباكيا ومتضرعا إلي الله في خلاصي فلما صليت الفجر إذا أبوجعفرابن الرضا عليهما السلام قد دخل إلي وقال: يا أبا الصلت قد ضاق صدرك؟ قلت: إي والله يا مولاي قال: أما لوفعلت قبل هذا ما فعلته الليلة لكان الله قد خلصك كما يخلصك الساعة.

ثم قال: قم! قلت: إلي أين والحراس علي باب السجن، والمشاعل بين أيديهم؟ قال: قم فانهم لا يرونك ولاتلتقي معهم بعد يومك، فأخذ بيدي وأخرجني من بينهم وهم قعود يتحدثون والمشاعل بينهم فلم يرونا، فلما صرنا خارج السجن قال: أي البلاد تريد؟ قلت: منزلي بهراة قال: أرخ رداءك علي وجهك وأخذ بيدي فظننت أنه حولني عن يمنته إلي يسرته، ثم قال لي: اكشف فكشفته فلم أره فاذا أنا علي باب منزلي فدخلته فلم ألتق مع المأمون ولا مع أحد من أصحابه إلي هذه الغاية [52] .

25 - يج: روي عن الحسن بن علي الوشاء قال: كنت بالمدينة بالصريا في المشربة مع أبي جعفر عليه السلام فقام وقال: لا تبرح فقلت في نفسي: كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا عليه السلام قميصا من ثيابه فلم أفعل فاذا عاد إلي أبوجعفر عليه السلام فأسأله فأرسل إلي من قبل أن أسأله ومن قبل أن يعود إلي وأنا في المشربة بقميص وقال الرسول: يقول لك: هذا من ثياب أبي الحسن التي كان يصلي فيها.

26 - يج: روي عن ابن اورمة قال: حملت امرأه معي شيئا من حلي وشيئا من دارهم وشيئا من ثياب فتوهمت أن ذلك كله لها ولم أحتط عليها [53] أن ذلك



[ صفحه 53]



لغيرها فيه شئ فحملت إلي المدينة مع بضاعات لا صحابنا فوجهت ذلك كله إليه وكتبت في الكتاب أني قد بعثت إليك من قبل فلانة بكذا، ومن قبل فلان وفلان بكذا، فخرج في التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فلان وفلان ومن قبل المرءتين تقبل الله منك ورضي الله عنك وجعلك معنا في الدنيا والاخرة.

فلما سمعت ذكر المرءتين شككت في الكتاب أنه غير كتابه وأنه قد عمل علي دونه لا ني كنت في نفسي علي يقين أن الذي دفعت إلي المرأة كان كله لها وهي مرأة واحدة فلما رأيت امرأتين اتهمت موصل كتابي فلما انصرفت إلي البلاد جاء تني المرأة فقالت: هل أو صلت بصاعتي؟ فقلت: نعم، قالت: وبضاعة فلانه؟ قلت: هل كان فيها لغيرك شئ قالت: نعم، كان لي فيها كذا ولا ختي فلانة كذا قلت: بلي أوصلت [54] .

27 - يج: روي بكربن صالح، عن محمد بن فضيل الصير في قال: كتبت إلي أبي جعفر عليه السلام كتابا وفي آخره: هل عندك سلاح رسول الله صلي الله عليه وآله ونسيت أن أبعث بالكتاب، فكتب إلي بحوائج وفي آخر كتابه " عندي سلاح رسول الله صلي الله عليه وآله وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور معنا حيث درنا وهو مع كل إمام وكنت بمكة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلا الله، فلما صرت إلي المدينة ودخلت عليه نظر إلي فقال: استغفرالله لمأ أضمرت ولا تعد، قال بكر: فقلت لمحمد: أي شئ هذا؟ قال: لا اخبربه أحدا.

قال: وخرج باحدي رجلي العرق المدني وقد قال لي قبل أن خرج العرق في رجلي وقد عاهدته فكان آخرما قال: إنه ستصيبت وجعا فاصبر فأيما رجل من شيعتنا اشتكي فصبر واحتسب كتب الله له أجر ألف شهيد، فلما صرت في بطن مر ضرب علي رجلي وخرج بي العرق، فمازلت شا كيا أشهر او حججت في السنة الثانية فدخلت عليه فقلت: جعلني الله فداك عوذ رجلي، وأخبرته أن هذه التي توجعني فقال: لا بأس علي هذه أرني رجلك الاخري الصحيحة، فبسطتها بين يديه وعوذها



[ صفحه 54]



فلما قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة فرجعت إلي نفسي فعلمت أنه عوذها قبل من الوجع فعافاني الله من بعد.

28 - شا: ابن قولويه، عن الكليني [55] عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد عن محمد بن علي، عن محمد بن حمزة، عن محمدبن علي الهاشمي قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام صبيحة عرسه ببنت المأمون وكنت تناولت من أول الليل دواء فأول من دخل في صبيحته أناوقد أصابني العطش وكرهت أن أعو بالماء فنظر أبوجعفر عليه السلام في وجهي، وقال: أراك عطشانا قلت: أجل قال: يا غلام اسقنا ماء فقلت في نفسي: الساعة يأتونه بماء مسموم، واغتممت لذلك فأقبل الغلام ومعه الماء فتبسم في وجهي ثم قال: يا غلام ناولني الماء، فتناول وشرب، ثم ناولني وشربت، وأطلت عنده وعطشت، فدعا بالماء ففعل كما فعل بالمرة الاولي فشرب ثم ناولني وتبسم.

قال محمد بن حمزة: قال لي محمد بن علي الهاشمي: والله إني أظن أن أبا جعفر عليه السلام يعلم ما في النفوس كماتقول الرافضة [56] .

29 - عم، شا: ابن قولويه، عن الكليني [57] عن عدة من أصحابه، عن أحمد ابن محمد، عن الحجال وعمر بن عثمان، عن رجل من أهل المدينة، عن المطر في قال: مضي أبوالحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام ولي عليه أربعة آلاف درهم، لم يكن يعرفها غيري وغيره، فأرسل إلي أبوجعفر عليه السلام إذا كان غدا فائتني فأتيته من الغد فقال لي: مضي أبوالحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم، فقلت: نعم، فرفع المصلي الذي كان تحته، فاذا تحته دنانير فدفعها إلي، وكان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم [58] .



[ صفحه 55]



يج: عن المطر في مثله [59] .

30 - جا: أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف، عن ابن مهزيار، عن بكر بن صالح قال: كتب صهرلي إلي أبي جعفرالثاني عليه السلام أن أبي ناصب خبيث الرأي وقد لقيت منه شدة وجهدا، فر أيك جعلت فداك في الدعاء لي، وما تري جعلت فداك أفتري أن اكاشفه أم اداريه؟ فكتب قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء لك إنشاء الله والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر، فاصبرإن العاقبة للمتقين ثبتك الله علي ولاية من توليت، نحن وأنتم في وديعة الله التي لا يضيع ودائعه قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه حتي صار لا يخالفه في شئ.

31 - قب: قال عسكر مولي أبي جعفر عليه السلام: دخلت عليه فقلت في نفسي: يا سبحان الله ماأشد سمرة مولاي وأضوء جسده؟ قال: فوالله ما استتممت الكلام في نفسي حتي تطاول وعرض جسده، وامتلا به الايوان إلي سقفه، ومع جوانب حيطانه ثم رأيت لونه وقد أظلم حتي صار كالليل المظلم ثم ابيض حتي صار كأبيض ما يكون من الثلج ثم احمر حتي صار كالعلق المحمر ثم اخضر حتي صار كأخضر ما يكون من الاغصان الورقة الخضرة، ثم تناقص جسمه حتي صار في صورته الاولة وعاد لونه الاول وسقطت لوجهي مما رأيت.

فصاح بي: يا عسكر تشكون فننبئكم وتضعفون فتقويكم، والله لاوصل إلي حقيقة معرفتنا إلا من من الله عليه بنا، وارتضاه لنا وليا.

بنان بن نافع قال: سألت علي بن موسي الرضا عليهما السلام فقلت: جعلت فداك من صاحب الامر بعدك؟ فقال لي: يا ابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ماورثته ممن هو قبلي، وهو حجة الله تعالي من بعدي، فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي عليهما السلام فلما بصربي قال لي: يا ابن نافع ألا احدثك



[ صفحه 56]



بحديث؟ إنا معاشر الائمة إذا حملته امه يسمع الصوت في بطن امه أربعين يوما فاذا أتي له في بطن امه أربعة أشهر رفع الله تعالي له أعلام الارض فقرب له ما بعد عنه، حتي لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة ولا ضارة، وإن قولك لابي الحسن: من حجة الدهر والزمان من بعده؟ فالذي حدثك أبوالحسن ما سألت عنه هو الحجة عليك، فقلت: أنا أول العابدين.

ثم دخل علينا أبوالحسن فقال لي: ياابن نافع سلم وأذعن له بالطاعة، فروحه روحي وروحي روح رسول الله صلي الله عليه وآله [60] .

اجتاز المأمون بابن الرضا عليه السلام وهوبين صبيان فهربوا سواه فقال: علي به فقال له: مالك لا هربت في جملة الصبيان؟ قال: مالي ذنب فأفر منه، ولا الطريق ضيق فاوسعه عليك، سرحيث شئت فقال: من تكون أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقال: ما تعرف من العلوم؟ قال: سلني عن أخبار السماوات، فودعه ومضي، وعلي يده باز أشهب يطلب به الصيد - فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه وشماله لم يرصيدا والباز يثب عن يده فأرسله فطار يطلب الافق حتي غاب ناظره ساعة، ثم عاد إليه وقد صادحية فوضع الحية في بيت الطعم، وقال لا صحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم علي يدي.

ثم عاد وابن الرضا عليه السلام في جملة الصبيان فقال: ماعندك من أخبار السماوات؟ فقال: نعم، يا أمير المؤمنين حدثني أبي، عن آبائه عن النبي، عن جبرئيل عن رب العالمين أنه قال: بين السماء والهواء بحر عجاج، يتلاطم به الامواج، فيه حيات خضر البطون، رقط الظهور، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب، يمتحن به العلماء فقال: صدقت وصدق أبوك وصدق جدك وصدق ربك فأركبه ثم زوجه



[ صفحه 57]



ام الفضل [61] .

وفي كتاب " معرفة تركيب الجسد " عن الحسين بن أحمد التيمي: روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنه استدعي فاصدا في أيام المأمون فقال له: افصدني في العرق الزاهر! فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيدي، ولا سمعت به فأراه إياه فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجري حتي امتلا الطشت ثم قال له: أمسكه وأمر بتفريغ الطست، ثم قال: خل عنه، فخرج دون ذلك، فقال شده الان، فلما شديده أمر له بمائة دينار، فأخذها وجاء إلي يوحنا بن بختيشوع فحكي له ذلك فقال: والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب، ولكن ههنا فلان الاسقف قد مضت عليه السنون فامض بناإليه فان كان عنده علمه وإلا لم نقدر علي من يعلمه، فمضيا ودخلا عليه وقصا القصص، فأطرق مليا ثم قال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي [62] أبوسلمة قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام وكان بي صمم شديد فخبر بذلك لما أن دخلت عليه، فدعاني إليه فمسح يده عليه اذني ورأسي ثم قال: اسمع وعه! فوالله إني لا سمع الشئ الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته.

وروي أن أبان جعفر عليه السلام لما صار إلي شارع الكوفة نزل عند دار المسيب، و كان في صحنه نبقة [63] لم تحمل فدعا بكوز فيه مآء فتوضأ في أسفل النبقة وقام فصلي بالناس المغرب والعشاء الاخرة، وسجد سجدتي الشكر، ثم خرج.

فلما انتهي إلي النبقة رآها الناس وقد حملت حملا حسنا فتعجبوا من ذلك وأكلوا منها فوجدوا نبقا حلوا لا عجم له، وودعوه ومضي إلي المدينة.

قال الشيخ المفيد: وقد أكلت من ثمرها وكان لا عجم له [64] .



[ صفحه 58]



32 - نجم: باسنادنا إلي محمد بن جرير الطبري باسناده إلي إبراهيم بن سعيد قال: كنت جالسا عند محمد بن علي الجواد عليه السلام إذ مر بنا فرس انثي فقال: هذه تلد الليلة فلوا [65] أبيض الناصية في وجهه غرة فاستأذنته ثم انصرفت مع صاحبها، فلم أزل احدثه إلي الليل حتي أتت فلوا كما وصف فأتيته قال: يا ابن سعيد شككت فيما قلت لك أمس؟ إن التي في منزلك حبلي بابن أعور فولدت والله محمدا وكان أعور.

33 - نجم: باسنادنا إلي الحميري في كتاب الدلائل باسناده إلي صالح بن عطية قال: حججت فشكوت إلي أبي جعفر يعني الجواد عليه السلام الوحدة، فقال: أما إنك لا تخرج من الحرم حتي تشتري جارية ترزق منها ابنا قلت: جعلت فداك أفتري أن تشير علي؟ فقال: نعم اعترض فاذا رضيت فأعلمني فقلت: جعلت فداك فقد رضيت قال: اذهب فكن بالقرب حتي اوافيك فصرت إلي دكان النخاس فمربنا فنظر ثم مضي فصرت إليه فقال: قد رأيتها إن أعجبك فاشترها علي أنها قصيرة العمر قلت: جعلت فداك فما أصنع بها؟ قال: قد قلت لك.

