بازگشت

بطلان استدلال الواقفة


و مهما يكن من أمر: فانهم استدلوا علي ذلك، حسبما جاء في المصادر، بأنه: «لو جاز أن يأمر الله عزوجل بطاعة غير بالغ، لجاز أن يكلف غير



[ صفحه 44]



بالغ، فكما لا يعقل أن يحتمل التكليف غير بالغ، فكذلك لا يفهم القضاء بين الناس، و دقيقه، و جليله، و غامض الأحكام، و شرايع الدين، و جميع ما أتي به النبي «صلي الله عليه و آله»، و ما تحتاج اليه الأمة يوم القيامة، من أمر دينها و دنياها طفل غير بالغ.

و لو جاز أن يفهم ذلك من نزل عن حد البلوغ درجة، لجاز أن يفهم ذلك من نزل عن حد البلوغ درجتين، و ثلاثا، و أربعا، راجعا الي الطفولية، حتي يجوز أن يفهم ذلك طفل في المهد و الخرق، و ذلك غير معقول، و لا مفهوم، و لا متعارف» انتهي [1] .

ولكن الاجابة عما ذكروه: كانت سهلة و واضحة جدا، و لأجل ذلك لم يعبأ أحد بمقالتهم، فان النبي عيسي «عليه السلام» قد قام بالحجة، و هو ابن أقل من ثلاث سنين: (قال اني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا) [2] كما ورد في الروايات و بعضها تقول: سنتين..

و قال تعالي في حق النبي يحيي «عليه السلام»: (و آتيناه الحكم صبيا) [3] كما أن داود جعل سليمان خليفة له، و هو صبي يرعي الغنم، ثم هناك قضية ايمان علي «عليه السلام»، و هو ابن تسع سنين، و قول الله



[ صفحه 45]



عزوجل: (قل هذه سبيلي أدعوا الي الله علي بصيرة أنا و من اتبعني) [4] .

و تقدم أيضا: جواب الريان بن الصلت ليونس بن عبدالرحمن.. الي غير ذلك من الأجوبة القاطعة، التي لا مجال لها هنا.


پاورقي

[1] راجع المصادر في الهامشين السابقين.

[2] الآية 30 من سورة مريم.

[3] الآية 12 من سورة مريم.

[4] الآية 108 من سورة يوسف.