بازگشت

كلمات العلماء والعظماء


هام العلماء والكتاب بأئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، فألفوا فيهم الكتب الكثيرة، و كتبوا عنهم الفصول الطويلة، و نظموا في مدحهم الدواوين، فالتاريخ الاسلامي اليوم يشع بأخبار الأئمة عليهم السلام و أحاديثهم و سيرهم، و المكتبة الاسلامية مملوءة بالمؤلفات فيهم، فضلا عن ألوف الكتب التي ترجمت لهم، أو تعرضت لذكرهم، و ليس هذا بكثير عليهم، فهم ورثة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، و سدنة الدين، والثقل الذي تركه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم بين ظهارني الأمة. نذكر في هذا الفصل بعض كلمات العلماء والعظماء في الامام أبي جعفر الجواد عليه السلام:

1- قال محمد بن الحسن بن عمار: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه - يعني أبا الحسن عليه السلام - اذ دخل عليه أبوجعفر محمد بن علي الرضا المسجد، مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه، فقال له أبوجعفر: يا عم اجلس رحمك الله.

فقال: يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم.

فلما رجع علي بن جعفر الي مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون: أنت عم أبيه تفعل به هذا الفعل!!

فقال: أسكتوا، اذا كان الله عزوجل - و قبض علي لحيته - لم يؤهل هذه اليبة، و أهل هذا الفتي و وضعه حيث وضعه، أنكر فضله؟! نعوذ بالله عما تقولون، بل أنا عبد له [1] .



[ صفحه 201]



2- قال المأمون لبني العباس لما طلبوا منه الاعراض عن تزويج الامام الجواد عليه السلام: فقد اخترته لتبريزه علي كافة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنه، والاعجوبة فيه بذلك، و أنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلمون أن الرأي ما رأيت فيه [2] .

و قال له بعد أن سأله: أنت ابن الرضا حقا، و من بيت المصطفي صدقا [3] .

3- قال أبوالعيناء للامام الجواد عليه السلام يعزيه بأبيه عليه السلام: أنت تجل عن وصفنا، و نحن نقل عن وعظك، و في علم الله ما كفاك، و في ثواب الله ما عزاك [4] .

4- قال الأسقف بعدما سمع بمعجزاته عليه السلام: يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا، أو من ذرية نبي [5] .

5- قال يوسف بن فزاغلي - سبط ابن الجوزي -: محمد الجواد و هو محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و كنيته: أبوعبدالله، و قيل: أبوجعفر، ولد سنة خمس و تسعين و مائة، و توفي سنة مائتين و عشرين و هو ابن خمس و عشرين سنة، و كان علي منهاج أبيه في العلم و التقي و الزهد و الجود [6] .

6- قال صلاح الدين الصفدي: محمد بن علي: هو الجواد بن الرضا بن الكاظم موسي بن الصادق جعفر رضي الله عنهم، كان يلقب بالجواد و بالقانع و بالمرتضي، و كان من سروات آل بيت النبوة، زوجه المأمون ابنته، و كان يبعث الي المدينة في كل عام بأكثر من ألف ألف درهم، توفي ببغدد شابا طريا بعد وفاة المأمون سنة عشرين و مائتين، و قد قدم علي المعتصم فأكرمه و أجله، و قبره عند جده موسي.

و قال: كان من الموصوفين بالسخاء و لذلك لقب الجواد و هو أحد الأئمة الاثني عشر، و مولده سنة خمس و تسعين و مائة [7] .



[ صفحه 202]



7- قال محمد بن طلحة الشافعي بعد أن تحدث عنه عليه السلام: ان الله عز و علا خصه بمنقبة متألقة في مطالع التعظيم بارقة أنوارها، مرتفعة في معاجر التفضيل قيمة أقدارها، بادية لعقول أهل المعرفد آية آثارها... الخ [8] .

