بازگشت

الامام الجواد ليس هو السبب


و هذا معناه: أن عودتهم الي الوقف لم يكن بسبب صغر سن الامام الجواد «عليه السلام»، اذ لو كان الأمر كذلك لكان اللازم عليهم الوقف علي الامام الرضا «عليه السلام»، لا العودة الي الوقف علي الامام الكاظم «عليه السلام»..

كما أن الذين قالوا بامامة أحمد بن موسي، لم يكن قولهم بامامته الا امتدادا لانتقالهم اليه من أبيه موسي مباشرة، ثم أظهروا القول بامامة الرضا «عليه السلام» انسياقا مع التيار، لا عن قناعة حقيقية به، ثم عادوا الي ما كانوا عليه كما سيوضحه لنا النصان التاليان:



[ صفحه 43]



قال النوبختي و غيره: «و كان سبب الفرقتين، اللتين ائتمت واحدة منهما بأحمد بن موسي، و رجعت الأخري الي القول بالوقف: أن أباالحسن الرضا «عليه السلام» توفي، و ابنه محمد ابن سبع سنين، فاستصبوه، و استصغروه، و قالوا: لا يجوز الامام الا بالغا» [1] .

و علي حد تعبير الشهرستاني: «ان من الشيعة من قال بامامة أحمد بن موسي بن جعفر، دون أخيه علي الرضا. و من قال بعلي، شك أولا في محمد بن علي، اذ مات أبوه و هو صغير، غير مستحق للامامة، و لا علم عنده بمناهجها، و ثبت قوم علي امامته» [2] .

و بذلك يعلم: أن سعيهم لابطال امامة الجواد «عليه السلام» قد جاء علي سبيل الكيد و المناكدة، و لم يكن صغر سنه هو السبب الحقيقي في عودتهم الي الوقف علي الامام الكاظم «عليه السلام»، أو الي امامة ولده أحمد.. اذ لو كانوا صادقين في ذلك، لكان عليهم أن يعترفوا بامامة الامام الرضا «عليه السلام» كما أشرنا اليه..


پاورقي

[1] فرق الشيعة ص 98 - 97، و المقالات و الفرق ص 95 و الفصول المختارة من العيون و المحاسن ص 256، و نظرية الامامة ص 390 عن النوبختي.

[2] الملل و النحل ج 1 ص 169.