بازگشت

وفاة الامام الجواد


لقد ذكر المؤلفون في احواله انه ولد في شهر رمضان من سنة مائة و خمس و تسعين، و ان وفاته كانت في اواخر ذي الحجة من سنة مائتين و عشرين، و في رواية ثانية للمفيد انها كانت سنة 225، و مدة امامته تتراوح بين الثمانية عشر سنة و الثلاثة و العشرين و أكثرها كان في عهد المأمون العباسي، و قد ذكرنا ان اقامته كانت بين بغداد و المدينة. و قبيل وفاة المأمون خرج من بغداد و معه زوجته ام الفضل، و بعد وفاة المأمون رجع الي العراق مع زوجته و ترك ولده اباالحسن بالمدينة بعد ان نص علي امامته من بعده و أرشد خواص اصحابه الي ذلك كما يظهر من المسعودي في اثبات الوصية. و مضي المسعودي يقول: ان المعتصم محمد بن هارون الرشيد بويع بالخلافة بعد اخيه في شعبان من سنة 218.

و لما رجع الامام الي بغداد بطلب من المعتصم لم يزل و هو و جعفر بن المأمون و أعوانهما يدبرون و يعملون الحيلة في قتله، و تنص بعض المرويات انهما استطاعا اغراء زوجته ودفعها علي ذلك حتي وضعت له السم في العنب و كانت وفاته بسبب ذلك، ولكن المفيد في احدي رواياته يقول انه بقي بالمدينة الي اواخر شهر المحرم من سنة 220 و توفي في ذي القعدة من تلك السنة، و في روايته الثانية يقول: بأن وفاته كانت في ذي القعدة من سنة 225.



[ صفحه 448]



و جاء في اعيان الشيعة عن المرتضي في عيون المعجزات ان المعتصم دفع زوجته علي قتله لأنها كانت منحرفة عنه و تغار من زوجته المفضلة ام ابي الحسن علي الهادي (ع) و بعد ان وضعت له السم في العنب ندمت علي ذلك، كما أيد ذلك كل من صاحب روضة الواعظين و ابن بابويه، و لم يجزم بذلك المفيد في ارشاده، و ليس ببعيد علي المعتصم بعد ان استدعاه لبغداد و كان حاقدا عليه ان يسخر زوجته لهذه الغاية لا سيما و انها كانت منحرفة عنه و تحقد عليه لأنه كان يفضل عليها ام ولده الهادي و قد شكته لابيها في حياته كما جاء في رواية كشف الغمة مدعية بأنه يتسري عليها فردها المأمون بعنف و شدة و أمرها بلزوم طاعته.

و مهما كان الحال فمها لا شك فيه بأنه مات في ريعان شبابه و هو رهن الاقامة الجبرية في بغداد و دفن في مقابر قريش الي جانب جده ابي الحسن موسي بن جعفر حيث مشهدهما الآن كعبة للوافدين يستجير بهما الخائفون و يطمع في شفاعتهما المذنبون و يتوسل بهما ذوو الحاجات الي الله و لسان حالهم يقول:



انا عائذ بك في القيامة لائذ

الفي لديك من النجاة طريقا



لا يسبقني في شفاعتكم غدا

احد فلست بحبكم مسبوقا