بازگشت

هذا الكتاب


بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم في هذا الكتاب سيرة الامام محمدالجواد عليه السلام، و ذكر شي ء من أخلاقه و سيرته، و البعض من وصاياه، و حكمه، و أجوبته، ثم ختامه بكلمات العلماء و العظماء و اشادتهم بالامام عليه السلام، و اطرائهم اياه بكل جميل. و شخصية الامام أبي جعفر عليه السلام غنية عن التعريف، وفوق المديح، و كل اطراء له و لآبائه و أبنائه عليهم السلام هو دون اطراء الله تبارك و تعالي لهم في القرآن الكريم، و كل اشادة بهم هي دون اشادة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم لهم في متواتر الحديث. و ما أجمل قول الأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل في مقدمة كتابه (زين العابدين عليه السلام) حيث يقول: و زين العابدين علي بن الحسين الامام السجاد، ليس في حاجة لأن أجلوه للناس، أو - علي الأقل - للعارفين به أكثر من معرفتي به، ولكن الذي كان في حاجة لأن يمجد و أن يستعلي، انما هو قلمي، و دفتري، و مدادي، من حيث أخذت بهذه الأدوات أنظم في سيرة هذا البطل نظماً جديداً، ربما أعجب عصرنا و انساق في تياره، و لئن حق لشي ء أن يفخر، فقد حق للقلم الذي ينظم سيرة علي بن الحسين أن يمجد، و أن يستعلي، و أن يعتز علي المداد و الاقلام [1] .

فليست اذا الكتابة و النظم في أئمة أهل البيت عليهم السلام الا شرفاً و ذخراً للكاتب، و مجداً و عزة للناظم، و علما و معرفة للقاري ء.

و هذا الكتاب و ان كتب ليقرأه الجميع، ليستلهموا من سيرة هذا الامام العظيم المثل و الاخلاق، ولكنه باعتبار آخر كتب للشباب، فهم أولي بالأخذ بهذه السيرة



[ صفحه 158]



المحمدية و تبنيها اقتداء بسيرة سيدالشباب و قدوتهم، الامام أبي جعفر الجواد عليه السلام، فقد كان عمره الشريف يوم قبض خمساً و عشرين سنة، فجدير بشبابنا اليوم أن يجعلوا من سيرته عليه السلام منهجاً ينهجونه في حياتهم العملية، و طريقاً يسيرون عليه في دربهم الطويل.

اخوتي: ما أكثر أحاديثنا عن أئمتنا صلوات الله و سلامه عليهم، فنحن دائبون علي احياء ذكرياتهم، و اقامة مآتمهم، و التطواف حول أضرحتهم الطاهرة.

ولكننا - و يا للأسف - بعيدون عنهم في حقل العمل و التطبيق، فكم من عمل يرضي أئمتنا عليهم السلام تركناه، و كم من قبيح يغضب سادتنا و شفعاءنا ارتكبناه، و قد عهدوا الينا: شيعتنا من شايعنا بأعماله و أقواله.

و أملي من تحرير هذه الصفحات أن تدفعني و أخواني الشباب، لننهج منهج امامنا أبي جعفر الجواد، و بقية أئمة أهل البيت صلوات الله و سلامه عليهم، و نسير علي آثارهم، و نتخلق بأخلاقهم، لنحقق سعادة الدنيا و نعيم الآخرة.

اللهم انا نتوسل اليك بشباب آل محمد أن تمن علي شبابنا بالحياء و العفة، و تسددهم لما يرضيك، و توفقهم لأداء ما كلفت، و ترك ما نهيت، انك علي كل شي ء قدير.



[ صفحه 159]




پاورقي

[1] زين العابدين لسيد الأهل ص 4.