الطبيب النطاسي الأستاذ الشيخ محمد الخليلي
طوي الهجر مني أضلعا و فؤادا
و اذكي بأحشاي الغرام زنادا
و اسلم قلبي للوجيب فلم تذق
جفوني في ليل المطال رقادا
فبت بليل ليس يرجي صباحه
تشاركني فيه النجوم سهادا
[ صفحه 273]
فيرمقني مستهزءا غير آبه
و أشكوا اليه لوعة و بعادا
و يضحك مني قائلا كيف تأمل
الوفاء و ترجوا أن تنال مرادا
فكم مرت الأحقاب بي أثر بعضها
رأيت لكم هجرا بها و ودادا
و عاشرت كل العاشقين فما اشتكت
الي سوي هجر الحبيب عنادا
و لم أر معشوقا و في بوعوده
لصب رآه في هواه تمادي
فلا الوامق المسكين يطرح الهوي
الي جانب كيما يريح فؤادا
و لا الهجر ينهيه الحبيب بوصله
و لم أره يوما بذلك جادا
فدع عنك ما يردي النفوس سفاهة
و يبعد عنها عفة و سدادا
فما مغريات الحب الا حماقة
تجر الي عقل النبيل فسادا
و كن كيسا و اخلد لرشدك فالهوي
يدك من الجسم السليم عمادا
و لذ منه أن رمت النجاة بسيد
زكا طرفاه تألدا و تلادا
أبوه الرضا و الجد موسي بن جعفر
الي المصطفي المختار طاب نجادا
امام به تقضي الحوائج من أتي
اليه و تستهدي الأنام رشادا
سما في الوري عزا و مجدا كما سمت
فضائله في العالمين و سادا
جواد يبذ المعصرات ندي كما
له الجواد ينمي مبدءا و معادا
له مكرمات ليس تجحد في الوري
أقر بها من ضل عنه و حادا
و لا بدع ان عم العفاة بفيضه
فنائله لم يشك قط نفادا
أليس هو ابن المصطفي و ابن حيدر
و فرخ ابنة الهادي الأمين ولادا
ألم يأته المأمون ممتحنا له
بصيد فأنباه به و أفادا
أما جادلوه في العلوم فبذهم
و قد حضر المأمون حين أجادا
ألم يكبروه مذ رأوا علم أحمد
لديه و قد هز الندي و مادا
رأوا فيه من نور النبوة هيبة
عليه و في برد الجلال تهادي
ولكنهم مهما رأوا منه معجزا
غلا حقدها يتك القلوب و زادا
و هاج بهم ضغن تقادم عهده
فكادوا له بغضا له و عنادا
[ صفحه 274]
الي أن قضي سما و لم يقض خمسة
و عشرين عاما لا تزيد عدادا
قضي ظمأ و السم قطع قلبه
و قد وسدته النائبات و سادا
غريبا سميما صابرا لم يجد له
نصيرا و لم يلف الجواد جوادا
قضت منه أم الفضل أوتار رهطها
و ما خشيت يوم المعاد معادا
حكت زوج لوط في الخيانة فاغتدت
تكابد آلام السقام شدادا
فلهفي له والدين ينعاه معولا
و يندب كهفا للهدي و عمادا
فيا آل بيت المصطفي جل رزؤكم
جعلت لها صدق الولاء مدادا
فان قبلت أعطيتها باليمين في
غد وغدت يوم التناد سنادا
فجد لي فمالي غير جودك شافع
و ما خاب مرمي من يؤم جوادا