بازگشت

في وروده الي بغداد و ماجري بينه و بين المأمون




بيت الرسالة و النبوة و الذين

نعدهم لذنوبنا شفعاء



الطاهرين الصادقين العالمين

العارفين السادة النجباء



ابي علقت بحبهم مستمسكا

أرجو بذاك من الأله رضاء



أسواهم أبغي لنفسي قدوة

لا والذي فطر السماء سماء



(كشف الغمه لما توفي علي بن موسي الرضا (ع) و قدم المأمون الي بغداد و استقر بها دعا أباجعفر الجواد (ع) الي بغداد و كتب الي والي المدينة بارسال أبي جعفر اليه في غاية التعظيم و التكريم و هو (ع) طفل صغير فلما نزل في بغداد اتفق أنه خرج المأمون يوما الي الصيد فاجتاز بطرف البلد في طريقه و الصبيان يلعبون و أبوجعفر الجواد واقف معهم فلما اقبل المأمون و نظر الصبيان اليه و الي الخدم و الحشم انصرفوا هاربين و وقف أبوجعفر (ع) فلم يبرح من مكانه فقرب منه الخليفة فنظر اليه



[ صفحه 261]



و اذا عليه أثر المهابة و الجلالة و العظمة فقال المأمون يا غلام ما منعك من الانصراف مع الصبيان فقال محمد بن علي (ع) مسرعا يا أميرالمؤمنين لم يكن الطريق ضيقا فاوسعه عليه بذهابي و لم يكن لي جريمة فأخشاها و ظني بك حسن انك لا تضر من لا ذنب له فوقفت فاعجبه كلامه و وجهه فقال له ما اسمك قال محمد قال ابن من أنت؟ قال يا أميرالمؤمنين أنا ابن علي الرضا (ع) فترحم علي أبيه و ساق جواده الي وجهته و كان معه نراة فلما بعد عن العمارة أخذ بازيا فأرسله علي دراجة فغاب عن عينه غيبة طويلة ثم عاد من الجو و في منقاره سمكة صغيرة و بها بقايا الحياة فعجب الخليفة من ذلك غاية التعجب فأخذها في يده و عاد الي داره في الطريق الذي أقبل منه فلما وصل الي ذلك المكان و حد الصبيان علي حالهم فانصرفوا كما فعلوا أول مرة و أبوجعفر لم ينصرف و وقف كما وقف أولا فلما دنا منه الخليفة قال يا محمد قال لبيك يا أميرالمؤمنين قال ما في يدي فألهمه الله عزوجل أن قال يا أميرالمؤمنين ان الله تعالي خلق بمشيته في بحر قدرته سمكا صغارا يصيدها بزاة الملوك و الخلفاء و هم يأخذونها في أيديهم فيختبرون بها سلالة أهل النبوة فلما سمع المأمون كلامه عجب منه و جعل يطيل نظره اليه و قال أنت ابن الرضا حقا و ضاعف احسانه اليه قال الشيخ المفيد في الأرشاد و كان المأمون قد شغف بابي جعفر (ع) لما رأي من فضله مع صغر سنه و بلوغه في العلم و الحكمة و الأدب و كمال العقل ما لم يساره أحد من مشايخ أهل الزمان فزوجه ابنته أم الفضل و كان متوفرا علي اكرامه و تعظمه و اجلاله و اظهار قدره و لما أراد أن يزوج ابنته أم الفضل أباجعفر محمد بن علي عليهماالسلام بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم و استكبروه



[ صفحه 262]



و استنكروه و خافوا أن ينتهي الامر معه الي ما انتهي اليه مع الرضا فخاضوا في ذلك و اجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه فقالوا ننشدك الله يا أميرالمؤمنين أن تقيم علي هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فانا نخاف أن تخرج به عنا أمرا قد ملكناه الله و تنزع منا عزا قد ألبسناه اليك فقد عرفت ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا و ما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم و التصغير بهم و قد كنا في وهلة من عملك مع الرضا (ع) ما عملت حتي كفانا الله المهم من ذلك فالله الله أن تردنا الي غم قد انحسر عنا و اصرف رأيك عن ابن الرضا و اعدل الي من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك دون غيرهم فقال لهم المأمون أما ما بينكم و بين آل أبي طالب فانتم السبب فيه و لو انصفتم القوم لكانوا أولي بكم و أما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان به قاطعا للرحم و أعوذ بالله من ذلك و و الله ما ندمت علي ما كان مني من استخلاف الرضا (ع) و لقد سألته أن يقوم بالأمر و انزعه عن نفسي فأبي و كان أمر الله قدرا مقدورا و أما أبوجعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه علي كافة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنه و الاعجوبة فيه بذلك و أنا ارجو ان يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلمون ان الرأي ما رأيت فيه فقالوا ان هذا الصبي و ان راقك منه هديه فانه صبي لا معرفة له و لا فقه فأمهله ليتأدب و يتفقه في الدين ثم اصنع ما تراه بعد ذلك فقال لهم ويحكم اني اعرف بهذا الفتي منكم و ان هذا من أهل بيت علمهم من الله و مواده و الهامه لم يزل آباؤه اغنياء في علم الدين و الأدب عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال فان شئتم فامتحنوا أباجعفر بما يتبين لكم به ما وصفت من حاله قالوا



