بازگشت

الامام لا يصلي عليه الا الامام


و مما ثبت عند الشيعة، و صار جزء من معتقداتهم - علي



[ صفحه 235]



ضوء الأحاديث الشريفة - هو: أن الامام [المعصوم] لا يغسله لا الامام و لا يصلي عليه الا الامام.

و لما فارق الامام عليه السلام الحياة، قام ولده الامام علي الهادي عليه السلام بتغسيله و تكفينه و الصلاة عليه.

و السؤال: كيف تحقق ذلك، و الامام الهادي عليه السلام كان - يومذاك - في المدينة المنورة، و الامام الجواد قضي نحبه في بغداد، و بين البلدتين أكثر من ألفي كيلومتر؟.

الجواب: ان الله تعالي منح أولياءه قدرة المعجزة و خرق العادة، من طي الأرض، و أن الامام الجواد عليه السلام استخدم هذه القدرة، فقطع المسافات الطويلة - من الشام الي الكوفة ثم الي المدينة المنورة ثم الي مكة المكرمة ثم عاد الي الشام - كل ذلك في ليلة واحدة.

و أن الامام الجواد عليه السلام حضر من المدينة المنورة الي خراسان عند وفاة والده الامام الرضا عليه السلام، و ذلك عن طريق طي.

و لما سأله الهروي عن كيفية دخوله الدار و الأبواب مغلقه، قال عليه السلام: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار و الباب مغلق..)

و نفس هذه القدرة متاحة للامام الهادي عليه السلام فلا شك أنه حضر في بغداد عن طريق طي الأرض، و غسل أباه، و صلي عليه في جو من الكتمان و الاستتار، ثم عاد الي المدينة المنورة.

و ذكر المسعودي - في كتاب مروج الذهب - أن الواثق بن المعتصم العباسي هو الذي صلي علي جنازة الامام الجواد عليه السلام



[ صفحه 236]



فان صح هذا القول فانما هو علي الظاهر، أي أن الامام الهادي عليه السلام هو الذي تولي تغسيل أبيه و الصلاة عليه، من دون أن يعرف به أحد، و في كتمان شديد، ولكن الواثق العباسي صلي علي جنازة الامام بمرأي من الناس. هذا أولا.

و ثانيا: أن صلاة الواثق العباسي علي جنازة الامام انما كانت لتغطية الجريمة، فالكثير من الحكومات تقوم باغتيال الشخصيات سرا، ثم تقيم العزاء، و تعلن الحداد عليها جهرا، كل ذلك محاولة لتغطية الجريمة، و التبري منها، و هكذا العباسيون، و منهم المعتصم تراه يأمر بدس السم الي الامام الجواد عليه السلام ثم يأمر ابنه الواثق ليصلي علي جنازة الامام، و يحاول - بهذا أن يدفع عن نفسه تهمة اغتيال الامام عليه السلام!! [1] .



[ صفحه 237]




پاورقي

[1] الامام الجواد من المهد الي اللحد للسيد محمد كاظم القزويني ص 389 - 385.