فما كان من الغد صرت إلي صاحبها فقال: الجارية محمومة وليس فيها غرض فعدت إليه من الغد فسألته عنها فقال: دفنتها اليوم فأتيته فأخبرته الخبر فقال: اعترض فاعترضت فأعلمته فأمر ني أن أنظره فصرت إلي دكان النخاس فركب فمربنا فصرت إليه فقال: اشترها فقد رأيتها فاشتريتها فحو لتها، وصبرت عليها، حتي طهرت ووقعت عليهافحملت وولدت لي محمدا ابني.

34 - دلائل الطبري عن أبي المفضل عن بدر بن عمار الطبرستاني عن محمد بن علي الشلمغاني قال: حج إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلي أبي جعفر عليه السلام قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشرة مسائل لا سأله عنها وكان لي حمل فقلت: إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو الله لي أن يجعله ذكرا، فلما سألته الناس قمت والرقعة معي لا سأله عن مسائلي فلما نظر إلي قال لي: يا أبا يعقوب



[ صفحه 59]



سمه أحمد، فولد لي ذكر فسميته أحمد فعاش مدة ومات، وكان ممن خرج مع الجماعة.

علي بن حسان الواسطي المعروف بالعمش قال: حملت معي إليه من الالة التي للصبيان بعضا من فضة، وقلت أتحف مولاي أباجعفر عليه السلام بها فلما تفرق الناس عنه عن جواب لجميعهم قام فمضي إلي صريا واتبعته فلقيت موفقا فقلت: استأذن لي علي أبي جعفر عليه السلام فدخلت وسلمت فرد علي السلام وفي وجهه الكراهة ولم يأمرني بالجلوس فدنوت منه وفرغت ماكان في كمي بين يديه فنظر إلي نظر مغضب ثم رمي يمينا وشمالا ثم قال: مالهذا خلقني الله ما أنا واللعب؟ فاستعفيته فعفي عني فخرجت.

وعن عبدالله بن محمد قال: قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليه السلام وبين يديه قصعة صيني فقال: يا عمارة أتري من هذا عجبا؟ فقلت: نعم، فوضع يده عليه فذاب حتي صار ماء اثم جمعه فجعله في قدح ثم ردها ومسحها بيده فاذا هي قصعة كما كانت فقال: مثل هذا فليكن القدرة.

وعن محمد بن هارون بن موسي، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن زكريا بن آدم قال: إني لعند الرضا إذ جئ بأبي جعفر عليه السلام وسنة أقل من أربع سنين، فضرب بيده إلي الارض ورفع رأسه إلي السماء فأطال الفكر، فقال له الرضا عليه السلام: بنفسي فلم طال فكرك؟ فقال: فيما صنع بامي فاطمة، أما والله لا خر جنهما ثم لا حرقنهما ثم لا ذرينهما ثم لا نسفنهما في اليوم نسفا، فاستدنا ه وقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت وامي أنت لها يعني الامامة.

35 - قب: الحسين بن محمد الاشعري قال: حدثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد الله بن رزين قال: كنت مجاورا بالمدينة الرسول وكان أبوجعفر عليه السلام يجئ في كل يوم مع الزوال إلي المسجد فينزل إلي الصخرة ويمر [66] إلي رسول الله



[ صفحه 60]



صلي الله عليه وآله ويسلم عليه، ويرجع إلي بيت فاطمة ويخلع نعله فيقوم فيصلي فوسوس إلي الشيطان فقال: إذا نزل فاذهب حتي تأخذ من التراب الذي يطأ عليه فجلست في ذلك اليوم أنتظره لا فعل هذا.

فلما أن كان في وقت الزوال أقبل عليه السلام علي حمار له فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه فجازه حتي نزل علي الصخرة التي كانت علي باب المسجد ثم دخل فسلم علي رسول الله صلي الله عليه وآله ثم رجع إلي مكانه الذي كان يصلي فيه ففعل ذلك أياما فقلت إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه.

فلما كان من الغد جاء عند الزوال فنزل علي الصخرة ثم دخل علي رسول الله صلي الله عليه وآله وجاء الموضع الذي كان يصلي فيه ولم يخلعهما ففعل ذلك أياما فقلت في نفسي: لم يتهيألي ههنا ولكن أذهب إلي الحمام فاذا دخل الحمام آخذ من التراب الذي يطأ عليه.

فلما دخل عليه السلام الحمام، دخل في المسلخ بالحمار ونزل علي الحصير فقلت للحمامي في ذلك فقال: والله وما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم فانتظرته فلما خرج دعا بالحمار فادخل المسلخ وركبه الحصير وخرج، فقلت: والله آذيته و لا أعود أروم ما رمت منه أبدا، فلما كان وقت الزوال نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه [67] .

36 - كا: الحسين بن محمد الا شعري قال حدثني شيخ من أصحابنا يقال له: عبدالله بن رزين وساق الحديث إلي قوله ولكن أذهب إلي باب الحمام فاذا دخل أخذت من التراب الذي يطأ عليه فسألت عن الحمام فقيل لي إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة، فتعر فت اليوم الذي يدخل فيه الحمام، صرت إلي باب الحمام وجلست إلي الطلحي احدثه وأنا أنتظر مجيئه عليه السلام.

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فانه لا يتهيؤلك بعد ساعة قلت: ولم؟ قال: لان ابن الرضا يريد دخول الحمام، قال: قلت: ومن ابن الرضا؟



[ صفحه 61]



قال: رجل من آل محمد صلي الله عليه وآله له صلاح وورع، قلت له: ولا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره؟ قال: نخلي له الحمام إذا جاء قال: فبينا أنا كذلك إذ أقبل عليه السلام ومعه غلمان له، وبين يديه غلام، ومعه حصير حتي أدخله المسلخ، فبسطه ووافي وسلم ودخل الحجرة علي حماره، ودخل المسلخ، ونزل علي الحصير.

فقلت للطلحي: هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح والورع؟ فقال: يا هذا والله ما فعل هذا قط إلا في هذا لااليوم، فقلت في نفسي: هذا من عملي أنا جنيته ثم قلت: أنتظره حتي يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خر ج، فلما خرج وتلبس دعا بالحمار وأدخل المسلخ، وركب من فوق الحصير وخرج عليه السلام فقلت في نفسي: قد والله آذيته ولا أعود أروم ما رمت منه أبدا وصح عزمي علي ذلك، فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل علي حماره حتي نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن، فدخل فسلم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وجاء إلي الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة عليها السلام وخلع نعليه وقام يصلي [68] .