8- قال أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني: أما ماقبه فيما امتدت أوقاتها، و لا تأخر ميقاتها، بل قضت عليه الأقدار الالهية بقلة بقائه في الدنيا، فقل مقامه، و عاجله حمامه، و لم تطل أيامه، غير أن الله عزوجل خصه بمنقبة شريفة، و آية منيفة، و هي: أن المأمون لما قدم بغداد خرج يوما في موكبه متصيدا، فمر بصبيان يلعبون و فيهم الجواد رضي الله عنه، ففر الصبيان هيبة للمأمون، الا الجواد رضي الله عنه، و عمره اذ ذاك تسع سنين، فلما رآه المأمون قال له: ألا فررت مع الصبيان؟

فقال: يا أميرالمؤمنين لم يكن الطريق ضيق فأوسه لك، و ليس لي جرم فأخشاك، والظن بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له.

فأعجبه كلامه، و ترحم علي أبيه، و مر و خلاه، فلما بعد عن العمارة، أرسل بازار علي دراجة، فغاب الباز ساعة في الجو و عاد و في منقاره سمكة صغيرة، و فيها بقية روح، فعجب من ذلك، و رجع من الصيد، فمر بالصبيان الذين فيم الجواد، فلما دنا من الجواد قال: يا محمد ما في يدي؟

فألهمه الله تعالي أن قال: ان الله تعالي خلق في بحر قدرته سمكا صغارا، يصيدها بزاة الملوك و الخلفاء، ثم تختبر بها سلالة أهل بيت المصطفي.

فعجب المأمون منه، و أطال النظر اليه، و عزم أن يزوجه ابنته أم الفضل [9] .

9- قال علي بن الباغ المالكي بعد أن فصل الحديث عنه عليه السلام: و هذا من بعض كراماته الجليلة، و مناقبه الجميلة [10] .

10- قال عبدالله الشبراوي الشافعي: و هو أبوجعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن



[ صفحه 203]



الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. ولد تاسع عشر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة، و كراماته رضي الله عنه كثيرة، و مناقبه شهيرة.

ثم ذكر بعض مناقبه عليه السلام و ختم حديثه قائلا: و هذا من بعض كراماته الجليلة، و مناقبه الجميلة [11] .

11- قال يوسف اسماعيل النبهاني: محمدالجواد بن علي الرضا، أحد أكابر الأئمة، و مصابيح الأمة، من ساداتنا أهل البيت، ذكره الشبراوي في (الاتحاف بحب الأشراف) و بعد أن أثني عليه الثناء الجميل، و ذكر شيئا من مناقبه و ما جري له، مما دل علي فضله و كماله، و أن المأمون العباسي زوجه ابنته أم الفضل [12] .

12- قال محمود بن وهيب البغدادي الحنفي: محمد الجواد بن علي الرضا... كنيته: أبوجعفر ككنية جده محمد الباقر رضي الله عنهما، و ألقابه ثلاثة: الجواد، والقانع، و المرتضي، و أشهرها الأول. صفته: أبيض معتدل القامة. نقش خاتمه: نعم المقدر الله.

ثم قال: و هو الوارث لأبيه علما و فضلا، و أجل أخوته قدرا و كمالا... الخ [13] .

13- قال علي جلال الحسيني: أبوجعفر الثاني محمدالجواد بن علي، ولد بالمدينة سنة 195 ه، برز علي أهل زمنه في العلم و الفضل مع صغر سنه. زوجه المأمون ابنته أم الفضل. توفي ببغداد سنة 220 ه و هو ابن خمس و عشرين سنة [14] .

14- قال خيرالدين الزركلي: كان رفيع القدر كأسلافه، ذكيا طلق اللسان، قوي البديهة. ولد في المدينة... وللدبيلي محمد بن وهبان كتاب في سيرته سماه (أخبار أبي جعفر الثاني) [15] .



[ صفحه 204]




پاورقي

[1] مدينة المعاجز 450.

[2] أعيان الشيعة 4 ق 3 / 231.

[3] الفصول المهمة 253.

[4] المناقب 2 / 413.

[5] المناقب 2 / 434.

[6] تذكرة الخواص 202.

[7] الوافي بالوفيات 4 / 105.

[8] مطالب السؤول 87.

[9] أخبارالدول 116.

[10] الفصول المهمة 257.

[11] الاتحاف بحب الاشراف 67.

[12] جامع كرامات الاولياء1 / 100.

[13] جوهرة الكلام 147.

[14] الحسين2 / 207.

[15] الاعلام.