بازگشت

في ولادته و أحوال والدته و أسمائه و كناه و غرائب اموره في صغر سنه




يا ابن الذي بلسانه و بيانه

هدي الأنام و نزل التنزيل



عن فضله نطق الكتاب و بشرت

بقدومه التوراة و الانجيل



لولا انقطاع الوحي بعد محمد

قلنا محمد بن أبيه بديل



هو مثله في الفضل الا أنه

لم يأته برسالة جبريل



الأمام التاسع أبوجعفر بن أبي الحسن بن أبي ابراهيم بن أبي عبدالله بن أبي جعفر بن أبي محمد بن أبي عبدالله بن أبي الحسن بن أبي طالب عليهم السلام اسمه الشريف محمد و هو أحد المحمدين الثلاث و كنيته أبوجعفر و أبوعلي و ألقابه المختار و المرضي و المتوكل و المتقي و الزكي و التقي و المنتجب و المرتضي و القانع و الجواد المتوشح بالرضا المستسلم للقضاء له من الله أكثر الرضا ابن الرضا توراث الشرف كابرا عن كابر و شهد له بذلك الأكابر و أهل البصائر و هو روحي فداه استسقي عروقه من منبع النبوة و رضعت شجرته ثدي الرسالة و تهدلت أغصانه ثمر الأمامة:



فديت اماما أباجعفر

جوادا يلقب بالتاسع



قال ابن عياش ان ولادته يوم الجمعة العاشر من رجب سنة خمس و تسعين و مأة للهجرة ولكن المشهور بين العلماء و المشايخ انه ولد (ع) بالمدينة التاسع عشر من شهر رمضان و قبض ببغداد مسموما في آخر ذي القعدة



[ صفحه 246]



و قيل يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مأتين للهجرة و دفن في مقابر قريش الي جنب موسي بن جعفر (ع) و عمره خمس و عشرون سنة و ثلاثة أشهر و اثنان و عشرون يوما و أمه أم ولد تدعي درة و كانت مريسية و يقال لها سبيكة و ريحانة و كانت نوبية و تكني أم الحسن و سماها الرضا (ع) الخيزران و كانت من أهل بيت مارية القبطية أم ابراهيم ابن رسول الله (ص) و كانت من أفضل نساء زمانها و أشار اليها النبي (ص) يقول بابي ابن خيرة الأمام النوبية الطيبة.

و روي (ابن شهرآشوب) عن حكيمة بنت أبي الحسن موسي ابن جعفر قالت لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر (ع) دعاني الرضا (ع) فقال يا حكيمة احضري ولادتها و ادخلني و اياها و القابلة بيتا و وضع لنا مصباحا و أغلق الباب علينا فلما أخذها الطلق طفي ء المصباح و بين يديها طست و اغتممت بطفي ء المصباح فبينا نحن كذلك اذ بدر أبوجعفر (ع) في الطشت و اذا عليه شي ء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتي أضاء البيت فأبصرناه فاخذته فوضعته في حجري و نزعت عنه ذلك الغشاء فجاء الرضا (ع) و فتح الباب و قد فرغنا من أمره فأخذه و وضعه في المهد و قال لي يا حكيمة الزمي مهده قالت فلما كان اليوم الثالث رفع الجواد بصره الي السماء ثم نظر يمينه و يساره ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله فقمت ذعرة فاتيت أباالحسن (ع) فقلت له سمعت من هذا الصبي عجبا فقال و ما ذاك فاخبرته الخبر فقال يا حكيمة ما ترون من عجائبه اكثر و في (الدر النظيم) بالأسناد عن حكيمة بنت أبي الحسن موسي (ع) قالت كتبت الي أبي الحسن الرضا (ع) لما



[ صفحه 247]



علقت أم أبي جعفر (ع) كتبت خادمتك قد علقت فكتب الي علقت يوم كذا من شهر كذا فاذا هي ولدت فالزميها سبعة أيام قالت لما ولدته قال (ع) أشهد أن لا اله الا الله فلما كان يوم الثالث عطس فقال الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي سيدنا محمد و علي الأئمة الراشدين.

و روي عن أبي يحيي الصادق قال كنت عند أبي الحسن الرضا (ع) فجيي ء بابنه أبي جعفر (ع) و هو صغير فقال هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم علي شيعتنا بركة منه عن (عيون المعجزات) عن كليم بن عمران قال قلت للرضا (ع) ادع الله أن برزقك ولدا فقال انما ارزق ولدا واحدا و هو يرثني قلما ولد أبوجعفر (ع) قال الرضا (ع) لأصحابه قد ولد لي شبيه موسي بن عمران فالق البحار و شبيه عيسي بن مريم قدست أم ولدته قد خلقت طاهرة مطهرة ثم قال الرضا (ع) يقتل ولدي هذا غصبا فيبكي له و عليه أهل السماء و يغضب الله علي عدوه و ظالمه فلا يلبث الا يسيرا حتي يعجل الله به الي عذابه الأليم و عقابه الشديد.

