بازگشت

كلمة ختامية


و بعد.. فقد كانت تلك دراسة موجزة، و سريعة جدا حول الحياة «السياسية للامام الجواد» عليه التحية والصلاة والسلام..

و يمكن أن يكون قد اتضح منها، ولو بشكل محدود، أهمية ما قام به هذا الامام العظيم من أثر في تثبيت قواعد الدين، و الحفاظ علي خط الامامة، و في التمهيد لذلك الحدث الكبير و العظيم، الذي تجسد بامامة الامام المهدي أرواحنا فداه، و هو صبي صغير السن، ثم غيبته الصغري و الكبري عجل الله تعالي فرجه الشريف..

و اذا كانت ثمة أحداث كبري لا تنسي في حياة الأمة و الأئمة عليهم الصلاة والسلام، فان هذا الحدث لابد أن يكون منها، و في طليعتها أيضا، فانه لا يقل في أهميته عن هدنة الامام الحسن «عليه السلام» مثلا، و لا عن البيعة بولاية العهد للامام علي الرضا «عليه السلام» و لا عن غيرهما من الأحداث الهامة و الخطيرة.. و ذلك لأنه يرتبط مباشرة بالهيكلية العقائدية للأئمة و لهذه الطائفة، التي تدين باستمرار خط الامامة فيهم عليهم الصلاة والسلام.. و يمسها في الصميم.



[ صفحه 164]



نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لدراسة حياة الأئمة عليهم الصلاة والسلام من كافة جوانبها، للاستفادة منها في حياتنا الفكرية و العملية.. فانهم «عليهم السلام» هم القدوة، و هم الأسوة، و هم أئمة الهدي، و أعلام التقي، و سفن النجاة..

و أنني اذ أعتذر للقاري ء الكريم عن عدم تمكني في هذه العجالة من القيام بدراسة مستوعبة و شاملة لحياة هذا الامام العظيم.. فانني أطلب منه أن يتحفني بآرائه، و بملاحظاته حول هذا البحث المقتضب.. و له مني جزيل الشكر، و وافر التقدير..

والله هو الموفق، و المسدد، و هو المعين، و هو الهادي.

يوم الجمعة: 8 جمادي الأولي 1406 هجري قمري.

جعفر مرتضي الحسيني العاملي