الامام محمد الجواد
سموت... و أنت سر في اعتقادي
بمنزلة الشغاف من الفؤاد
و رمز للأصالة و التسامي
و فيض للاحاطة و السداد
و كنز من كنوز العلم أضفي
علي الآفاق باب الاجتهاد
و ركب من فتوة هاشمي
حثيث الخطو... صلب الانقياد
ركينا... لم تزلزله الرزايا
و قد لاقي صنوف الاضطهاد
و تعركه الصروف فيحتويها
حديد الطرف... ممتنع الرقاد
يدير الحق في عزم و حزم
و يمضي الأمر في أي اعتداد
لقد نفست بك الدنيا فريدا
فحزت المجد فيها بانفراد
تعج بك المآثر و المعالي
و تفتخر الحواضر و البوادي
رأي التاريخ فيك عميد دين
رفيع الشأن... منتصب العماد
فقلدك الخلود... و كنت فذا
بعيد الغور... رحب الامتداد
تجلي نورك الألق اتقادا
فغطي كل نور و اتقاد
فأنت لكل مكرمة فتاها
و أنت الصوت فيها و المنادي
سليل محمد... و فتي علي
و صنو طريف مجدك و التلاد
فما «سقراط» الا مستمد
لحكمتك المنوطة بالرشاد
و «رسطاليس» قد قصرت يداه
و «افلاطون» دونك في العداد
[ صفحه 271]
و كل فضيلة رسمت... تنادي
بفضلك... و الشمائل... و الأيادي
أراد الله رفعك سرمديا
فأني تستطيل يد العباد؟
و أني يستعيد الشعر معني؟؟
و أنت بكل معني مستعاد
اذا العلماء قد منعوا حديثا
فقد نشرت فضائلك الأعادي
و ان حبس اللسان القول عيا
فمجدك ناطق في كل ناد
و ان عصفعت بمغناك الرزايا
فذكرك سائر بين البلاد
تؤم ضريحك الأرج المندي
و فود الله من حضر و باد
فيعمر بالصلاة و بالتناجي
و يزهر بالدعاء و بالسهاد
كأن المسك ضمخ جانبيه
بأشذاء الروائح و الغوادي
يباكره الندي غضا ذكيا
و يسقي روضه صوب العهاد
(أبا الهادي) سلام الله يسري
علي تاريخك النضر المعاد
و عمر بالصلاح قضي شبابا
ذخيرته المزيد من الجهاد
كأن الخمسة العشرين عاما
حياة معمر صلب القياد
كشف بها عن الأمد المجلي
و طلت بها الجياد من الطراد
سديد الرأي... لم تهدأ عصوفا
يحيل رؤي الطغاة الي رماد
و يعتصر النضال يحف عودا
ليوريه بأي شبا زناد
و يدفع بالضمير... و قد تهادي:
الي لقيا مراح مستراد
الي كنف الرجولة و المعالي
و أروقة المروءة و النجاد
فكان النبل مندفعا سيولا
و كان الفضل يزخر بازدياد
[ صفحه 272]
و سار العلم في ركب وقور
صليب العود... مخضر المداد
فللتاريخ ما أبقي جهاد
و للأجيال أصداء الجلاد
لقد ضمدت جرح الدين فيه
و هل تؤسي الجروح بلا ضماد
فأنت (العروة الوثقي) بحق
و حصن الله في الكرب الشداد
و (باب للحوائج) جئت أسعي
اليه... فطاب لي نيل المراد
و سرت علي خطاه بلا انحراف
و صرت علي هداه بلا ارتداد
علي باب الجواد أنخت ركبي
فكان الفتح في (باب الجواد)
و لا عجب... فقد قالوا قديما:
(و فدت علي الكريم بغير زاد)
[ صفحه 273]