بازگشت

النص عليه بالخلافة


من اطلع علي كتب التراجم و السير لم يجد اجماعاً علي أفضلية أحد من المسلمين كالاجماع علي أفضلية أئمة أهل البيت عليهم السلام، فلم يختلف أحد من المسلمين -علي كثرة خلافاتهم - في أعلمية الأئمة عليهم السلام، و تقاهم، و فضلهم، و شرفهم، و جلالتهم، و رفعة مقامهم، و سمو منزلتهم، فهذه كتب الجمهور - غير الشيعة - تزهر بذكر مناقبهم و فضائلهم، و أحسب أن كتابة أهل السنة عن الأئمة عليهم السلام أكثر من كتابة الشيعة عنهم، حتي أني حينما كتبت كتابي (الامام المهدي عليه السلام) وقع في يدي زهاء أربعمائة مصدر سني في الامام المهدي عليه السلام، فبعضهم أفرده بكتاب خاص، و بعضهم عقد لترجمته صلوات الله عليه فصلاً مستقلاً، و آخرون تعرضوا لذكره عليه السلام في كتبهم [1] .

فهم أولي بمنصب الخلافة لاجماع الأمة علي أفضليتهم، و هم أولي بمنصب الخلافة لما وهبوا من علم، وفهم، و كمال، و عدل، و خلق.

و هم أولي بمنصب الخلافة لقربهم من الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، و لأنه صلوات الله عليه ولدهم دون غيرهم من الناس.

و هم أولي بمنصب الخلافة لنص الرسول صلي الله عليه و آله و سلم عليهم [2] .

و هم أولي بمنصب الخلافة لنص بعضهم علي بعض.

و قد مر عليك في الفصول السابقة من هذا الكتاب بعض النصوص، و نذكر في هذا الفصل بعض ما ورد من النصوص علي الامام الجواد عليه السلام من قبل أبيه الرضا عليه السلام.



[ صفحه 162]



1 - قال الامام الرضا عليه السلام: «أبوجعفر وصيي، و خليفتي في أهلي» [3] .

2 - ذكر الشيخ المحدث الفقيه محمد بن ابراهيم الجويني الشافعي في كتابه (فرائد السمطين) عن دعبل الخزاعي، عن علي الرضا بن موسي الكاظم قال: «ان الامام من بعدي ابني الجواد التقي» [4] .

3 - قال معمر بن خلاد: سمعت الرضا و ذكر شيئاً فقال: «ما حاجتكم الي ذلك، هذا أبوجعفر قد أجلسته و صيرته مكاني».

و قال: «انا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا، القذة بالقذة» [5] .

4 - قال صفوان بن يحيي: قلت للرضا عليه السلام: قد كنا نسألك قبل أن يهب الله أباجعفر فكنت تقول: يهب الله لي غلاماً، فقد وهبه الله لك، و أقر عيوننا به، فلا أرانا الله يومك، فان كان كون فالي من؟

فأشار بيده الي أبي جعفر و هو قائم بين يديه.

فقلت له: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين!!

قال: و ما يضره من ذلك، قد قام عيسي بالحجة و هو ابن أقل من ثلاث سنين [6] .

5 - عن محمد بن يعقوب عن الحسن بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال: كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان فقال قائل: يا سيدي ان كان كون فالي من؟

قال: الي أبي جعفر ابني.

فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر، فقال أبوالحسن عليه السلام: ان الله سبحانه بعث عيسي بن مريم رسولاً نبياً، صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبوجعفر [7] .



[ صفحه 163]




پاورقي

[1] أنظر كتابنا (الامام المهدي عليه السلام) من صفحة 295 الي صفحة 354.

[2] أنظر الكتاب الأول من هذه السلسلة.

[3] عيون أخبارالرضا 2 / 240.

[4] ينابيع المودة 565.

[5] الفصول المهمة 251.

[6] الارشاد 340.

[7] الارشاد 342.