بازگشت

ترجمة الامام في لمحات غراء


باسمه تعالي

الامام محمد الجواد بن الامام علي الرضا بن الامام موسي الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي زين العابدين بن الامام الحسين - سيد الشهداء - بن الامام علي بن أبي طالب سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين (صلوات الله عليهم أجمعين).

و هو التاسع من أئمة أهل البيت المعصومين و خلفاء الله في العالمين.

ولد في المدينة المنورة عام 195 من الهجرة النبوية المباركة.

و اختلف في يوم ولادته و الشهر علي أقوال أبرزها:

1- احدي ليالي شهر رمضان المبارك [1] .

2- ليلة الجمعة من شهر رمضان لتسع عشرة ليلة خلت منه، أو لسبع عشرة ليلة مضت منه، أو في منتصف شهر رمضان، أو في الخامس منه. [2] .



[ صفحه 14]



3- في رجب، العاشر منه، و هي الرواية المعمول بها في النجف الأشرف بخاصة و العراق بعامة في الاحتفاء بمولده الشريف منذ أدركنا ذلك. [3] .

و يؤيده ما خرج عن السفير الثالث لصاحب الأمر عجل الله فرجه، أعني الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح (قدس سره):

((اللهم اني أسألك بالمولودين في رجب: محمد بن علي الثاني (الامام الجواد) و ابنه علي بن محمد المنتجب (الامام علي الهادي)).

يضاف الي ذلك قول ابن عياش:

((كان يوم العاشر من رجب مولد أبي جعفر الثاني (عليه السلام))) [4] .

و احتفي الامام علي بن موسي الرضا (عليه السلام)، و الهاشميون بهذا الوليد الجديد، و كان السرور غامرا لأهل بيت النبوة، و بهجة الامام الرضا ظاهرة بأشراقة نجله الوحيد، و أبدي عند ولادته من الاهتمام به ما روي عن السيدة حكيمة بنت الامام موسي بن جعفر (عليه السلام)، انها قالت:

((حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر، و قد دعاني الرضا (عليه السلام) فقال:

يا حكيمة! احضري ولادتها، و ادخلي و اياها و القابلة بيتا، و وضع لنا مصباحا... فأخذه بعد الولادة و وضعه في المهد، و قال لي: يا حكيمة الزمي مهده)). [5] .



[ صفحه 15]



و يبدو أن الامام (عليه السلام) قد سهر عنده لما ورد أنه ولد.

«و كان طول ليلته يناغيه في مهده» [6] .

و قد عبر الامام عن قيمة هذا الوليد الرسالية، و أعرب عن منزلته الكبري بما قاله لأصحابه:

«قد ولد لي شبيه موسي بن عمران فالق البحار، و شبيه عيسي بن مريم، قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة» [7] .

و قد اجريت للامام مراسيم الاستحباب الشرعية علي يد أبيه الامام الرضا، كما هي عادة الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).

و أشاد الرضا (عليه السلام) بجلالة ولده منذ اليوم الأول، و أشار الي عظيم بركته فقد روي عن علي بن أسباط، و عباد بن اسماعيل، قالا:

(انا لعند الرضا (عليه السلام) بمني، اذ جي ء بأبي جعفر (عليه السلام)، قلنا: هذا المولود المبارك؟ قال: نعم؛ هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام أعظم بركة منه) [8] .

و يبدو ان الامام الرضا (عليه السلام) كان يكرر هذا القول بالنسبة لولده الامام محمدالجواد، فقد روي أبو يحيي الصنعاني، قال:

«كنت عند الامام الرضا، فجي ء بابنه أبي جعفر (عليه السلام) و هو صغير، فقال: هذا المولود الذي لم يولد أعظم علي شيعتنا بركة منه» [9] .



[ صفحه 16]



و يظهر أن الامام (عليه السلام) يشير بلمح غيبي الي ما سيجري علي يدي ولده الامام محمد الجواد من الدلائل و البراهين - كما سنري - التي تثبت أولياء أهل البيت (عليهم السلام) علي مبدئهم، و التي تدفع بها الشبهات عن معتقدهم، فتشرئب لذلك الأعناق، و تتطامن الأساطين، و تعفو العقول و الأفكار و كان الامام قد بشر أصحابه بما وهب له الله تعالي فقال:

«ان الله قد وهب لي من يرثني و يرث من آل داوود» [10] .

و قد أضفي الامام الرضا (عليه السلام) الصفات المثلي علي ولده، و بما يؤول اليه أمره، فيعبر عنه أنه:

«الصادق و الصابر و الفاضل، و قرة أعين المؤمنين، و غيظ الكافرين» [11] .

و قد سمي الامام بما أعلنه الامام الرضا (عليه السلام): محمدا، و كناه بأبي جعفر. [12] .

و أورد الشيخ الصدوق، قال: «سمي محمد بن علي الثاني و عرف الامام بلقبه (الجواد) فكان علما له بين الناس و اشتهر ذلك علي ألسنة الخلائق.

و ظفر الامام بألقاب أبرزها: (المختار، و المرتضي، و المتوكل، و المتقي، و الزكي، و النقي، و المنتجب، و المرتضي، و القانع، و العالم» [13] .



[ صفحه 17]



و كانت كنيته كنية جده الامام محمد الباقر (عليه السلام)، و هي:

أبو جعفر، و للتفريق بينهما يقال للامام الباقر: أبو جعفر الأول، و يقال للامام الجواد: أبو جعفر الثاني.

و كما اتحدت الكنيتان، فقد اتحد الاسمان ذاتا و أبا، فالامام الباقر: محمد بن علي، و الامام الجواد: محمد بن علي.

و للتفريق بينهما في الروايات يقال للامام الباقر: محمد بن علي الأول. و يقال للامام الجواد: محمد بن علي الثاني.

