بازگشت

النثر و القريض في رحاب الامام الجواد


كل من يراجع الأحاديث الواردة في تفسير بعض الآيات القرآنية و سبب نزولها، ينكشف له - بكل وضوح - أن القرآن الكريم قد احتوي علي مجموعة كبيرة من الآيات في مدح أهل البيت عليهم السلام، تنزيلا و تأويلا، بصورة خاصة و بصورة عامة.

فهناك آيات نزلت في شأن الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بصورة خاصة، و هناك آيات نزلت في شأن أهل البيت بصورة عامة.

و لسنا - الآن - بصدد سرد تلك الآيات، و بيان الأحاديث المروية في تفسيرها و تأويلها، و انما المقصود: أن الله تعالي هو الذي أثني علي آل رسول الله (صلوات الله عليهم) و في مدح الله تعالي أياهم غني و كفاية عن مدح المخلوقين اياهم.

ولكن حياة الأئمة الطاهرين - الزاخرة بآيات العظمة، المليئة بالفضائل و المكارم و في جنبها المآسي و المصائب - هو التي توقظ الضمائر السليمة، و تهيج النفوس الطاهرة، و تهز القلوب العامرة



[ صفحه 252]



بولاء أهل البيت عليهم السلام فتظهر آثار الولاء، و آيات المودة علي ألسنتهم، و تجري من رؤوس أقلامهم نظما و نثرا.

و علي هذا تأسست مئات الآلاف من المجالس و الاجتماعات لهذا الغرض، وقام الخطباء، و الشعراء ينثرون باقات الولاء و المودة، و يعطرون المحافل بذكر المناقب و الفضائل في شتي البلاد، و بمختلف اللغات.

و هكذا تفتحت القرائح، و جادت بالقصائد، و تكونت دواوين الشعر و الشعراء، علي مر القرون، و مختلف المستويات، فكانت آيات في فن القريض، و ابداعا في الأدب الراقي، و حدائق ذات بهجة تطرب منها النفوس، و تشحن منها القلوب حيوية و معنوية.

و يشعر الانسان و كأنه يعيش في عالم الروحانيات، و كأنه انخلع عن الماديات، فيزول الصدأ عن القلوب، و تجري الدموع، دموع العاطفة و الايمان.

و كأن هناك قوة جاذبية تجذب النفوس من الظلمات الي النور، و من الأسفل الي الأعلي، فتتخفف الآلام النفسية، و تنحل العقد الروحية، و يحصل تبدل في جميع أرجاء وجود الانسان، فهناك الهداية و الاعتدال و الاستقامة، و التوبة، و الالتحاق بمواكب أولياء الله، و محاولة الاقتداء بهم، و الاستضاءة بأنوارهم، و تطبيق تعليماتهم في شتي مجالات الحياة.

و حياة الامام الجواد عليه السلام مشحونة بهذه المؤثرات، و التحدث عنها بتفاعل مع النفوس، و يثمر الثمرات الطيبة، و تؤتي أكلها كل حين باذن ربها.



[ صفحه 253]



و هنا نقتطف بعض ما ورد في حق الامام الجواد عليه السلام نثرا و نظما: