بازگشت

السيد الحميري راوية الفضائل


هذه هي جهود الكميت، و لم يكن السيد الحميري بأقل جهدا من الكميت، فلربما قد تضاعف جهد السيد الحميري ابان العهد العباسي أضعاف ما قدمه الكميت في عهد الامويين، و تعهد السيد الحميري أن يقدم فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام «المحظورة» و قتذاك؛ نتيجة التنافس العباسي و تحدي نظامه في الغاء ثقافة الفضائل العلوية عن ذاكرة الامة، بل محاولة مسخها الي فضائل عباسية موضوعة يتكفل بوضعها رواة البلاط، فكان السيد الحميري قد صاغ فضائل علي في ملاحم أدبية شعرية يتغني بها الناس؛ ليقطع الطريق علي الفضائل «العباسية» الموضوعة، و التي تعهدت نشرها فرق اعلام النظام العباسي، حتي أنه لم يستطع العباسيون ايقاف نشر هذه الفضائل و منع التعاطي بها بعد أن نشرها السيد الحميري علي ألسنة الناس و تناقلها رواة الشعر و نقاد الأدب.

فهو ابتداء يبرر موقفه هذا من شعر التحدي في مديح أهل البيت عليهم السلام و الدفاع عن نهجهم بقوله:



فيا رب اني لم ارد بالذي به

مدحت عليا غير وجهك فارحم [1] .



و له أيضا:



و اذا الرجال توسلوا بوسيلة

فوسيلتي حبي لآل محمد [2] .



فهو اذن ينطلق من عقيدته الراسخة في الدفاع عن مبتنيات مذهب أهل البيت عليهم السلام.



[ صفحه 141]



و لربما كان السيد الحميري يوثق مروياته الأدبية في فضائل علي عليه السلام من محدثي أهل السنة و رواتهم الموثقين ليرويها شعرا، فكان يكتب الفضائل عن سليمان بن محراث الكوفي (ت 148 ه)، و يخرج من عنده و يقول في تلك المعاني شعرا، و هو اشارة الي جهود السيد الحميري في ثوثيق فضائل آل البيت عليهم السلام في شعره، و من مصادرها المقبولة لدي «أطراف النزاع»، و هو سليمان بن مهران الكوفي الذي قبل روايته أهل السنة و الشيعة، سواء مما عد بعضهم أن شعر السيد الحميري شعرا توثيقا لفضائل علي فضلا عن كونه متحديا للنظام العباسي آنذاك.


پاورقي

[1] ديوان السيد الحميري: ص 188.

[2] ديوان السيد الحميري: ص 89.