بازگشت

في بعض أخبار الجواد


روي محمد المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا علي رأس الرضا عليه السلام بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حدث حدث فإلي من؟ قال: إلي ابني أبي جعفر. قال: فإن استصغر سنه. فقال له أبوالحسن الرضا عليه السلام: إن الله بعث عيسي بن مريم عليه السلام قائما بشريعته في دون السن التي يقوم فيها أبوجعفر. [1] .

فلما مضي الرضا عليه السلام، و ذلك في سنة اثنتي و مائتين، و سن أبي جعفر عليه السلام سبع سنين و شهور، و اختلف الناس في جميع الأمصار، فاجتمع الريان بن الصلت و صفوان بن يحيي و محمد بن حكيم و عبدالرحمن بن الحجاج و يونس بن عبدالرحمن و جماعة من وجوه العصابة في دار عبدالرحمن بن الحجاج في بركة زلزل يبكون و يتوجعون من المصيبة، فقال لهم يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر ينشي ء المسائل إلي هذا الصبي، يعني أباجعفر عليه السلام، و كان له سبع سنين و شهور. ثم قال: أنا و من مثلي.

فقام إليه الريان بن الصلت فوضع يده في حلقه و لم يزل يلطم وجهه و يضرب رأسه ثم قال له: يابن الفاعلة إن كان أمر من الله جل وعلا فابن يومين مثل ابن مائة سنة، و إن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمس ألف سنة [2] ما كان ليأتي بمثل ما يأتي به السادة عليهم السلام أو بعضه أو هذا ممن يتعلق به أو ينظر فيه.

و أقبلت العصابة علي يونس تعذله. و قرب الحاج، و اجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا، و خرجوا إلي المدينة و أتوا دار أبي عبدالله عليه السلام فأدخلوها و بسط لهم بساط، و خرج عبدالله بن موسي فجلس في صدر المجلس، و قام مناد فنادي: هذا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله فمن أراد السؤال فليسأل.



[ صفحه 705]



فقام إليه رجل من القوم، فقال له: ما تقول في رجل قال لإمرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟ قال: طلقت ثلاثا دون الجوزاء. فورد علي الشيعة مازاد في غمهم و حزنهم. ثم قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتي بهيمة. فقال: تقطع يده و يجلد مائة جلدة و ينفي. فضج الناس بالبكاء و كان قد اجتمع فقهاء الأمصار، فبيناهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس و خرج موفق، ثم خرج أبوجعفر عليه السلام و عليه قميصان و إزار و عمامة بذؤابتين إحداهما من قدام و الاخري من خلف، فجلس و أمسك الناس كلهم، ثم قام إليه صاحب المسألة الاولي فقال له: يابن رسول الله ما تقول فيمن قال لإمرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال له: يا هذا اقرأ كتاب الله تبارك و تعالي، قال الله: (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) في الثالثة قال: فإن عمك أفتاني بكيت و كيت فقال له: يا عم اتق الله و لا تفت و في الامة من هو أعلم منك.

فقام إليه صاحب المسألة الثانية فقال: يابن رسول الله رجل أتي بهيمة. فقال: يعزر و يحمي ظهر البهيمة و تخرج من البلد لئلا يبقي علي الرجل عارها. فقال له: إن عمك أفتاني بكيت و كيت. فالتفت و قال بأعلي صوته: لا إله إلا الله يا عبدالله إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يدي الله فيقول لك لم أفتيت عبادي بما لا تعلم و في الامة من هو أعلم منك. فقال له عبدالله بن موسي: رأيت أخي الرضا و قد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب. فقال له أبوجعفر عليه السلام: إنما سئل الرضا عليه السلام عن نباش نبش امرأة ففجر بها و أخذ ثيابها فأمر بقطعه للسرقة و جلده للزنا و نفيه للمثلة بالميت. [3] .

