بازگشت

في تجهيزه والده و ما في ذلك من المعجزات بعد ما سمه المأمون بعنقود العنب و ذلك بر


في تجهيزه والده و ما في ذلك من المعجزات بعد ما سمه المأمون بعنقود العنب و ذلك برواية أبي الصلت
«ابن بابويه»: قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، و محمد بن موسي بن المتوكل، و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، و أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، و الحسين بن ابراهيم بابانه، و الحسين بن ابراهيم بن هشام المؤدب، و علي بن عبدالله الوراق رضي الله عنهم قالوا:

حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن «أبي الصلت الهروي»



[ صفحه 70]



في حديث وفاة أبي الحسن الرضا عليه السلام، و ساق الحديث بطوله. الي أن قال المأمون: يابن رسول الله، ما رأيت عنبا أحسن من هذا. فقال له الرضا عليه السلام: ربما كان عنبا حسنا يكون من الجنة.

فقال له: كل منه.

فقال له الرضا عليه السلام: تعفيني منه.

فقال: لابد من ذلك و ما يمنعك منه، لعلك تتهمنا بشي ء.

فتناول العنقود، فأكل منه ثم ناوله، فأكل منه الرضا عليه السلام ثلاث حبات ثم رمي به وقام عليه السلام.

فقال المأمون: الي أين؟ فقال عليه السلام: الي حيث وجهتني.

و خرج عليه السلام مغطي الرأس، فلم أكلمه حتي دخل الدار، فأمر أن يغلق الباب، فغلق ثم نام عليه السلام علي فراشه.

فكنت واقفا في صحن الدار مغموما محزونا، فبينا أنا كذلك، اذ دخل علينا شاب حسن الوجه، قطقط الشعر، أشبه الناس بالرضا عليه السلام. فبادرت اليه و قلت له: من أين دخلت و الباب مغلق؟

فقال عليه السلام: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت، هو الذي أدخلني في الدار و الباب مغلق.

فقلت له: من أنت؟ فقال لي عليه السلام: أنا حجة الله عليك يا أباالصلت. أنا محمد بن علي، ثم مضي نحو أبيه عليه السلام، فدخل و أمرني بالدخول معه. فلما نظر اليه الرضا وثب اليه فعانقه و ضمه



[ صفحه 71]



الي صدره، و قبل ما بين عينيه، ثم سحبه سحبا في فراشه، و أكب عليه محمد بن علي عليهماالسلام يقبله و يساره بشي ء لم أفهمه، و رأيت علي شفتي الرضا عليه السلام زبدا أشد بياضا من الثلج. و رأيت أباجعفر عليه السلام يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبه و صدره فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور، فابتلعه أبوجعفر، و مضي الرضا عليه السلام.

فقال أبوجعفر عليه السلام: يا أباالصلت ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة. فقلت: ما في الخزانة مغتسل و لا ماء، فقال لي عليه السلام: انته الي ما أمرك به. فدخلت الخزانة، فاذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته و شمرت ثيابي لأغسله. فقال عليه السلام: تنح يا أباالصلت، فان لي من يعينني غيرك، فغسله عليه السلام. ثم قال لي: أدخل الي الخزانة فاخرج الي السفط الذي فيه كفنه و حنوطه. فدخلت فاذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط، فحملته اليه: فكفنه عليه السلام و صلي عليه، ثم قال لي عليه السلام: ايتني بالتابوت.

فقلت: أمضي الي النجار حتي يصلح التابوت.

فقال عليه السلام: قم فان في الخزانة تابوتا.

فدخلت الخزانة فاذا تابوت لم أر مثله قط، فأتيت به. فأخذ عليه السلام الرضا عليه السلام بعد ما صلي عليه، فوضعه في التابوت وصف قدميه و صلي ركعتين لم يفرغ منها حتي علا التابوت، فانشق السقف، فخرج منه التابوت و مضي.

فقلت: يابن رسول الله، الساعة يجيئنا المأمون و يطالبنا بالرضا عليه السلام فما نصنع؟ فقال لي عليه السلام: أسكت فانه سيعود، يا أباالصلت ما من نبي يموت بالمشرق و يموت وصيه بالمغرب الا



[ صفحه 72]



جمع الله تعالي بين أرواحهما و أجسادهما. فما تم الحديث حتي انشق السقف و نزل التابوت.

فقام عليه السلام فاستخرج الرضا عليه السلام من التابوت و وضعه علي فراشه كأنه لم يغسل و لم يكفن.

ثم قال لي عليه السلام: يا أباالصلت قم فافتح الباب للمأمون.

ففتحت الباب، فاذا المأمون و الغلمان علي الباب، و ساق الحديث بطوله.