ركنان تقوم عليهما الامامة
و من هنا: فقد كان طبيعيا أن يكون صرح الامامة قائما علي ركنين،
[ صفحه 72]
و أساسين اثنين [1] ، لو فقد أي منهما، فانها تفقد مضمونها من الأساس. و هذان الركنان هما:
الأول: النص.
الثاني: العلم الخاص، الذي اختص به الأئمة «عليهم السلام» و أخذوه بالالهام أو عن آبائهم عليهم الصلاة والسلام، عن النبي «صلي الله عليه و آله».
هذا بالاضافة: الي سائر ما يؤكد ما هم عليه من الجدارة و الأهلية، و القدرة علي النهوض بأعباء المسؤولية..
الأمر الذي يعني: توفي الخصائص و الملكات لمثل هذا المقام العظيم، و كل ما من شأنه أن يحفظ المسيرة، و يضمن سلامة الاتجاه، كصفة «العصمة» و التدبير، و الحكمة، و الشجاعة، و الكرم، و ما الي ذلك..
و من أجل ذلك: نجد اهتمام الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام بأبراز تلكم الأمور، و لاسيما ذينك الركنين الهامين في المناسبات المختلفة،
[ صفحه 73]
و لا يثنيهم عن ذلك احتمالات مواجهة المشاق و التعرض للأخطار - نتيجة ذلك -، مهما عظمت..
پاورقي
[1] أضاف المحقق البحاثة، الشيخ علي الأحمدي حفظه الله - حينما قرأ هذا البحث - ركنا ثالثا، و هو: «العصمة».
و نقول له: لا شك في أن العصمة ركن في الامامة.. ولكن نظرنا هنا الي خصوص الأركان التي من شأنها أن تكون حاسمة في مجال اثبات الامامة، و تشييد صرحها في مقابل الخصوم و غيرهم علي حد سواء.. حيث لابد لكل أحد من التسليم و البخوع لهذين الركنين في مختلف الظروف، و سائر الأحوال.