بيان: كأن المراد بالصحن الفضاء عند باب المسجد قوله " فوسوس " إنما نسب ذلك إلي الشيطان لما علم بعد ذلك أنه عليه السلام لم يرض به إما للتقية أو لانه ليس من المندوبات، أو لا ظهار حاله والاول أظهر " ولا يجوز " علي المجرد أو التفعيل " هذا الذي وصفته " استفهام تعجبي وغرضه أن مجيئه راكبا إلي الحصير من علامات التكبر وهو ينافي " أنا جنيته " أي جررته إليه والضمير راجع إلي هذا في القاموس جني الذنب عليه جره إليه [69] .

37 - قب: [70] محمد بن الريان قال: احتان المأمون علي أبي جعفر عليه السلام بكل حيلة فلم يمكنه فيه شئ فلما [اعتل و] أراد أن يبني ابنته دفع إلي مائة وصيفة من أجمل مايكن إلي كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلون أبا جعفر



[ صفحه 62]



عليه السلام إذا قعد في موضع الاختان فلم يلتفت إليهن.

وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب، طويل اللحية.

فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين إن كان في شئ من أمر الدنيا فأما أكفيك أمره فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السلام فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار، وجعل يضرب بعوده ويغني، فلما فعل ساعة وإذا أبوجعفر عليه السلام لا يلتفت إليه ولا يمينا ولا شمالا ثم رفع رأسه إليه وقال: اتق الله يا ذا العثنون! قال: فسقط المضراب من يده والعود، فلم ينتفع بيده إلي أن مات [71] .

قال: فسأله المأمون عن حاله قال: لما صاح بي أبوجعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا.

كا: علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الريان مثله [72] بيان: كأن احتياله لا دخاله فيما فيه من اللهو والفسوق، بني علي أهله بناء: زفها و " العثنون " اللحية أو ما فضل منها بعد العارضين أو ما نبت علي الذقن وتحته سفلا أو هو طولها " " والعثنون " أيضا شعيرات تحت حنك البعير.

38 - قب: أبوهاشم الجعفري قال: صليت مع أبي جعفر عليه السلام في مسجد المسيب وصلي بنا في موضع القبلة سواء وذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء وتهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة وأورقت وحملت من عامها [73] .

وقال ابن سنان: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام فقال: يا محمد حدث بآل فرج حدث؟ فقلت: مات عمر، فقال: الحمد لله علي ذلك أحصيت له أربعا وعشرين مرة ثم قال: أو لاتدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي؟ قال: قلت: لا، قال: خاطبه في شئ فقال: أظنك سكران، فقال أبي: اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما



[ صفحه 63]



فأذقه طعم الحرب وذل الاسر، فوالله إن ذهبت الايام حتي حرب ماله، وماكان له، ثم أخذ أسيرا فهو ذا مات الخبر [74] .

39 - قب، عم: روي محمد بن أحمد بن يحيي في كتاب نوادر الحكمة عن موسي ابن جعفر، عن امية بن علي قال: كنت بالمدينة وكنت أختلف إلي أبي عليه السلام وأبوالحسن بخراسان وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلمون عليه فدعا يوما الجارية فقال: قولي لهم: يتهيأون للمأتم، فلما تفرقوا قالوا: لا سألناه مأتم من؟ فلما كان من الغد فعل مثل ذلك، فقالوا مأتم من؟ قال: مأتم خير من علي ظهرها فأتانا خبر أبي الحسن عليه السلام بعد ذلك بأيام فاذا هو قد مات في ذلك اليوم [75] وفيه عن حمدان بن سليمان، عن أبي سعيد الارمني، عن محمد بن عبدالله بن مهران قال: قال محمد بن الفرج: كتب إلي أبوجعفر عليه السلام احملوا إلي الخمس فاني لست آخذه منكم سوي عامي هذا، فقبض عليه السلام في تلك السنة [76] .

40 - كشف: من دلائل الحميري، عن امية بن علي قال: كنت مع أبي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها ثم صار إلي خراسان ومعه أبوجعفر وأبوالحسن يودع البيت، فلما قضي طوافه عدل إلي المقام فصلي عنده فصار أبوجعفر عليه السلام علي عنق موفق يطوف به، فصار أبوجعفر إلي الحجر فجلس فيه فأطال، فقال له موفق: قم جعلت فداك! فقال: ما اريد أن أبرح من مكاني هذا إلا أن يشاءالله واستبان في وجهه الغم.

فأتي موفق أبا الحسن عليه السلام فقال له: جعلت فداك! قد جلس أبوجعفر عليه السلام في الحجر وهو يأبي أن يقوم، فقام أبوالحسن عليه السلام فأتي أبا جعفر عليه السلام فقال له: قم ياحبيبي! فقال: ما اريد أن أبرح من مكاني هذا، فقال: بلي يا حبيبي، ثم قال: كيف أقوم وقد ودعت البيت وداعا لا ترجع إليه؟ فقال: قم يا حبيبي



[ صفحه 64]



فقام معه [77] وعن ابن بزيع العطار قال: قال أبوجعفر عليه السلام الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا، قال: فنظرنا فمات عليه السلام بعد ثلاثين شهرا.

وعن معمربن خلاد، عن أبي جعفر أو عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام الشك من أبي علي قال: قال أبوجعفر: يامعمرا ركب! قلت: إلي أين؟ قال: اركب كما يقال لك قال: فركبت فانتهيت إلي واد أو إلي وهدة الشك من أبي علي فقال لي: قف ههنا، فوقفت فأتاني فقلت له: جعلت فداك أين كنت؟ قال: دفنت أبي الساعة وكان بخراسان.

قال قاسم بن عبدالرحمان: وكان زيديا قال: خرجت إلي بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون ويتشرفون ويقفون، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: ابن الرضا ابن الرضا، فقلت: والله لا نظرن إليه فطلع علي بغل أو بغلة، فقلت: لعن الله أصحاب الامامة حيث يقولون إن الله افترض طاعة هذا، فعدل إلي وقال: يا قاسم ابن عبدالرحمان " أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر " [78] فقلت في نفسي ساحرو الله فعدل إلي فقال: " ءالقي الذكر عليه من بيننابل هو كذاب أشر " [79] قال: فانصرفت وقلت بالامامة، شهدت أنه حجة الله علي خلقه واعتقدت [80] .