[ صفحه 263]



له قد رضينا لك يا أميرالمؤمنين و لأنفسنا بامتحانه فحل بيننا و بينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شي ء من فقه الشريعة فان أصاب الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره و ظهر للخاصة و العامة سديد رأي أميرالمؤمنين و ان عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه فقال لهم المأمون شأنكم و ذاك متي أردتم فخرجوا من عنده و أجمع رأيهم علي مسألة يحيي بن اكثم و هو يومئذ قاضي الزمان علي أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها و وعدوه بأموال نفيسة علي ذلك و عادوا الي المأمون فسألوه ان يختار لهم يوما للأجتماع فأجابهم الي ذلك فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه و حضر معهم يحيي بن اكثم فأمر المأمون ان يفرش لأبي جعفر (ع) دست و يجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك و خرج أبوجعفر (ع) و هو يومئذ ابن سبع سنين و أشهر فجلس بين المسورتين و جلس يحيي بن اكثم بين يديه و قام الناس في مراتبهم و المأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر (ع) فقال يحيي بن اكثم للمأمون اتأذن لي يا أميرالمؤمنين ان اسأل أباجعفر عليه السلام فقال المأمون استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيي ابن اكثم فقال اتأذن لي جعلت فداك في مسألة قال له أبوجعفر (ع) سل ان شئت قال يحيي ما تقول جعلني الله فداك في محرم قتل صيدا فقال له أبوجعفر عليه السلام في حل قتله أو في حرم عالما كان المحرم أم جاهلا قتله عمدا أو خطأ حرا كان المحرم أم عبدا صغيرا كان أو كبيرا مبتدئا بالقتل أم معيدا من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها من صغار الصيد كان أم من كباره مصرا علي ما فعل أو نادما في الليل كان قتل للصيد أم نهارا محرما كان بالعمرة اذ قتله أو بالحج كان محرما فتحير يحيي ابن



[ صفحه 264]



اكثم و بان في وجهه العجز و الانقطاع و تلجلج حتي عرف جماعة أهل المجلس أمره فقال المأمون الحمدلله علي هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي ثم نظر الي أهل بيته و قال لهم أعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه فسأله المأمون عن بيانه فأجاب بما هو مسطور في كتب الفقه ثم التمس المأمون أن يسأل أبوجعفر يحيي بن اكثم فقال (ع) اخبرني عن رجل نظر اول النهار الي امرأته فكان نظره اليها حراما فلما ارتفع النهار حلت له و عند الزوال حرمت و عند العصر حلت و عند المغرب حرمت و عند العشاء حلت و عند انتصاف الليل حرمت و عند الفجر حلت و عند ارتفاع النهار حرمت و عند الظهر حلت قال المأمون بين لنا يا ابن رسول الله فانه لا يعلمها غيركم يا عترة رسول الله فقال هذا رجل نظر الي امة غيره فكان نظره البها حراما ثم ابتاعها فحلت له ثم أعتقها حرمت ثم تزوجها حلت له ثم ظاهر منها فحرمت ثم كفر عن الظهار فحلت ثم طلقها طلقة واحدة حرمت ثم راجعها حلت ثم خلعها حرمت ثم استأنف العقد حلت و ذلك بالأجماع و في خبر انه ارتد عن الأسلام ثم تاب أقول و يعجبني أن ابين ما قال الامام (ع) في بيان قتل المحرم قال المأمون لأبي جعفر (ع) ان رأيت جعلت فداك أن تذكر الفقه الذي فيما فصلته من وجوه من قتل المحرم لنعلمه و نستفيده فقال أبوجعفر (ع) ان المحرم اذا قتل صيدا في الحل و كان الصيد من ذوات الطير و كان من كبارها فعليه شاة و ان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا و اذا قتل فرخا في الحل فعليه جمل قد فطعم من اللبن و اذا قتل في الحرم فعليه الجمل و قيمة الفرخ فاذا كان من الوحش و كان حمار وحش فعليه بقرة و ان كان نعامة فعليه بدنة و ان كان ظبيا فعليه شاة و ان كان



