بازگشت

علمه بقرب أجله و فيمن حضر وصيته


«محمد بن يعقوب»: عن الحسين بن محمد، عن الحيراني، عن أبيه: أنه قال: كان يلزم باب أبي جعفر عليه السلام للخدمة التي كان و كل بها.

و كان أحمد بن محمد بن عيسي يجي ء في السحر في كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر عليه السلام.

و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر عليه السلام و بين أبي، اذا حضر قام أحمد و خلا به أبي.

فخرجت ذات ليلة، وقام أحمد عن المجلس و خلا أبي بالرسول، و استدار أحمد، فوقف حتي يسمع الكلام، فقال الرسول لأبي: ان مولاك يقرأ عليك السلام و يقول لك: اني ماض، و الأمر صائر الي ابني علي، و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي.

ثم مضي الرسول و رجع أحمد الي موضعه، و قال لأبي: ما الذي قال لك؟ قال: خيرا.



[ صفحه 208]



قال: قد سمعت ما قال، فلم تكتمه، و أعاد ما سمع.

فقال له أبي، قد حرم الله عليك ما فعلت، لأن الله تعالي يقول: (و لا تجسسوا)، فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج اليها يوما، و اياك أن تظهرها الي وقتها.

فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع، و ختمها و دفعها الي عشرة من وجوه العصابة، و قال: ان حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها، فافتحوها و اعملوا بما فيها.

فلما مضي أبوجعفر عليه السلام، ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتي قطع علي يديه نحو من أربعمائة انسان، و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج و يتفاوضون بهذا الأمر، فقال لهم: هذا ما أمرت به.

فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر ليتأكد هذا القول.

فقال لهم: قد أتاكم الله عزوجل به، و هذا أبوجعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة، و سأله أن يشهد بما عنده، فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا.

فدعاه أبي الي المباهلة، فقال: لما حقق عليه قال: قد سمعت ذلك، و هذه مكرمة، كنت أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم، فلم يبرح القوم حتي قالوا بالحق جميعا.

«و في رواية الصفواني»، أبي محمد بن جعفر الكوفي، عن محمد بن عيسي عن عبيد، عن محمد بن الحسين، سمع أحمد بن أبي خالد، مولي أبي جعفر، يحكي أنه علي هذه



[ صفحه 209]



الوصية المنسوخة، شهد أحمد بن أبي خالد مولي أبي جعفر عليه السلام.

أن أباجعفر محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أشهده أنه أوصي الي علي ابنه بنفسه و اخوانه، و جعل أمر موسي اذا بلغ اليه.

و جعل عبدالله بن المشاور قائما علي تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق، و غير ذلك، الي أن يبلغ علي بن محمد عليه السلام صير عبدالله بن المشاور ذلك اليوم ليقوم بأمر نفسه و اخواته.

و يصير أمر موسي اليه يقوم لنفسه بعدهما علي شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها.

و ذلك يوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة، سنة عشرين و مائتين. و كتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه، و شهد الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، و هو الجوابي علي مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب، و كتب شهادته بيده.

و شهد نصر الخادم و كتب شهادته بيده. [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 523 - 522.