41 - كش: أحمد بن علي بن كلثوم السر خسي قال: رأيت رجلا من أصحابنا يعرف بأبي زينبة فسألني عن أحكم بن بشار المروزي، وسألني عن قصته وعن الاثر الذي في حلقه، وقد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخط كأنه أثر الذبح، فقلت له: قد سألته مرارا فلم يخبرني.

قال: فقال: كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني عليه السلام فغاب عنا أحكم من عند العصر ولم يرجع في تلك الليلة فلما كان في جوف الليل



[ صفحه 65]



جاءنا توقيع من أبي جعفر عليه السلام أن صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد [81] في مزبلة كذاوكذا، فاذهبوا وداووه بكذا وكذا، فذهبنا فوجدناه مذبوحا مطروحا كما قال، فحملناه وداويناه بما أمرنا به فبرأ من ذلك.

قال أحمد بن علي: كان من قصته أنه تمتع ببغداد في دار قوم فعلموا به فأخذوه وذبحوه، وأدرجوه في لبد وطرحوه في مزبلة [82] .

قب: أبوزينبة مثله [83] .

42 - كش: وجدت بخط جبرئيل ابن أحمد: حدثني محمد بن عبدالله بن مهران، عن عبدالله بن عامر، عن شاذويه بن الحسن بن داود القمي قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام وبأهلي حبل، فقلت له: جعلت فداك ادع الله أن يرزقني ولدا ذكرا فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: اذهب فان الله يرزقك غلاما ذكرا ثلاث مرات.

قال: فقدمت مكة فصرت إلي المسجد فأتي محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا منهم صفوان بن يحيي، ومحمد بن سنان وابن أبي عمير وغيرهم فأتيتهم فسألوني فخبرتهم بما قال، فقالوا لي: فهمت عنه ذكرا وذكي [84] ؟ فقلت: ذكرا قد فهمت قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا أما إنه يموت علي المكان أو يكون ميتا.

فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت، قد علمنا الذي علمت، فأتي غلام في المسجد، فقال: أدرك فقد مات أهلك فذهبت مسرعا ووجدتها علي شرف الموت



[ صفحه 66]



ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا [85] بيان: قوله ذكرا وذكي لعل المعني أنه عليه السلام لما قال: غلاما لم يحتج إلي الوصف بالذكورة، فقالوا: لعله كان ذكيا من التذكية بمعني الذبح كناية عن الموت.

43 - كش: حمدويه، عن أبي سعيد الادمي، عن محمد بن مر زبان، عن محمد ابن سنان، قال: شكوت إلي الرضا عليه السلام وجع العين فأخذ قرطاسا فكتب إلي أبي جعفر عليه السلام وهو أقل من يدي ودفع الكتاب إلي الخادم وأمرني أن أذهب معه وقال: اكتم فأتيناه وخادم قد حمله قال: ففتح الخادم الكتاب، بين يدي أبي جعفر عليه السلام قال: فجعل أبوجعفر عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلي السماء ويقول: ناج.

ففعل ذلك مرارا فذهب كل وجع في عيني وأبصرت بصرا لا يبصره أحد فقال: قلت لا بي جعفر عليه السلام: جعلك الله شيخا علي هذه الامة كما جعل عيسي بن مريم شيخا علي بني إسرائيل، قال: ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس قال: فانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم فما زلت صحيح النظر حتي أذعت ما كان من أبي جعفر عليه السلام في أمر عيني فعاودني الوجع قال: فقلت لمحمد بن سنان: ما غنيت بقولك " يا شبيه صاحب فطرس "؟ قال: فقال: إن الله غضب علي ملك من الملائكة يدعي فطرس فدق جناحه ورومي به في جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام بعث الله إلي محمد صلي الله عليه وآله وسلم ليهنئه بولادة الحسين، وكان جبرئيل صديقا لفطرس، فمر وهو في الجزيرة مطروح فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، وقال: هل لك أن أحملك علي جناح من أجنحتي وأمضي بك إلي محمد صلي الله عليه وآله يشفع لك؟ قال: تهنئة ربه تعالي ثم حدثه بقصة فطرس، فقال محمد صلي الله عليه وآله لفطرس: امسح جناحك



[ صفحه 67]



علي مهد الحسين وتمسح به، ففعل ذلك فطرس، فجبرالله جناحه ورده إلي منزله مع الملائكة [86] .

44 - كش: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبدالله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن سنان جميعا قالا: كنا بمكة وأبوالحسن الرضا عليه السلام بها فقلنا له: جعلنا الله فداك نحن خارجون وأنت مقيم فان رأيت أن تكتب لنا إلي أبي جعفر عليه السلام كتابا نلم به [87] قال: فكتب إليه فقدمنا فقلنا للموفق: أخرجه إلينا قال: فأخرجه إلينا وهوفي صدر موفق، فأقبل يقرؤه ويطويه، وينظر فيه ويتبسم، حتي أتي علي آخره كذلك يطويه من أعلاه وينشره من أسفله.

قال محمد بن سنان: فلما فرع من قراءته حرك رجله وقال: ناج ناج فقال أحمد: ثم قال ابن سنان عند ذلك: فطر سية فطر سية [88] .

45 - كش: محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسي قال: بعث إلي أبوجعفر عليه السلام غلامه ومعه كتاب فأمرني أن أسير إليه فأتيته وهو بالمدينة نازل في دار بزيع، فدخلت وسلمت عليه، فذكر في صفوان ومحمد ابن سنان وغيرهما مما قد سمعه غير واحد.

فقلت في نفسي: أستعطفه علي زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما في هؤلاء ثم رجعت إلي نفسي فقلت: من أنا أن أتعرض في هذا وشبهه مولاي، هو أعلم بما يصنع فقال لي: يا أبا علي ليس علي مثل أبي يحيي يعجل، وكان من خدمته لا بي عليه السلام ومنزلته عنده وعندي من بعده غير أني احتجت إلي المال فلم يبعث فقلت: جعلت فداك هوباعث إليك بالمال وقال لي: إن وصلت إليه فأعلمه أن



[ صفحه 68]



الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر فقال: احمل كتابي إليه ومره أن يبعث إلي بالمال، فحملت كتابه إلي زكريا فوجه إليه بالمال.

قال: فقال لي أبوجعفر عليه السلام ابتداء منه: ذهبت الشبهة، ما لابي ولد غيري قلت: صدقت جعلت فداك [89] .

ير: أحمد بن محمد، عن أبيه مثله [90] .

