بازگشت

من خصائص الشيعة (الاعتماد علي العقل و الفطرة)


لقد امتاز الشيعة الامامية، و بتأثير من تعليم أئمتهم الأطهار، و التزاما منهم بمنهج القرآن - امتازوا - بالاعتماد علي العقل و الفطرة الانسانية، و الخضوع لقضائهما، و الالتزام بأحكمهما في أصول عقائدهم.

أي في التوحيد، و صفات الله الثبوتية، و السلبية، و الاعتقاد بالعدل الالهي و بالنبوات و بالامامة، و بالجزاء..

و هذا الأمر.. أعني اعطاء العقل دوره فيما تتوافق العقول علي ادراكه، لم يكن أمرا عارضا، و لا حالة استثنائية عند الشيعة. و انما هو من الأمور المتأصلة في فكرهم، و يتخذ صفة العمق، و التجذر، و الرسوخ في مختلف مناحي ثقافتهم، و معارفهم بصورة عامة.

و قد نبغ فيهم و منهم كبار المتكلمين، و أرباب الفكر المبدع، و القريحة الخلافة، من أمثال هشام بن الحكم، و هشام بن سالم، و أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول، المعروف بمؤمن الطاق عند الشيعة، و بشيطان الطاق عند أهل السنة، وعلي بن اسماعيل الميثمي، و غيرهم، و غيرهم، ثم تلامذتهم من بعدهم..



[ صفحه 26]



بل ان الاعتزال الذي يعتبر متطرفا في الاعتماد علي العقل و أحكامه، انما اعتمد في أعظم ركنين فيه، و هما: «التوحيد، و العدل» علي أقوال الامام علي أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام، التي انطلقت من قضاء الفطرة، و أحكام العقل الصحيحة و السليمة.

اذن.. فلم يكن للشيعة أن يقبلوا بأمر يخالف صريح حكم العقل، ولكنهم حين يقوم عندهم برهان ساطع، و دليل قاطع، علي أمر ليس للعقل سبيل الي ادراك جميع خصائصه، و خباياه، و ميزاته، و خفاياه، فانهم يجدون أنفسهم ملزمين بقبوله مادام أنه مما تعنو له آراؤهم، و تنقاد له عقولهم بالخضوع و التسليم..