كيفية اغتيال الامام
و الأمر المقطوع به الذي توصل اليه البحث أن الامام أبا جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) لم يمت حتف أنفه، و انما مات مسموما علي يد المعتصم العباسي.
و قد اختلفت الرواية في كيفية سمه و طريق ذلك علي أقوال:
1- أجمل ابن بابويه الأمر فقال:
سم المعتصم محمد بن علي (عليه السلام) [1] .
2- ان المعتصم أنفذ اليه شرب حماض الأترج تحت ختمه علي يدي أشناس، فقال للامام:
ان أميرالمؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي داؤد سعد بن الخصيب، و جماعة من المعروفين، و يأمرك أن تشرب منها بماء الثلج، و صنع في الحال، و قال: اشربها... و أصر علي ذلك، فشربها عالما بفعلهم. [2] .
3- ان المعتصم، أمر أحد وزرائه بأن يدعو الامام الي منزله علي وليمة فدعاه... فلما صار اليه طعم منها، فلما طعم أحسن السم، فدعا بدابته و ذهب الي داره، فلم يزل يومه ذلك و ليله، في خلفة (الهيضة و انطلاق البطن) حتي قبض (عليه السلام) [3] .
[ صفحه 250]
4- ان المعتصم جل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر الجواد (عليه السلام)، فأشار علي ابنة المأمون زوجته بأن تسمه، لأنه وقف علي انحرافها عنه... فأجابته الي ذلك، و جعلت سما في عنب رازفي، و وضعته بين يديه، فلما أكل منه ندمت و جعلت تبكي... و مات الامام سميما. [4] .
5- و روي المسعودي: أن جعفر بن المأمون قد حرض و أغري زوجة الامام أم الفضل - و كانت أخته لأمه و أبيه - علي أن تدس السم الي الامام ففعلت ما طلب منها. [5] .
و مهما يكن من أمر فقد استشهد الامام محمد الجواد (عليه السلام) مسموما، و فاضت روحه المقدسة، و التحق بالشهداء و الصالحين و الصديقين و حسن اؤلئك رفيقا.
و كانت وفاته يوم الثلاثاء باتفاق المؤرخين [6] و الأشهر و الذي عليه العمل و ترتيب الآثار أنه توفي في آخر ذي القعدة الحرام عام عشرين و مائتين. [7] .
و قيل أنه توفي في الحادي عشر من ذي القعدة. [8] .
و قيل أنه توفي في الخامس أو السادس من ذي الحجة [9] .
[ صفحه 251]
و أني كان يوم الوفاة، فقد ذهب الامام أبوجعفر محمد بن علي الجواد (صلوات الله عليه) شهيد صلابته و قيادته الفذة، و صريع مواهبه و كفايته النادرة، و له من العمر خمس و عشرون سنة. قال محمد بن سنان: قبض أبو جعفر محمد بن علي، و هو ابن خمس و عشرون سنة، و ثلاثة أشهر، و اثني عشر يوما، سنة عشرين و مائتين، عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة الا خمسة و عشرين يوما. [10] .
و كونه عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة يعني أنه تولي منصب الخلافة و عمره ست سنوات.
بينما ذهب آخرون أن مدة امامته سبع عشر سنة. أو ثماني عشرة سنة الا عشرين يوما. [11] .
[ صفحه 253]
پاورقي
[1] المجلسي / البحار 50 / 8 و انظر مصدره.
[2] ابن شهرآشوب / المناقب 4 / 379.
[3] العياشي / تفسير العياشي 1 / 320.
[4] المجلسي / بحارالأنوار 50 / 17 و انظر مصدره.
[5] المسعودي / اثبات الوصية / 90.
[6] الكليني / الكافي 1 / 297، الخطيب البغدادي / تاريخ بغداد 3 / 55، ابن خلكان / وفيات الأعيان 3 / 315، ابن الصباغ / الفصول / 258.
[7] ظ: الكليني / الكافي 1 / 492، المفيد / الارشاد / 368، الطوسي / التهذيب 6 / 90، ابن حجر / الصواعق / 123، الشبلنجي / نورالأبصار / 149.
[8] ظ: المجلسي / البحار 50 / 15، محمد حسن النجفي / جواهر الكلام 20 / 99.
[9] ظ: الكليني / الكافي 1 / 497، المسعودي / اثبات الوصية / 190.
[10] الأربلي / كشف الغمة 3 / 217.
[11] ظ، المجلسي / البحار / 50 / 7.