و في (المناقب) لابن شهرآشوب عن بنان بن نافع قال سألت علي ابن موسي (ع) فقلت جعلت فداك من صاحب الأمر بعدك فقال لي يا ابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته ممن هو قبلي و هو حجة الله تعالي من بعدي فبينا أنا كذلك اذ دخل علينا أبوجعفر محمد بن علي (ع) فلما بصر بي قال لي يا ابن نافع ألا أحدثك بحديث أنا معاشر الأئمة اذا حملته أمه يسمع الصوت من بطن أمه اربعين يوما فاذا اتي له في بطن أمه اربعة أشهر رفع الله تعالي له أعلام الأرض فقرب



[ صفحه 248]



له ما بعد عنه حتي لا يغرب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارة و ان قولك لأبي الحسن من حجة الدهر و الزمان من بعده فالذي حدثك أبوالحسن ما سئلت عنه هو الحجة عليك فقلت أنا اول العابدين ثم دخل علينا أبوالحسن الرضا (ع) فقال لي يا ابن نافع سلم و اذعن له بالطاعة فروحه روحي و روحي روح رسول الله (ص) (و في المناقب) كان أبوجعفر الجواد (ع) شديد الأدمة و شديد السمرة فشك في امامته المرتابون و هو بمكة فعرضوه علي القافة فلما نظروا اليه خروا لوجوههم سجدا ثم قاموا فقالوا يا ويحكم أمثل هذا الكوكب الدري و النور الزاهر تعرضون علي مثلنا و هذا و الله الحسب الزكي الباهر و النسب المهذب الطاهر ولدته النجوم الزواهر و الأرحام الطواهر و الله ما هو الا من ذرية النبي و أميرالمؤمنين و هو في ذلك الوقت ابن خمس و عشرين شهرا فنطق بلسان أرهف من السيف يقول الحمدلله الذي خلقنا من نوره و اصطفانا من بريته و جعلنا أمناء علي خلقه و وحيه معاشر الناس أنا محمد بن علي الرضا ابن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين ابن الحسين الشهيد بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و ابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفي عليهم السلام أجعين في مثلي يشك و علي الله تبارك و تعالي و علي جدي يفتري و أعرض علي القافة اني و الله لأعلم ما في سرائرهم و خواطرهم و اني و الله لأعلم الناس أجمعين مما هم اليه صائرون أقول حقا و أظهر صدقا قد بناه الله تبارك و تعالي قبل الخلق أجمعين و قبل بناء السماوات و الأرضين و أيم الله لولا تظاهر الباطل علينا و غواية ذرية الكفر و توثب أهل الشرك و الشك و الشقاق علينا لقلت قولا يعجب منه الأولون و الآخرون ثم وضع



[ صفحه 249]



يده علي فيه ثم قال يا محمد أصمت كما صمت أباؤك و اصبر كما صبر أولو العزم من الرسل و لا تستعجل لهم (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون (ثم أتي الي رجل بجانبه فقبض علي يده فما زال يمشي يتخطي رقاب الناس و هم يفرجون له قال فرأيت مشيخة أجلاء هم ينظرون اليه و يقولون الله أعلم حيث يجعل رسالته فسألت عنهم فقيل هؤلاء قوم من بني هاشم من أولاد عبدالمطلب فبلغ الرضا (ع) ما صنع ابنه و هو في خراسان قال الحمدلله الذي جعل في ابني محمد اسوة برسول الله (ص) و ابنه ابراهيم ثم ذكر ما قذفت به مارية القبطية و فيه ايضا قال عسكر مولي أبي جعفر (ع) دخلت عليه يوما فقلت في نفسي يا سبحان الله ما أشد سمرة مولاي و اضوي جسده قال و الله ما استتمت الكلام في نفسي حتي تطاول و عرض جسده و امتلأ به الأيوان الي سقفه و مع جوانب حيطانه ثم رأيت لونه و قد أظلم حتي صار كالليل المظلم ثم ابيض حتي صار كأبيض ما يكون من الثلج ثم احمر حتي صار كالعلق المحمر ثم اخضر حتي صار كأخضر ما يكون من الاغصان الورقة الخضرة ثم تناقص جسمه حتي صار في صورته الاولة و عادلونه الأول فسقطت لوجهي مما رأيت فصاح بي يا عسكر تشكون فننبئكم و تضعفون فنقويكم و الله ما وصل الي حقيقة معرفتنا الا من من الله عليه و ارتضاه لنا وليا (و في المناقب ايضا قال محمد بن أبي العلاء سألت يحيي بن أكثم بعد التحف و الطرف فقلت له علمني من علوم آل محمد فقال اخبرك بشرط أن تكتمه علي حال حياتي فقلت نعم قال دخلت المدينة فوجدت محمد بن علي الرضا (ع) يطوف عند قبر النبي (ص) فناظرته في مسائل فاجابني فقلت في نفسي



[ صفحه 250]



خفية اريد أن أبديها فقال اني اخبرك بها تريد أن تسأل من الأمام في هذا الزمان فقلت هو و الله هذا فقال ائني فسألته علامة فتكلم عصا في يده فقال ان مولاي امام هذا الزمان و هو الحجة و من غرائب اموره في البحار روي عن زكريا بن آدم قال اني لعند الرضا (ع) اذ جيي ء بابي جعفر (ع) و سنه أقل من اربع سنين فضرب بيده الي الأرض و رفع رأسه الي السماء و أطال الفكر فقال له الرضا (ع) بنفسي فلم طال فكرك؟ فقال فيما صنع بامي فاطمة (ع) أما و الله لأخرجنهما ثم لأحرقنهما ثم ثم لأذرنهما ثم لأنفسنهما في اليم نسفا فاسندناه و قبل بين عينيه ثم قال بابي أنت و أمي أنت لها يعني الأمامة أقول فاذا كان امامنا الجواد (ع) يتفكر و يتذكر مصائب جدته فاطمة (ع) و يبكي و يرتعش و يتحسر و يحزن اذا ما حال أميرالمؤمنين (ع) يوم نظر الي وجه فاطمة (ع) فرأي أثر اللطم علي خدها و لما وضعها علي المغتسل وجد ضلعها مكسورا.



و بكسر ذاك الضلع رضت اضلع

في طيها سر الاله مصون



لولا سقوط جنين فاطمة لما

أردي لها في كربلا جنين