بازگشت

محمد بن علي.. وصي آبائه


كانت امامة أبي جعفر تعني برعاية آبائه.. و عناية أسلافه المعصومين.. انها وصاية تتعدي تقليدية الأعراف الاسرية في الحفيد القادم.. و كان «محمد» أمل من سبقه ليقوم بالأمر.. فلعل «محمدا» الصبي سيعاني صخب المشككين و ضجيج المعترضين في الامامة المبكرة... التجربة الاولي... و العملية الجديدة في الاعجاز الالهي تتعدي حسابات اولئك الذين تنزعزع في نفوسهم ارادة التسليم للغيب، و الاذعان للمعجزة...

كانت بوادر الامامة القادمة من ثنايا الغيب تحمل أسرار التحدي للوارثة الملوكية في بني العباس... و في بني امية من قبل... فالوراثتان الاموية و العباسية ترتسم فيهما ملامح كسروية في الطاعة و قيصرية في التسليم.. فكسري يرث



[ صفحه 60]



كسري، و قيصر محل قيصر، و الجميع يغض الطرف عن صلاحية المورث و أهلية الوريث.. انها تقليدية الملك، و أعراف السلطنة في اولئك القياصرة و الأكاسرة.. و في هؤلاء الامويين و العباسيين... فالجميع تجمعهم الوراثة الدنيوية، و ليست هي وراثة الهية كما يزعمون.. اذن امامة «محمد» ستكون تحديا لبني العباس، و ابطالا لأكذوبتهم في وراثة رسول الله...

و الأمر مختلف الآن... «فمحمد» الامام يحظي برعاية خاصة.. و «محمد» الآن يحفل بتراث نبوي و معصومي يفوق تصورات اولئك المشاغبين، و المعطلين لارادة الله في عباده... اكذوبة المدعين تفتضح اليوم، فأبوجعفر الامام... السباعي من العمر يتحدي عراقيل السياسة و طيش المغامرين في السلطة، و أبوجعفر ينتظر تحديات اولئك العابثين الذين يحاولون عبثا أن يحبطوا مشروع أبي جعفر في الامامة المبكرة... مشروع آبائه... مشروع النبي... بل المشروع الالهي بعد هذا و ذاك..