قال أبوخراش النهدي: [4] و كنت قد حضرت مجلس الرضا علي بن موسي عليه السلام فأتاه رجل فقال له: جعلت فداك ام ولد لي هي صدوق أرضعت جارية لي بلبن ابني أتحرم علي نكاحها؟ قال أبوالحسن عليه السلام: لا رضاع بعد فطام. فسأله عن الصلاة في الحرمين، فقال: إن شئت قصرت و إن شئت أتممت قلت: فالخصي



[ صفحه 706]



يدخل علي النسوان، فأعرض بوجهه قال: فحججت بعد ذلك فدخلت علي أبي جعفر عليه السلام، فسألته عن المسائل، فأجابني بالجواب. [5] .

و مكث أبوجعفر عليه السلام مستخفيا بالإمامة، فلما صار له ست عشرة سنة وجه المأمون حمله و أنزله بالقرب من داره، و عزم علي تزويجه ابنته ام الفضل، فاجتمعت بنوهاشم [6] و سألوه أن لا يفعل ذلك فقال لهم: هو و الله لأعلم بالله و رسوله و سنته و أحكامه من جميعكم. فخرجوا من عنده و بعثوا إلي يحيي بن أكثم يسألونه الاحتيال علي أبي جعفر بمسألة في الفقه. فلما اجتمعوا و حضر أبوجعفر عليه السلام قالوا: يا أميرالمؤمنين هذا يحيي بن أكثم إن أذنت له أن يسأل أباجعفر عن مسألة في الفقه فنظر كيف فهمه. فأذن المأمون في ذلك. فقال يحيي لأبي جعفر عليه السلام: ما تقول في محرم قتل صيدا؟ قال أبوجعفر: في حل قتله أم في حرم؟ عالما أم جاهلا؟ عمدا أم خطأ؟ صغيرا كان الصيد أم كبيرا؟ حرا كان القاتل أم عبدا؟ مبدئا أو معيدا؟ من ذوات الطير كان الصيد أو غيرها؟ من كبارها أو صغارها؟ مصرا أو نادما؟ بالليل في وكرها أو بالنهار عيانا؟ محرما للعمرة أو للحج؟

فانقطع يحيي انقطاعا لم يخف علي أهل المجلس، و تحير الناس تعجبا من جوابه، و نشط المأمون فقال: أتخطب أباجعفر لنفسك؟ فقال عليه السلام: الحمد لله إقرارا بنعمته، و لا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته، و صلي الله علي محمد سيد بريته، و علي الأصفياء من عترته. أما بعد فقد كان من فضل الله علي الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه: (و أنكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله و الله واسع عليم) [7] ثم إن محمد ابن علي بن موسي يخطب ام الفضل بنت عبدالله المأمون، و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد عليهماالسلام و هو خمس مائة درهم جيادا، فهل زوجتموه



[ صفحه 707]



يا أميرالمؤمنين بها علي الصداق المذكور؟ قال: نعم قد زوجتك يا أباجعفر ام الفضل ابتني علي الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟ قال أبوجعفر: قد قبلت ذلك و رضيت به.

ثم أولم عليه المأمون، و جلس الناس علي مراتبهم، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا كلاما كأنه كلام الملاحين، و إذا نحن بالخدم يجرون سفينة من فضة مملوءة غالية فخضبوا بها لحي الخاصة ثم مدوها إلي دار العامة فطيبوهم. فلما تفرق الناس قال المأمون: يا أباجعفر إن رأيت أن تبين ما الفقه في ما فصلته من وجوه قتل المحرم للصيد لنعلمه و نستفيده.

فقال أبوجعفر: نعم إن المحرم إذا قتل صيدا في الحل و كان الصيد من ذوات الطير و كان من كبارها فعليه شاة، فإن كان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا، و إذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن، و إذا قتله في الحرم فعليه الحمل و قيمة الفرخ، و إن كان من الوحش و كان حمار وحش فعليه بقرة، و إن كان نعامة فعليه بدنة، و إن كان ظبيا فعليه شاة، فإن قتل شيئا من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هدي بالغ الكعبة.

فإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه و كان إحرامه للحج نحره بمني، و إن كان إحرامه للعمرة نحره بمكة، و جزاء الصيد علي العالم و الجاهل سواء، و في العمد له المأثم و هو موضوع عنه في الخطاء، و الكفارة علي الحر في نفسه، و علي العبد في سيده، و الصغير لا كفارة عليه، و هي علي الكبير واجبة، و النادم يسقط عنه بندمه عقاب الآخرة، و المصر يجب عليه العقاب في الآخرة. فقال له المأمون: أحسنت يا أباجعفر أحسن الله إليك. ثم أقبل المأمون علي من حضره من أهل بيته فقال لهم: هل فيكم أحد يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟ قالوا: لا و الله و ان أميرالمؤمنين أعلم بما رأي. [8] .

فقال لهم: و يحكم أن أهل هذا البيت خصوا من دون الخلق بما ترون من



[ صفحه 708]



الفضل و أن صغر السن فيهم لا يخرجهم عن الكمال، أما علمتم أن رسول الله صلي الله عليه و آله افتتح دعوته بدعاء أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و هو ابن عشر سنين و قبل منه الإسلام و حكم له به، و لم يدع أحدا في سنه غيره، و بايع الحسن و الحسين و هما ابنا دون ست سنين و لم يبايع صبيا غيرهما، أفلا تعلمون الآن ما خص الله به هؤلاء القوم و أنهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لأولهم؟ قالوا: صدقت يا أميرالمؤمنين، ثم نهض القوم. [9] .

و قيل: إن بعد وفاة الرضا عليه السلام بسنة قدم المأمون إلي بغداد و خرج يتصيد، و اجتاز يطوف البلد في طريقه و الصبيان يلعبون، و محمد واقف معهم، و كان عمره يومئذ تسع سنين، فلما أقبل الخليفة المأمون انصرف الصبيان هاربين فوقف أبوجعفر محمد فلم يبرح مكانه، فقرب منه الخليفة فنظر إليه، و كان الله عزوعلا قد ألقي عليه مسحة من قبول، فوقف الخليفة و قال له: يا غلام ما منعك من الانصراف مع الصبيان؟

فقال له مسرعا: يا أميرالمؤمنين لم يكن بالطريق ضيق لاوسعه عليك بذهابي، و لم يكن لي جريمة فأخشاها، و ظني بك حسن أنك لا تضر من لاذنب له فوقفت.

فأعجبه كلامه و وجهه فقال له: ما اسمك؟ فقال: محمد. قال: ابن من؟ قال: ابن علي الرضا. فترحم علي أبيه و مضي إلي وجهته، و كان معه بزاة.

فلما بعد عن العمارة أخذ بازيا فأرسله علي دراجة فغاب عن عينه غيبة طويلة ثم عاد من الجو و معه سمكة صغيرة و بها بقايا الحياة، فأعجب الخليفة من ذلك غاية العجب، ثم أخذها في يده و عاد إلي داره في الطريق الذي أقبل منه، فلما وصل إلي ذلك المكان وجد الصبيان علي حالهم، فانصرفوا كما فعلوا أول مرة و أبوجعفر معهم لم ينصرف و وقف كما وقف أولا. فلما دنا منه الخليفة قال له: يا محمد. قال له: لبيك يا أميرالمؤمنين. قال له: ما في يدي؟ فألهمه الله عزوعلا



[ صفحه 709]



أن قال: يا أميرالمؤمنين إن الله تعالي خلق بمشيته في بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بزاة الملوك و الخلفاء، فيختبرون بها سلالة أهل النبوة.

فلما سمع المأمون كلامه عجب منه و جعل يطيل نظره إليه و قال: أنت ابن الرضا حقا، و ضاعف إحسانه إليه. [10] .