46 - كا: محمد بن يحيي، وأحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن الطيب، عن عبدالوهاب بن منصور، عن محمد بن أبي العلا قال: سمعت يحيي بن أكثم قاضي سامراء [91] بعد ما جهدت به وناظرته وحاورته وراسلته وسألته عن علوم آل محمد صلي الله عليه وآله فقال: فبينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله صلي الله عليه وآله فرأيت محمد بن علي الرضا يطوف به [92] فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي فقلت له: والله إني اريد أن أسألك مسألة واحدة وإني والله لا ستحيي من ذلك، فقال لي: أنا اخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن



[ صفحه 69]



الامام، فقلت: هو والله هذا، فقال: أنا هو، فقلت: علامة، فكان في يده عصا فنطقت فقالت: إنه مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة [93] .

قب: عن محمد بن أبي العلا مثله [94] .

47 - يج: روي محمد بن إبراهيم الجعفري، عن حكيمة بنت الرضا عليهما السلام قالت: لماتوفي أخي محمد ابن الرضا عليهما السلام صرت يوما إلي امرأته ام الفضل بسبب احتجت إليها فيه قالت: فبينما نحن نتذاكر فضل محمد وكرمه وما أعطاه من العلم والحكمة، إذا قالت امرأته ام الفضل: يا حكيمة اخبرك عن أبي جعفر ابن الرضا عليه السلام باعجوبة لم يسمع أحد بمثلها، قلت: وماذاك؟ قالت: إنه كان ربما أغارني: مرة بجارية ومرة بتزويج فكنت أشكوه إلي المأمون فيقول: يا بنية احتملي فانه ابن رسول الله صلي الله عليه وآله.

فبينما أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة فقلت: من أنت؟ فكأنها قضيب بان أو غصن خيزران [95] قالت: أنا زوجة لا بي جعفر، قلت: من أبوجعفر؟ قالت: محمد ابن الرضا عليهما السلام وأنا امرأة من ولد عمار بن ياسر قالت: فدخل علي من الغيرة مالم أملك نفسي فنهضت من ساعتي وصرت إلي المأمون وقد كان ثملا [96] من الشراب وقد مضي من الليل ساعات فأخبرته بحالي وقلت له: يشتمني ويشتمك ويشتم العباس وولده قالت: وقلت ما لم يكن، فغاظه ذلك مني جدا ولم يملك نفسه من السكر



[ صفحه 70]



وقام مسرعا فضرب بيده إلي سيفه، وحلف أنه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده وصار إليه.

قالت: فندمت عند ذلك فقلت في نفسي: ما صنعت هلكت وأهلكت، قالت: فعدوت خلفه لا نظرما يصنع، فدخل إليه، وهو نائم فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة، ثم وضع سيفه علي حلقه فذبحه، وأنا أنظر إليه وياسر الخادم، وانصرف وهو يز بد [97] مثل الجمل قالت: فلما رأيت ذلك هربت علي وجهي حتي رجعت إلي منزل أبي فبت بليلة لم أنم فيها إلي أن أصبحت، قال: فلما أصبحت دخلت إليه وهو يصلي، وقد أفاق من السكر، فقلت له: يا أمير المؤمنين هل تعلم ما صنعت الليلة؟ قال: لا والله فما الذي صنعت ويلك؟ قلت:

فانك صرت إلي ابن الرضا عليهما السلام وهو نائم فقطعته إربا إربا، وذبحته بسيفك وخرجت من عنده، قال: ويلك ما تقولين؟ قلت: أقول مافعلت، فصاح: ياياسر ما تقول هذه الملعونة ويلك؟ قال: صدقت في كل ما قالت: قال: إنالله وإنا إليه راجعون هلكنا وافتضحنا، يلك يا ياسر بادر إليه وائتني بخبره.

فركض ثم عاد مسرعا فقال: يا أميرالمؤمنين البشري قال: وما وراك؟ قال: دخلت فاذا هو قاعد يستاك، وعليه قميص ودواج [98] فبقيت متحيرا في أمره ثم أردت أن أنظر إلي بدنه هل فيه شئ من الاثر فقلت له: احب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك لا تبرك فيه، فنظر إلي وتبسم كأنه علم ما أردت بذلك فقال: أكسوك كسوة فاخرة فقلت: لست اريد غير هذا القميص الذي عليك فخلعه وكشف بدنه كله فوالله ما رأيت أثرا.

فخر المأمون ساجدا ووهب لياسر ألف دينار وقال: الحمدلله الذي لم يبتلني بدمه.

ثم قال: يا ياسر كلما كان من مجئ هذه الملعونة إلي وبكائهابين يدي فأذكره وأما مصيري إليه فلست أذكره، فقال يا ياسر: والله ما زلت تضربه بالسيف



[ صفحه 71]



وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتي قطعته قطعة قطعة، ثم وضعت سيفك علي حلقه فذبحته وأنت تزبد كما تزبد البعير، فقال: الحمد لله ثم قال لي: والله لئن عدت بعدها في شئ مما جري لا قتلنك ثم قال لياسر: احمل إليه عشرة آلاف دينار وقد إليه [99] الشهري الفلاني وسله الركوب إلي، وابعث إلي الهاشميين و الاشراف والقواد معه لير كبوا معه إلي عندي، ويبدعوا بالد خول إليه، والتسليم عليه، ففعل ياسر ذلك، وصار الجميع بين يديه، وأذن للجميع، فقال: يا ياسر هذا كان العهد بيني وبينه قلت: ياابن رسول الله ليس هذا وقت العتاب، فوحق محمد وعلي ماكان يعقل من أمره شيئا فأذن للاشراف كلهم بالدخول إلا عبدالله وحمزة ابني الحسن لانهما كانا وقعا فيه عند المأمون، وسعيا به مرة بعد اخري، ثم قام فركب مع الجماعة و صار إلي المأمون فتلقاه وقبل ما بين عينيه، وأقعده علي المقعد في الصدر، وأمر أن يجلس الناس ناحية، فجعل يعتذر إليه، فقال أبوجعفر عليه السلام: لك عندي نصيحة فاسمعها مني قال: هاتها، قال: اشير عليك بترك الشراب المسكر، قال: فداك ابن عمك قد قبلت نصيحتك [100] بيان: ثمل الرجل بالكسر ثملا إذا أخذ فيه الشراب فهو ثمل أي نشوان وقال الفيروز آبادي: الشهرية بالكسر ضرب من البراذين.

أقول قال علي بن عيسي [101] بعد إيراد هذا الخبر: وهذه القصة عندي فيها نظر وأظنها موضوعة، فان أبا جعفر عليه السلام إنما كان يتزوج ويتسري [102] حيث كان بالمدينة، ولم يكن المأمون بالمدينة فتشكو إليه ابنته [103] .



