بازگشت

لا مجال للمجازفة


و اذن.. فلم يكن للأئمة عليهم الصلاة والسلام و الحالة هذه: أن يقدموا علي المجازفة بزج الأمة في صراع لن تكون نتيجته سوي الفشل الذريع، و الخيبة القاتلة، في ظروف كهذه في ذلك الوقت الراهن علي الأقل..

لأن معني ذلك هو: أن ينتهي أمرهم، و تتلاشي دعوتهم، بسهولة و يسر، تماما كما كان الحال بالنسبة للزيدية و أضرابهم [1] .

و من الواضح: أن انهاء أمر الأئمة «عليهم السلام» انما يعني انهاء أمر الاسلام و الأمة، و تدميرهما، و القضاء علي كل نبضات الحياة و الحركة فيهما، و ذلك من الخطورة بحيث لا يبقي لدي الانسان المنصف ما يناسبه من فنون التعبير عن قباحته، و لن يقنع أكثر الناس تسامحا، و امعانا في اللامبالاة بأن يصفه بأنه خطأ فاحش في السياسية، و سفه في التدبير.. و خيانة ما بعدها خيانة.

و حسبنا ما ذكرناه هنا.. و لننتقل الي الكلام عن الحياة السياسية للامام الجواد «عليه السلام».. ف: الي ما يلي من صفحات..



[ صفحه 25]




پاورقي

[1] راجع فيما تقدم: نقش الخواتيم لدي الأئمة عليهم السلام ص 38 - 39.