[ صفحه 265]



قتل شيئا من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة و اذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه و كان احرامه بالحج نحره بمني و ان كان احرامه بالعمرة نحرة بمكة و جزاء الصيد علي العالم و الجاهل سواء و في العمد عليه المأثم و هو موضوع عنه في الخطأ و الكفارة علي الحر في نفسه و علي السيد في عبده و الصغير لا كفارة عليه و هي علي الكبير واجبة و النادم يسقط ندمه عنه عقاب الآخرة و المصر يجب عليه العقاب في الآخرة فقال المأمون أحسنت يا أباجعفر أحسن الله اليك فاقبل المأمون علي من حضره من أهل بيته فقال لهم هل فيكم من يجيب هذه المسألة بمثل هذا الجواب أو يعرف القول فيما تقدم من السؤال قالوا لا و الله ان أميرالمؤمنين أعلم و ما رأي فقال و يحكم ان أهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل و ان صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال أما علمتم ان رسول الله (ص) افتتح دعاءه بدعاء أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و هو ابن تسع سنين و قبل منه الأسلام و حكمه له به و لم يدع احدا في سنه غيره و بايع الحسن و الحسين و هما دون الست سنين و لم يبايع صبيا غيرهما أو لا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم و انهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لأولهم فقالوا صدقت يا أميرالمؤمنين ثم أقبل علي أبي جعفر (ع) و قال له أتخطب يا أباجعفر ابنتي فقال نعم يا أميرالمؤمنين فقال له المأمون أخطب لنفسك جعلت فداك قد رضيتك لنفسي و أنا مزوجك أم الفضل ابنتي و ان رغم قوم لذلك فقال أبوجعفر الحمدلله اقرارا بنعمته و لا اله الا الله اخلاصا لوحدانيته و صلي الله علي محمد سيد بريته و الأصفياء من عترته أما بعد فقد كان من فضل الله علي الأنام أن



[ صفحه 266]



أغناهم بالحلال عن الحرام و قال سبحانه (و انكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله و الله واسع عليم) ثم ان محمد بن علي بن موسي يخطب أم الفضل بنت عبدالله المأمون و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد (ص) و هو خمس مائة درهم جيادا فهل زوجته يا أميرالمؤمنين بها علي هذا الصداق المذكور فقال المأمون نعم قد زوجتك يا أباجعفر أم الفضل ابنتي علي الصدق المذكور فهل قبلت النكاح قال أبوجعفر (ع) قد قبلت ذلك و رضيت به و في (المناقب) أن المأمون خطب فقال الحمدلله الذي تصاغرت الأمور لمشيته و لا اله الا الله اقرارا بربوبيته و صلي الله علي سيدنا محمد (ص) عبده و خيرته أما بعد فان الله جعل النكاح الذي رضيه لكما سبب المناسبة ألا و اني قد زوجت زينب ابنتي من محمد بن علي بن موسي الرضا أمهرناها عنه اربع مائة درهم و يقال انه ابن تسع سنين و أشهر فأمر المأمون أن يقعد الناس علي مراتبهم في الخاصة و العامة قال الريان و لم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاحين في محاوراتهم فاذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من الفضة مشدودة بالحبال من الابريسم علي عجلة مملوة من الغالية فأمر المأمون أن تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية ثم مدت الي دار العامة فطيبوا منها و وضعت الموائد فأكل الناس و خرجت الجوائز الي كل قوم علي قدرهم ثم نهض القوم فلما كان من الغد احضر الناس و حضر أبوجعفر (ع) و سار القواد و الحجاب و الخاصة و العمال لتهنئة المأمون و أبي جعفر (ع) فأخرجت ثلاثة أطباق من الفضة فيها بنادق مسك و زعفران معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة



[ صفحه 267]



