بازگشت

اهم الثورات العلوية في عصر الامام الجواد


رغم ان السلطة العباسية في عهد المأمون بن الرشيد قد بذلت وسعها من أجل اقناع اتباع اهل البيت عليهم السلام بالتخلي عن معارضة الحكم العباسي، حيث سلكت لتحقيق هذا الهدف وسائل شتي كان في طليعتها اسناد منصب ولاية عهد المأمون الي الامام علي بن موسي الرضا (ع)، و اسناد مناصب اخري متفاوتة الي عدد من اصحاب الائمة (ع)... اقول رغم محاولة السلطة العباسية المذكورة فأن



[ صفحه 137]



اتباع أهل البيت (ع) كانوا يشخصون ان هذه الاعمال الترقيعية لا تهدف الا الي التخدير و كسب الوقت ليس الا لا سيما و ان الحكم العباسي في عصر المأمون قد تعرض الي ازمات سياسية حادة كان في مقدمتها الانشقاق بين الأمين و المأمون، و ما تبعه من تمزق في صف الدولة، لم ينته الا بعد قتل الأمين، و السيطرة علي بغداد من قبل انصار المأمون.

و من أجل ذلك بقي اتباع الائمة (ع) عند موقفهم الرافض للسلطات العباسية مهما تظاهرت بالاقتراب الي الائمة و اتباعهم، و لذا فأن الثوار العلويين و اتباعهم لم يضعوا السيوف رغم الوعود والدعاوي العريضة.

و قد كان نصيب عهد المأمون من الانتفاضات العلوية كبيرا، كما كان عهد خليفته المعتصم.

و قد اخفقت كافة محاولات التصفية و الأبادة للثوار العلويين في ايقاف حركة الرفض للانحراف العباسي التي كان عاملان اساسيان يساعدان علي تناميها و استمراريتها:

1- العامل الاول: استمرار حركة الائمة (ع) التغييرية في الامة كانت توفر الارضية لنمو الثورة في احضان الامة، فكلما أخمد الطغاة انتفاضة علوية أو شيعية حتي و فرت الامة بديلالها.

2- العامل الثاني: استمرار الحكم العباسي في زرع الانحراف و رعايته للفساد و عدم تمتعه بالشرعيه يوفر عاملا اساسيا للرفض و الثورة من قبل الحريصين علي رسالة الله و حدودها المباركة، كما تجسده مفاهيم الثوار قاطبة [1] .



[ صفحه 138]



اما أهم الثورات العلوية الشيعية التي تفجرت في عصر امامة أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد (ع) فهي:


پاورقي

[1] ينظر مقاتل الطالبيين لاستقصاء مفاهيم الثوار و رؤاهم.