و قال صفوان بن يحيي: حدثني أبونصر الهمداني، [قال]: حدثتني حكيمة بنت أبي الحسن موسي عليه السلام و هي عمة أبي جعفر عليه السلام قالت: لما مات أبوجعفر الجواد أتيت زوجته ام الفضل بنت المأمون اعزيها فوجدتها شديدة الجزع و الحزن تقتل نفسها عليه بالبكاء و العويل، فخفت عليها أن يتصدع قلبها فبينا نحن في حديث كرمه إذ قالت ام الفضل: ألا اخبرك بأمر جليل الوصف و المقدار؟ قلت: و ما ذاك؟ قالت: كنت أغار عليه كثيرا و ارقبه أبدا، و كان ربما أسمعني الكلام فأشكو ذلك الي أبي فيقول: يابنية احتمليه فإنه بضعة من رسول الله صلي الله عليه و آله، فبينما أنا جالسة ذات يوم إذ دخلت علي جارية فسلمت. فقلت: من أنت؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمار بن ياسر، و أنا زوجة محمد بن علي. فدخلني من الغيرة ما لا أقدر عليه، و هممت أن أخرج و أسيح في البلاد، و كاد الشيطان أن يحملني علي الإساءة إليها، فكظمت غيظي و أحسنت رفدها و كسوتها، فلما خرجت عني لم أتمالك أن نهضت فدخلت علي أبي فأخبرته و كان سكرانا لا يعقل، فقال: علي بالسيف، فاتي به، ثم ركب و قال: و الله لاقطعنه إربا إربا. فلما رأيت ذلك قلت: إنا لله و إنا إليه راجعون ماذا صنعت بزوجي، و جعلت ألطم وجهي، فدخل عليه والدي و مازال يضربه بالسيف حتي قطعه ثم خرج و خرجت هاربة خلفه و لم أرقد ليلتي، فلما أصبحت أنبت أبي فقلت له: أتدري ما صنعت البارحة؟ فقال: ما صنعت؟ قلت: قتلت ابن الرضا محمدا. فذرفت عيناه و غشي عليه ثم أفاق بعد حين فقال: ويلك ما تقولين أصحيح هو؟ فقلت: نعم و الله يا أبة، دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتي قتلته. فاضطرب من ذلك اضطرابا



[ صفحه 710]



شديدا، ثم قال: علي بياسر الخادم. فلما اتي به قال له: ما هذا الذي تقول هذه؟ فقال: صدقت يا أميرالمؤمنين. فضرب بيده علي صدره و فخذه فقال: إنا لله و إنا إليه راجعون هلكنا و الله و عطبنا و افتضحنا الي آخر الدهر، اذهب ويلك فانظر ما القصة و عجل إلي بالخبر فإن نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر و أنا ألطم خدي و وجهي، فما كان بأسرع من أن رجع فقال: البشري يا أميرالمؤمنين. فقال: لك البشري، ما عندك؟ فقال: دخلت عليه و عليه قميص و هو يستاك فسلمت عليه و قلت: يابن رسول الله احب أن تهب لي قميصك هذا اصلي فيه و أتبرك به و انما أردت أن انظر الي جسده، و هل به أثر جراحة و أثر سيف. فقال: بل اكسوك ما هو خير من هذا القميص [فقلت: لست اريد غير هذا القميص الذي عليك] [11] فخلعه و نظرت الي جسده كأنه العاج ما به أثر. فبكي المأمون بكاء شديدا و قال: ما بقي بعد هذا شي ء أن في ذلك لعبرة و الله للأولين و الآخرين. فقال: يا ياسر أما ركوبي إليه و أخذي للسيف و الدخول عليه فإني ذاكره، و أما خروجي عنه فإني لست ذاكره و لا أذكر منه شيئا و لا أذكر انصرافي إلي مجلسي و كيف كان امري و ذهابي عنه، لعن الله هذه الابنة لعنا وبيلا، تقدم إليها و قل لها: يقول لك والدك: و الله لئن جئتيني بعد هذا اليوم و شكوت منه أو خرجت بغير إذنه لأنتقمن له منك، ثم صر إليه و أبلغه مني السلام و احمل اليه عشرين ألف دينار و قد له الشهري الذي ركبته البارحة و مر الهاشميين و القواد أن يركبوا إليه و يسلموا عليه. فخرجت الي الهاشميين و القواد و أمرتهم أن يركبوا إليه، و حملت إليه المال، و قدت إليه الشهري، و صرت إليه مع القوم، و دخلت عليه و أبلغته السلام، و وضعت المال بين يديه، و عرضت عليه الشهري، فنظر إليه ساعة ثم تبسم فقال: يا ياسر هكذا كان العهد بينه و بين أبي و بينه و بيني حتي يسل علي السيف، أو ما علم أن لي ناصرا حاجزا يحجز بيني و بينه فقلت: يا سيدي دع عنك العتاب فوالله و حق جدك صلي الله عليه و آله ما كان يعقل من أمره شيئا و ما علم أين هو من أرض الله



