بازگشت

مقدمة


فرضت علي التاريخ الاسلامي منذ نهضة أبي عبدالله الحسين السبط عليه السلام ظاهرة الانتفاضات العلوية علي الظالمين عبر التاريخ الاموي و العباسي، فلم يهدأ صليل سيوف «الخارجين» علي الطواغيت لأنتفاضة باسلة الا ليقض مضاجع الظلم ثوار آخرون.

و هكذا تفجرت ثورة زيد بن علي بن الحسين (ع)، و ثورة النفس الزكية و ثورة حسين فخ و غيرها ليبقي دوي الرفض الاسلامي متلاحقا في مسيرة المسلمين يوقظ الغافلين عن الحق و يؤرق ليل الطغاة والظالمين.

و قد حمل التاريخ الاسلامي ثناء جميلا من الائمة الهداة من اهل البيت (ع) علي الثورات و الثوار، و استنزل البعض منهم علي الثائرين رحمة الله و بركاته و رضوانه.

فالامام جعفر بن محمد الصادق (ع) يقيم حركة زيد بن علي (ع) بقوله: «رحم الله عمي زيدا انه دعا الي الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفي الله من ذلك انه قال: ادعوكم الي الرضا من آل محمد» [1] .



[ صفحه 136]



و يقول الامام الصادق (ع): «لا أزال أنا و شيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمد، و لو ددت أن الخارجي من آل محمد خرج و علي نفقة عياله» [2] .

و يقول الامام الكاظم (ع) و هو يودع ابن عمه الحسين بن علي قتيل فخ: «يابن عم انك مقتول... فأحد الضراب، فأن القوم فساق يظهرون ايمانا، و يضمرون نفاقا و شركا فأنا لله و انا اليه راجعون و عند الله احتسبكم من عصبة» [3] .

و رغم ان التاريخ لم يسعفنا بتصريحات للامام الجواد (ع) حول الثوار العلويين في عصره، فأن تبني الائمة (ع) للمخلصين من الثوار لا يحتاج الي دليل.


پاورقي

[1] مقدمة تاريخ الامامية للدكتور عبدالله الفياض نقلا عن وسائل الشيعة.

[2] مقدمة تاريخ الامامية للدكتور عبدالله الفياض نقلا عن السرائر لأبن ادريس و معني الخارجي: (الخارج علي الظلم) الثائر علي الظلم.

[3] مقاتل الطالبيين ص 447.