و قد اشتهر الامام محمد الجواد في العراق بأنه: (باب المراد) و امتد هذا التعبير عبر القصبات و البقاع و الأقاليم، فكان لقبا له عند جميع المسلمين، بل علما دالا عليه لأنه: «باب من أبواب الرحمة الالهية التي يلجأ اليها الملهوفون، و ذووا الحاجة لدفع ما ألم بهم من مكاره الدهر و فجائع الأيام». [14] .

و كان تحقق المراد بالدعاء عند ضريحه الشريف أصل هذا القلب، و كانت تلبية الطلبات لديه متواترة، حتي شاع ذلك بين الناس، و حتي يقال عند زيارته علي ألسنة الجماهير الموقنة:

السلام علي باب المراد الامام محمد الجواد.

أما أمه فهي السيدة الفاضلة سبيكة كما نص علي ذلك المحققون [15] .



[ صفحه 18]



و صحف في بعض المصادر الي سكينة. [16] .

قد ورد أن الامام الرضا (عليه السلام) سماها: الخيزران [17] .

و قيل أن اسمها: درة، كما في بعض المصادر. [18] .

و سميت بمصادر أخري باسم ريحانه. [19] .

و مهما يكن من أمر، فقد ورد أنها: «كانت أفضل نساء زمانها» [20] .

و روي أنها كانت من أهل بيت مارية القبطية أم ابراهيم بن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). [21] .

و ورد أيضا أنه: أبيض معتدل. [22] .

و في بعض الروايات أنه: شديد الأدمة [23] أي شديد السمرة.

و قد اعتبرت هذه الرواية شاذة، وعدها سيدنا الأستاذ الخوئي من الموضوعات. [24] .



[ صفحه 19]



و مع هذا فقد ورد عن عسكر مولي الامام محمد الجواد (عليه السلام)، يقول:

«دخلت عليه - يعني الامام الجواد - فقلت في نفسي:

يا سبحان الله!! ما أشد سمرة مولاي و أضوء جسده!» [25] .

و ما تردد في مسألة اللون، فهذا مما لا يؤخر شيئا و لا يقدمه، فهو خلق الله.

و كان نقش خاتم الامام متميزا في دلالته، رفيعا في مداركه، بز به الطغاة، و هزأ بالمستكبرين، اذ كتب عليه «العزة لله» [26] .

و قيل: ان نقش خاتمه: «نعم القادر الله» [27] .

و قيل: كان مكتوبا عليه: «حسبي الله». [28] .

و مهما يكن من أمر فهو مرتبط بالله عزوجل عزة، أو قدرة، أو حسبي.



[ صفحه 21]




پاورقي

[1] ظ، الكليني / الكافي 1 / 492 به اضافه المفيد / الارشاد / 339، الطوسي / تهذيب الأحكام 6 / 90، المجلسي / البحار / 1 - 2 - 11، جواهر الكلام 20 / 99.

[2] ظ: المسعودي / اثبات الوصية / 181، ابن شهرآشوب / وفيات الأعيان 3 / 315، المجلسي / البحار 50 / 1 - 2 - 7 - 11 - 13 و سواها.

[3] ابن شهرآشوب / المناقب 2 / 426، ابن طعمة / مطالب السؤول 2 / 74، البحار / 13 - 11 - 50، حيدر الحسني / عمدة الزائر 323 / 323.

[4] المجلسي / بحارالأنوار 50 / 14.

[5] ابن شهر آشوب / المناقب 4 / 394، المجلسي / بحارالأنوار 50 / 10.

[6] المسعودي / اثبات الوصية / 81، المجلسي / البحار 50 / 15.

[7] المجلسي / بحارالأنوار 50 / 15 و انظر مصدره.

[8] المصدر نفسه 50 / 20.

[9] الكليني / الكافي 1 / 321.

[10] الصفار / بصائر الدرجات / 138، الطوسي / التهذيب 6 / 90، الداوودي / عمدة الطالب / 187، ابن العماد و شذرات الذهب / 48، القندوزي / الينابيع / 385.

[11] الصدوق / عيون أخبار الرضا 2 / 250.

[12] الخطيب / تاريخ بغداد / 138، الطوسي / التهذيب 6 / 90، الداوودي / عمدة الطالب / 187، ابن العماد و شذرات الذهب / 48، القندوزي / الينابيع / 385.

[13] الصدوق / معاني الأخبار / 65.

[14] باقر شريف القرشي / حياة الامام الجواد / 26.

[15] ظ: الكليني / الكافي / 492، المسعودي / اثبات الوصية / 181، المفيد / الارشاد / 356، المجلسي / البحار 50 / 13 - 7 - 2 - 1.

[16] ظ، الكافي 1 / 492، الطوسي / التهذيب.

[17] ظ: الكليني / الكافي 1 / 492، الطوسي / التهذيب 6 / 90.

[18] ظ: المجلسي / البحار 50 / 7.

[19] ظ: المصدر السابق 50 / 11 - 7، حيدر الحسني / عمدة الزائر / 324.

[20] المسعودي / اثبات الوصية / 181.

[21] الكليني / الكافي / 492، المجلسي / البحار.

[22] ظ: المجلسي / بحارالأنوار 50 / 15، و انظر مصدره.

[23] المصدر نفسه، 50 / 8.

[24] ظ: باقر القرشي / حياة الامام الجواد م 27 عن مصباح الفقاهة.

[25] ظ: ابن شهرآشوب / المناقب 4 / 387، المجلسي / البحار 50 / 55.

[26] الطبري / دلائل الامامة / 209.

[27] ظ: المجلسي / بحار الأنوار / 209.

[28] ظ: باقر القرشي / حياة الامام محمد الجواد / 27 عن مكارم الأخلاق / 92.