[ صفحه 711]



و قد نذر لله تعالي نذورا كثيرة و حلف أن لا يسكر أبدا، فلا تذكر له شيئا و لا تعاتبه علي ما كان منه. فقال عليه السلام: هكذا كان عزمي و رأيي. فقلت: إن جماعة من بني هاشم و القواد ما خلا عبدالرحمن و حمزة بعث بهم يسلمون عليك و يكونون معك. فقال: أدخل بني هاشم و القواد ما خلا عبدالرحمن و حمزة بن الحسين.

فخرجت إليهم فأدخلتهم، فدعا بثيابه فلبسها و نهض فركب و ركب معه الناس حتي دخل علي المأمون، فلما رآه قام إليه و ضمه إلي صدره و رحب به و لم يأذن لأحد في الدخول إليه، فلم يزل يحدثه و يسامره، فلما انقضي ذلك قال له أبوجعفر عليه السلام: يا أميرالمؤمنين. فقال المأمون: لبيك. قال: لك عندي نصيحة. فقال المأمون: بحمد و شكر. فقال: احب أن لا تخرج بالليل فإني لست آمن عليك هذا الخلق المنكوس. فقال: أقبل قولك. و عاد أبوجعفر عليه السلام إلي داره. [12] .

و قال ابن أرومة: إن المعتصم دعا بجماعة من وزرائه فقال لهم: اشهدوا لي علي محمد بن علي بن موسي زورا و اكتبوا أنه أراد أن يخرج علي. ثم دعا به فقال له: إنك أردت أن تخرج علي فقال: و الله ما فعلت شيئا من ذلك. قال: إن فلانا و فلانا شهدوا عليك. و احضروا فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك قال: و كان جالسا في بهوة [13] فرفع أبوجعفر عليه السلام يده فقال: اللهم إن كانوا قد كذبوا علي فخذهم. قال: فنظرنا إلي ذلك البهو كيف يرجف و يذهب و يجي ء و كلما قام واحد وقع. فقال المعتصم: يابن رسول الله اني تائب مما قلت فادع ربك أن يسكنه. فقال: اللهم سكنه فإنك تعلم أنهم أعداؤك و أعدائي، فسكن. [14] .


پاورقي

[1] الكافي: ج 1 ص 322 ب 73 ح 13.

[2] كذا في الأصل، و في المصدر: فلو عمر ألف سنة.

[3] دلائل الإمامة: ص 204 - 206.

[4] في المصدر: أبوخداش المهري.

[5] دلائل الإمامة: ص 206.

[6] كذا في الأصل و دلائل الإمامة: و الصحيح كما في الاحتجاج و كشف الغمة فبلغ ذلك العباسيين.

[7] النور: 32.

[8] الي هنا في دلائل الإمامة مع اختلاف: ص 206 - 208.

[9] الاحتجاج: ص 443 - 446، كشف الغمة: ج 2 ص 353 - 357.

[10] كشف الغمة: ج 2 ص 344.

[11] ليس في الأصل.

[12] الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 372 - 375 ب 10 ح 1.

[13] البهو: البيت المقدم أمام البيوت.

[14] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 670 - 671 ح 18.