بازگشت

علمه بما في هلاكه


«الشيخ محمد بن مسعود العياشي» في تفسيره باسناده: عن



[ صفحه 210]



زرقان صاحب ابن أبي داود [1] و صدقته بسنده قال:

رجع ابن أبي داود ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم

فقلت له في ذلك، فقال: وددت اليوم أني قد مت منذ عشرين سنة، قلت له: و لم ذاك؟

قال: لما كان من هذا الأسود [2] أبي جعفر محمد بن علي بن موسي اليوم بين يدي أميرالمؤمنين.

قال: قلت له: و كيف كان ذلك؟

قال: ان سارقا أقر علي نفسه بالسرقة، و سأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه. فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، و قد أحضر محمد بن علي عليه السلام.

فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟

قال: فقلت: من الكرسوع.

قال: و ما الحجة في ذلك؟

قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع، و الكف الي الكرسوع، لقول الله في التيمم: (فامسحوا بوجوهكم



[ صفحه 211]



و أيديكم) [3] ، و اتفق معي علي ذلك قوم.

و قال آخرون: بل يجب القطع من المرفق.

قال: و ما الدليل علي ذلك؟

قالوا: لأن الله لما قال: (و أيديكم الي المرافق) في الغسل، دل ذلك أن حد اليد هو المرفق.

قال: فالتفت الي محمد بن علي عليه السلام فقال: ما تقول في هذا يا أباجعفر؟ فقال عليه السلام: قد تكلم القوم فيه يا أميرالمؤمنين.

قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه.

فقال عليه السلام: أما اذا أقسمت علي بالله، اني أقول أنهم أخطوا فيه السنة. فان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكف. قال: و ما الحجة في ذلك؟.

قال عليه السلام: قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: السجود علي سبعة أعضاء:

الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين.

فاذا قطعت يده من الكرسوع، أو المرفق، لم يبق له يد يسجد عليها.

و قد قال الله تعالي: (و أن المساجد لله).

يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها، (فلا تدعو مع الله أحدا) [4] و ما كان لله لم يقطع.



[ صفحه 212]



قال: فأعجب المعتصم ذلك، و أمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف.

قال ابن أبي داود: قامت قيامتي و تنميت أني لم أك..

قال ابن أبي زرقان: ان ابن أبي داود قال: صرت الي المعتصم بعد ثلاثة، فقلت: ان نصيحة أميرالمؤمنين علي واجبة، و أنا أكلمه بما أعلم أني أدخل النار، قال: و ما هو؟.

قلت: اذا جمع أميرالمؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته و علماءهم لأمر واقع من أمور الدين، فسألهم عن الحكم فيه، فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك. و قد حضر مجلسه أهل بيته و قواده و وزراؤه و كتابه، و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه، ثم يترك أقاويلهم كلهم.

لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بامامته، و يدعون أنه أولي منه بمقامه، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء.

قال: فتغير لونه و انتبه لما نبهته له، و قال: جزاك الله عن نصيحتك خيرا.

قال: فأمر اليوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بأن يدعوه عليه السلام الي منزله.

فدعاه، فأبي عليه السلام أن يجيبه و قال عليه السلام: قد علمت أني لا أحضر مجالسكم.

فقال: اني انما أدعوك الي الطعام، و أحب أن تطأ ببابي [5] .



[ صفحه 213]



و تدخل منزلي، فأتبرك بذلك.

فقد أحب فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك.

فصار عليه السلام اليه.

فلما طعم منها أحس السم، فدعا بدابته.

فسأله رب المنزل أن المنزل أن يقيم.

قال عليه السلام: خروجي من دارك خير لك.

فلم يزل يومه ذلك و ليله في خلفه [6] حتي قبض عليه السلام [7] .


پاورقي

[1] يقول الشيخ عباس القمي: الظاهر أن داود تصحيف، و الصحيح ابن دؤاد. فان الذي سعي في قتل أبي جعفر الجواد عليه السلام هو ابن أبي دؤاد كسعال. و اسمه أحمد و كان قاضيا في عهد المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل، و كان هذه السعاية سببا لأن ابتلي في آخر عمره بنكبة الزمان و الفلج، و توفي بعد ثكله بولده محمد بعشرين يوما سنة 240 ببغداد.



لدغته أفعاله أي لدغ

رب نفس أفعاله أفعاها (منه).

[2] أقول: يصعب علي نقل هذه الكلمة، ولكن حتي لا أكتم ظلم الظالمين، و أؤدي الرواية كما هي، ولكن الذي يسخر الله الشمس البيضاء لهم، ليس بأسود. و كان عليه السلام أسمرا علي ما قيل، و ذلك لحكمة لا نعلمها.

[3] سورة النساء، آية «43».

[4] سورة الجن، آية: «18».

[5] و برواية: تطأ ثيابي.

[6] الخلفة: الاسهال.

[7] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 536 - 535.

و ذكره الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 225 - 223.