[ صفحه 72]



فان قلت: إنه جاء حاجا قلت: إنه لم يكن ليشرب في تلك الحال وأبوجعفر عليه السلام مات ببغداد وزوجته معه فاخته أين رأتها بعد موته؟ وكيف اجتمعتا و تلك بالمدينة وهذه ببغداد؟ وتلك الامرأة التي هي من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه، في المدينة تزوجها فكيف رأتها ام الفضل فقامت من فورها وشكت إلي أبيها كل هذا يجب أن ينظر فيه، انتهي [104] اقول: كل ماذكره من المقدمات التي بني عليها رد الخبر في محل المنع ولا يمكن رد الخبر المشهور المتكرر في جميع الكتب بمحض هذا الاستبعاد، ثم اعلم أنه قد مضي بعض معجزاته في باب شهادة أبيه عليهما السلام.



[ صفحه 73]




پاورقي

[1] مريم: 13.

[2] يوسف: 22.

[3] الاحقاف: 15.

[4] بصائر الدرجات ص 238.

[5] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 389.

[6] الارشاد ص 340، الكافي ج 1 ص 494.

[7] عنونه في نقد الرجل وقال: يحيي بن أبي عمران تلميذ يونس بن عبدالرحمان روي عنه ابراهيم بن هاشم، قاله الصدوق في مشيخة الفقيه.

[8] بصائر الدرجات ص 263 الجزء 6 ب 1 ح 2 و 3.

[9] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 397.

[10] البوابين خ ل.

[11] يقال انه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام.

فبينا أناذات ليلة في موضعي مقبل علي المحراب: أذكر الله تعالي، اذ رأيت شخصا بين يدي، فنظرت اليه فقال لي: قم فقمت فمشي بي قليلا فاذا أنا في مسجد الكوفة.

فقال لي: أتعرف هذا المسجد؟ فقلت: نعم، هذا مسجد الكوفة، قال: فصلي وصليت معه، ثم انصرف وانصرفت معه، فمشي قليلا فاذا نحن بمسجد الرسول صلي الله عليه وآله فسلم علي الرسول وصليت معه ثم خرج وخرجت معه، فمشي قليلا فاذا أنا بمكة فطاف بالبيت وطفت معه، ثم خرج ومشي قليلا فاذا أنا في موضعي الذي أعبدالله فيه بالشام وغاب الشخص عن عيني.

فبقيت متعجبا حولا مما رأيت، فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلما أراد مفارقتي بالشام قلت له: سألتك بالذي أقدرك علي ما رأيت منك الا أخبرتني من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن موسي ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

فحدثت من كان يصير إلي بخبره، فرقي ذلك إلي محمد بن عبدالملك الزيات فبعث إلي من أخذني وكبلني في الحديد، وحملني إلي العراق، وحبست كما تري، وادعي علي المحال.

فقلت له: أرفع القصة إلي محمد بن عبدالملك؟ قال: افعل! فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها، ورفعتها إلي محمد بن عبدالملك: فوقع في ظهرها: قل للذي اخرجك من الشام في ليلة إلي الكوفة، ومن الكوفة إلي المدينة ومن المدينة إلي مكة.

، وردك من مكة إلي الشام أن يخرجك من حبسك هذا.

قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره، وانصرفت محزونا عليه، فلما كان من الغد، باكرت إلي الحبس لاعلم الحال، وآمره بالصبرو العزاء، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وخلقا عظيما من الناس يهرعون، فسألت عن حالهم فقيل لي: المتنبي المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس، إلي آخر الخبر.

كذا في الارشاد والاعلام نقلا عن الكليني، مع أن روايته في الكافي موافق لما في البصائر الاشاذا.

منه عفي عنه.

أقول: هذا نص ماذكره - رضوان الله عليه - بخط يده في هامش نسخة الاصل.

[12] بصائر الدرجات ص 402 ورواه في الخرائج ص 208 وفي كشف الغمة ج 3 ص 210 أيضا فراجعه.

[13] الكافي ج 1 ص 492 و 493.

[14] ارشاد المفيد ص 205.

[15] ريان بن شبيب خ ل.

[16] يقال: باه له بيها: تنبه له.

[17] مختا الخرائج ص 237.

[18] الكافي ج 1 ص 495.

[19] ارشاد المفيد ص 306.

[20] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 390.

[21] لم نجده في مختار الخرائج، راجع الكافي ج 1 ص 495.

[22] ارشاد المفيد ص 306.

[23] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 390.

[24] لم نجده في مختار الخرائج، راجع الكافي ج 1 ص 495.

[25] ارشاد المفيدص 306.

[26] لم نجده في مختار الخرائج المطبوع.

[27] يعني ابن قولويه عن الكليني راجع الكافي ج 1 ص 495.

[28] ارشاد المفيدص 307.

[29] مختار الخرائج والحرائج ص 237.

[30] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 391 وفيه: الحسن بن علي ان رجلا جاء إلي التقي عليه السلام وقال: ادركني يا ابن رسول الله الخ.

[31] في نسخة الكمباني " أحمد بن محمد بن العياش ".

[32] أي أشارالي جارية.

[33] كشف الغمة ج 3 ص 218.

[34] مختار الخرائج والجرائح ص 237.

[35] كشف الغمة ج 3 ص 217.

[36] كأنه مصحف والصحيح: " أن أبعث اليه ".

[37] مختار الخرائج والجرائح ص 273.

[38] في نسخة الكمباني " أحمد بن حديد ".

[39] الظاهر " موقع " بدل " موضع ".

[40] مختار الخرائج ص 237.

[41] في الكمباني: ليس طالبه بمحتاج.

وهو تصحيف.

[42] ارومة، خ ل - وفي المصدر " أبي ارومة " ولعله ابن اورمة وهو محمد بن اورمة الاتي ذكره.

[43] مختار الخرائج والجرائح ص 237.

[44] صحاح الجوهري ص 2288.

[45] المصدر نفسه ص 207.

[46] يا قاسم خ ل ضح، كذا في هامش الاصل.

[47] قال ابن داود الحلي: محمد بن اورمة بضم الهمزة وسكون الواو قبل الراء المضمومة أبوجعفر القمي لم يرو عنهم قال الشيخ في رجاله انه ضعيف روي عنه الحسين بن الحسن بن أبان وهو ثقة، وقال في الفهرست في رواياته تخليط.

وقال النجاشي: غمز القميون عليه ورموه بالغلو حتي دس عليه من يفتك به فوجده يصلي من أول الليل إلي آخره فتوقفوا عنه وحكي جماعة من شيوخ القميين عن ابن الوليد انه قال: محمد بن اورمة طعن عليه بالغلو فكل ماكان ما في كتبه مما وجد في كتب الحسين بن سعيد وغيره فقل به وما تفرد به فلا تعتمده.

ونقل عن أحمد بن الحسين بن عبيدالله الغضائري: اتهمه القميون بالغلو وحديثه نقي لا فساد فيه، ولم أرشيئا ينسب اليه تضطرب فيه النفس الا أوراقا في تفسير الباطن وأظنها موضوعة عليه، ورأيت كتابا خرج عن أبي الحسن عليه السلام إلي القميين في براعته مما قذف به.

أقول: وفي هذا الباب أخرج المصنف قدس سره رواية عن الخرائج عن ابن اورمة فيها مدح له كما سيأتي تحت الرقم 26 فيه أنه دعا له أبوجعفر الجواد عليه السلام وقال: تقبل الله منك ورضي عنك وجعلك معنا في الدنيا والاخرة.

[48] أي ما أكثر طيب مطعمه وخيره وحسنه.

وفي بعض النسخ " وأنا أعرف مطعمه " أي انه لا يرجع إلي وطنه والحال أن مطعمه بالطيب والدعة والسعة التي أعرفها وأراها.

[49] مختار الخرائج والجرائح ص 208.

[50] المصدرص 209.

[51] النبكة - محركة وهكذا بالفتح - أكمة محددة الرأس.

[52] لم نجده في مختار الخرائج، وقدرواه الصدوق في عيون أخبار الرضا ج 2 ص 242 - 245، وأخرجه المصنف في تاريخ الامام ابي الحسن الرضا عليه السلام باب شهادته وتغسيله تحت الرقم 10، راجع ج 49 ص 300 من طبعتنا هذه.

[53] في المصدر: ولم أسألها أن لغيرها في ذلك شيئا.

[54] مختار الخرائج والحرائح ص 209 وزاد بعده: وزال ما كان عندي.

[55] الكافي ج 1 ص 495 و 496.

[56] ارشاد المفيدص 305 و 306.

[57] الكافي ج 1 ص 497.

[58] ارشاد المفيد ص 306.

[59] لم نجده في مختار الخرائج المطبوع، أخرجه ابن شهرآشوب في المناقب ص 391.

[60] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 387 و 388.

[61] المصدر ج 4 ص 388 و 389.

[62] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 389.

[63] النبق - بالفتح والكسر وهكذا محركة وككتف - حمل شجر السدر، اشبه شئ به العناب قبل ان تشتد حمرته.

[64] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 390.

[65] الغلو - بالكسر وكعدو وسمو - الححش والمهر، والانثي فلوة.

[66] ويصير، خ ل.

[67] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 295 و 396.

[68] اصول الكافي ج 1 ص 493 و 494.

[69] القاموس ج 4 ص 313.

[70] في المصدر: الكليني باسناده إلي محمد بن الريان.

[71] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 396 ومابعده زيادة الحقهاالمؤلف - رحمه الله - من الكافي.

[72] اصول الكافي ج 1 ص 494.

[73] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 396.

[74] المصدرج 4 ص 397.

[75] المصدرج 4 ص 398.

[76] المصدرنفسه، والاسناد غير مذكور فيه.

[77] كشف الغمة ج 3 ص 215.

[78] القمر: 24 و 25.

[79] القمر: 24 و 25.

[80] كشف الغمة ج 3 ص 216.

[81] اللبد - بالكسر - بساط من صوف أو غيره.

يجعل علي ظهر الفرس تحت السرج ويعرف باللبادة.

[82] رجال الكشي تحت الرقم 460.

[83] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 397.

[84] في المصدر " ذكرا وزكي " بالزاي وفي بعض النسخ الذي كان عند المصنف قدس سره " ذكرا وزكر " بالراء كما في هامش نسخة الاصل.

[85] رجال الكشي ص 486.

[86] رجال الكشي ص 487.

[87] يقال: لم بفلان وألم: أي أتاه ونزل به وزاره زيارة غير طويلة.

وفي المصدر المطبوع " فنسلم به.

[88] رجال الكشي ص 488.

[89] رجال الكشي ص 497.

[90] بصائرالدرجات ص 237.

[91] هومن مشاهير علماء المخالفين، وله مناظرات مع أبي جعفرعليه السلام كما سيأتي في الباب الاتي تحت الرقم 3 و 6 قيل: ويظهر من هذا الخبر أنه كان مؤمنا بآل محمد صلوات الله عليهم سرا.

وقوله بعد ما جهدت به اي بالغت في امتحانه، وفي القاموس: جهد بزيد: امتحنه.

[92] ربما يستدل به علي جواز الطواف بقبور النبي والائمة عليهم السلام وفيه نظر اذ حمله علي الطواف الكامل بعيد بل الظاهر أنه عليه السلام كان يدور من موضع الزيارة إلي جانب الرجل ليدخل بيت فاطمة عليها السلام كما هو الشايع الان، والمانع لا يمنع مثل هذا لكن ماورد في بعض الاخبار: ولا تطف بقبر " ليس بصريح في هذا المعني اذ يحتمل ان يكون المراد بالطوف الحدث، قال في النهاية: الطوف الحدث من الطعام ومنه الحديث: نهي عن متحدثين علي طوفهما.

أي عند الغائط.

منه رحمه الله في المرآت.

[93] الكافي ج 1 ص 353.

[94] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 393.

[95] البان: شجر سبط القوام لين، ورقه كورق الصفصاف، الواحدة بانة، ويشبه به القد لطوله، ولطافة البدن ولينه لنعومته.

وهكذا الخيزران - بضم الزاي - شجر هندي وهو عروق ممتدة في الارض يضرب به المثل في اللين وفيه لغة اخري: الخيزور قال ابن الوردي:

أنا كا لخيزور صعب كسره

وهو لين كيفما شئت انفتل.

[96] تملاء خ ل.

[97] زبد شدقه وتزبد: خرج زبده وهو ما يعلو الماء وغيره من الرغوة.

[98] الدواج - بالضم - وهكذا الدواج - كزنار - اللحاف الذي يلبس.

[99] " قد " فعل امر من قاد يقود.

[100] مختار الخرائج والجرائح ص 207 و 208.

[101] هو أبوالحسن بهاء الدين الاربلي صاحب كشف الغمة.

[102] تسري الرجل تسريا: اخذ سرية، وهي الامة التي أنزلتها بيتا.

[103] وسيجئ من الارشاد في الباب الاتي - 4 - تحت الرقم 5 أنها كتبت بذلك إلي أبيها من المدينة، فتأمل.

[104] كشف الغمة ج 3 ص 219 و 220.