بازگشت

علمه بما في نفس عبدالله بن رزين من معارضته في طريق زيادة جده الرسول


«محمد بن يعقوب»: عن الحسين بن محمد الأشعري قال: حدثني شيخ من أصحابنا يقال له (عبدالله بن رزين) قال:

كنت مجاورا بمدينة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و كان أبوجعفر عليه السلام يجي ء في كل يوم مع الزوال الي المسجد، فينزل في الصحن، و يصير الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يسلم عليه و يرجع الي بيت فاطمة عليهماالسلام فيخلع نعليه و يقوم فيصلي. و وسوس الي الشيطان فقال: اذا نزل فاذهب حتي تأخذ من التراب الذي يطأ عليه.

فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا.

فلما ان كان وقت الزوال أقبل عليه السلام علي حمار له، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه، و جاء حتي نزل علي الصخرة



[ صفحه 157]



التي علي باب المسجد. ثم دخل عليه السلام فسلم علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال: ثم رجع عليه السلام الي المكان الذي كان يصلي فيه ففعل هذا.

فقلت: اذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه. فلما أن كان من الغد، جاء عند الزوال، فنزل علي الصخرة، ثم دخل و سلم. فصلي في نعليه و لم يخلعهما، حتي فعل ذلك أياما.

فقلت في نفسي: لم يتهيأ لي ههنا، ولكن أذهب الي باب الحمام، فاذا دخل الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه، فسألت عن الحمام الذي يدخله عليه السلام، فقيل لي: انه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة.

فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام، و صرت الي باب الحمام، و جلست الي الطلحي أحدثه و أنا أنتظر مجيئه عليه السلام.

فقال الطلحي: ان أردت دخول الحمام فقم فادخل، فانه لا يتهيأ لك ذلك ساعة، قلت: و لم؟.

قال: لأن ابن الرضا عليه السلام يريد دخول الحمام.

قال: قلت: و من ابن الرضا؟

قال: رجل من آل محمد له صلاح و ورع.

قلت له: و لا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره؟

قال: نخلي له الحمام اذا جاء.

قال: فبينا أنا كذلك اذ أقبل عليه السلام و معه غلمان له، و بين



[ صفحه 158]



يديه غلام معه حصير، حتي أدخله المسلخ، فبسطه و وافي فسلم و دخل الحجرة علي حماره، و دخل المسلخ و نزل علي الحصير.

فقلت للطلحي: هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع.

فقال: يا هذا لا والله ما فعل هذا قط الا في هذا اليوم.

فقلت في نفسي: هذا من عملي أنا جنيته.

ثم قلت: أنتظره حتي يخرج، فلعلي أنال ما أردت اذا خرج.

فلما خرج عليه السلام و تلبس، دعا بالحمار، فأدخل المسلخ و ركب من فوق الحصير و خرج عليه السلام.

فقلت في نفسي: قد والله آذيته، و لا أعود أروم ما رمت منه أبدا. و صح عزمي علي ذلك.

فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم، أقبل عليه السلام علي حماره حتي نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن و دخل فسلم علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و جاء الي الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة عليهاالسلام، و خلع نعليه وقام يصلي. [1] .


پاورقي

[1] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 521 - 520.

و ذكره ابن شهرآشوب في المناقب ج 4 ص 396 - 395.