و عطايا سنية و اقطاعات فأمر المأمون بنثرها علي القوم من خاصته فكان كل من وقع في يده بندقة اخرج الرقعة التي فيها و التمسه فاطلق يده له و وضعت البدر فنثر ما فيها علي القواد و غيرهم و انصرف الناس و هم أغنياء بالجوائز و العطايا و تقدم المأمون بالصدقة علي كافة المساكين و لم يزل مكرما لأبي جعفر (ع) معظما لقدره مدة حياته يؤثره علي ولده و جماعة أهل بيته و لم يزل كذلك حتي مل أبوجعفر (ع) و ضاق صدره الشريف من معاشرة المأمون و كأنا انعكس الأمر و استأذن المأمون و خرج من بغداد حاجا فلما انصرف من حجه رجع الي المدينة و أقام بها فلما كانت سنة ثمان و عشرة بعد المأتين من الهجرة مات المأمون العباسي و بويع أبواسحاق محمد بن هرون المعتصم و جلس علي سرير الملك و من كثرة ما سمع من فضايل أبي جعفر (ع) و مناقب غلب عليه الحسد و كتب الي أبي جعفر (ع) و دعاه من المدينة الي بغداد فلما عزم الأمام علي التوجه الي بغداد خلف ابنه أباالحسن الهادي (ع) بالمدينة و هو صغير و سلم اليه المواريث و السلاح و نص علي امامته بمشهد من ثقاته و أصحابه ثم ودعه و ودع قبر جده رسول الله (ص) و قبور آبائه و انصرف الي بغداد فلما ورد (ع) جعل المعتصم يعمل الحيلة في قتله و أشار علي ابنة المأمون أم الفضل أن تسقيه السم لأنه يعلم انحرافها عن أبي جعفر (ع) فاجابته الي ذلك و كانت الملعونة شديدة العداوة لأبي جعفر (ع) بحيث تؤذيه كثيرا و أبوجعفر (ع) يصبر علي ذلك و قيل السبب في عداوتها ان أباجعفر (ع) كان يفضل عليها السيدة أم ابي الحسن النقي (سمانة) والدة ابنه الهادي (ع) عليها و لأنها لم ترزق من أبي جعفر ولدا أرسل المعتصم



[ صفحه 268]



اليها بسم قاتل فاخذت السم و جعلته في عنب رازقي و وضعته بين يديه فلما أكل منه أبوجعفر (ع) تغير حاله و أحسن بذلك فقال (ع) ويلك قتلتيني قاتلك الله و قيل انها سمته في منديل و ندمت بعد ذلك و جعلت تبكي فقال (ع) أبلاك الله بداء لا دواء له فوقعت الأكلة في فرجها و كانت ترجع الي الاطباء و يشيرون اليها بالدواء فلا ينفع ذلك حتي أنفقت جميع مالها علي تلك العلة و احتاجت الي السؤال و قال المسعودي في (اثبات الوصية) لما انصرف أبوجعفر (ع) الي العراق لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبرون و يعملون الحيلة في قتله (ع) فقال جعفر بن المأمون لأخته أم الفضل و كانت لأمه و أبيه في ذلك لأنه وقف علي انحرافها عنه و غيرتها عليه لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها مع شدة محبتها له و لأنها لم ترزق منه ولدا فاجابت أخاها جعفرا و جعلوا سما في شي ء من عنب رازقي و كان يعجبه العنب الرازقي فلما أكل منه ندمت و جعلت تبكي فقال (ع) ما بكاؤك و الله ليضربنك بفقر لا ينجي و بلاء لا يتستر فبليت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها صار ناسورا ينتقض عليها في كل وقت فانفقت ما لها و جميع ملكها علي العلة حتي احتاجت الي رفد الناس و يروي ان الناسور كان في فرجها و تردي جعفر بن المأمون في بئر و كان سكرانا فاخرج ميتا و الحاصل قبض أبوجعفر الجواد مسموما ببغداد و قبل قبض عطشانا لأنه لما سم عطش عطشا شديدا و منعته الماء أم الفضل و بقي يجود بنفسه حتي مات عطشانا و واسي جده الحسين (ع) في ذلك ولكن شتان بين امامنا الجواد (ع) و بين الحسين (ع) لأن الحسين قضي عطشانا و هو في جو الظهيرة في حر الشمس و عليه من الجراح عدد



[ صفحه 269]



النجوم في السماء و جراحاته تشخب دما و كلما يطلب جرعة من الماء يضربونه بالسيف و الرماح و الحجارة و العصا قال جبرئيل يا آدم فلم يجبه أحد الا بالسيوف و شرف الحتوف فيذبح ذبح الشاة من القفا الخ:



لا صبر يا آل فهر فابن فاطمة

يمسي و كان أمان الناس منزعجا



مقلقلا ضاقت الارض الفضاء به

حتي علي لفخ نيران الظما درجا



لقد قضي بفؤاد حر غلته

لو قلب الصخر يوما فوقه نضجا