وراثة عيسوية
عن أحمد بن محمد الحضرمي، قال: حج أبوجعفر عليه السلام، فلما نزل زبالة فاذا هو بامرأة ضعيفة تبكي علي بقرة مطروحة علي قارعة الطريق، فسألها عن علة بكائها؟ فقامت المرأة الي أبي جعفر عليه السلام و قالت: يا ابن رسول الله، اني امرأة ضعيفة لا أقدر علي شي ء، و كانت هذه البقرة كل ما أملكه، فقال لها أبوجعفر عليه السلام: «ان
[ صفحه 117]
أحياها الله تبارك و تعالي لك فما تفعلين؟» فقالت: يا ابن رسول الله، لاجددن لله شكرا.
فصلي أبوجعفر ركعتين و دعا بدعوات، ثم ركض برجله البقرة فقامت البقرة، و صاحت المرأة: عيسي بن مريم، فقال أبوجعفر عليه السلام: «لا تقولي هذا، بل عباد مكرمون، أوصياء الأنبياء» [1] .
و قد حرص أبوجعفر- صلوات الله عليه - أن يؤكد للمرأة انما يكون احياء البقرة راجعا لله تعالي، و نحن عباد مكرمون، و حاول الامام عليه السلام أن يؤكد أنهم أوصياء أنبياء: لئلا يتوهم السامع شيئا وراء ذلك يساء فهمه، و هم أوصياء الأنبياء بمعني ورثتهم، و الا فهم أعظم مقاما من الأنبياء؛ لأنهم ورثة خاتم الأنبياء.
پاورقي
[1] الثاقب في المناقب لابن حمزة: 503.