بازگشت

ارشاد الامة الي وصي الرسول العاشر


رغم وجود النص العام من رسول الله (ص) علي أوصيائه الهداة عليهم الصلاة و السلام، فأن من مهمات أي وصي امام أن يدل الامة علي الامام الذي يليه، بالشكل الذي تسمح به ظروفه الموضوعية.

و نهوضا بهذه المهمة الشرعية سمي كل امام من ائمة اهل البيت (ع) الامام الذي بعده، و قد نهض الامام محمد بن علي الجواد (ع) بذلك اسوة بآبائه الهداة الراشدين من خلال عدة وصايا و ارشادات و مواقف نذكر منها ما يلي:

اخرج محمد بن يعقوب (رض) بسنده عن اسماعيل بن مهران قال: «لما خرج ابوجعفر عليه السلام من المدينة الي بغداد في الدفعة الاولي من خرجتيه، قلت له عند خروجه جعلت فداك اني اخاف عليك من هذا الوجه، فالي من الامر بعدك؟ فكر بوجهه الي ضاحكا، و قال: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة، فلما أخرج به الثانية الي المعتصم صرت، فقلت له: جعلت فداك أنت خارج،



[ صفحه 131]



قال من هذا الأمر من بعدك؟ فبكي حتي اخضلت لحيته، ثم التفت الي، فقال: عند هذه يخاف علي، الامر من بعدي الي ابني علي» [1] .

أخرج الشيخ المفيد بأسناده عن الخيراني عن أبيه انه قال: كنت الزم باب أبي جعفر (ع) للخدمة التي و كلت بها، و كان أحمد بن محمد بن عيسي الاشعري يجي ء في السحر من آخر كل ليلة ليتعرف خبر علة أبي جعفر عليه السلام و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر و بين الخيراني اذا حضر قام أحمد و خلا به الرسول قال الخيراني فخرج ذات ليلة و قام احمد بن محمد بن عيسي عن المجلس و خلا بي الرسول و استدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول ان مولاك يقرأ عليك السلام و يقول لك اني ماض و الأمر صائر الي ابني علي و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعدا بي ثم مضي الرسول و رجع أحمد الي موضعه فقال لي ما الذي قال لك؟ قلت خيرا قال قد سمعت ما قال و أعاد علي ما سمع فقلت له قد حرم الله عليك ما فعلت لأن الله يقول: (و لا تجسسوا) فاذا سمعت فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج اليها يوما و اياك ان تظهر الي وقتها قال و اصبحت و كتبت نسخة الرسالة في عشر رقاع و ختمتها و دفعتها الي عشرة من وجوه أصحابنا و قلت ان حدث بي حدث الموت قبل ان اطالبكم بها فافتحوها و اعملوا بما فيها فلما مضي أبوجعفر عليه السلام لم أخرج من منزلي حتي عرفت ان رؤساء العصابة قد اجتمعوا عند محمد ابن الفرج يتفاوضون في الأمر فكتب الي محمد بن الفرج يعلمني



[ صفحه 132]



باجتماعهم عنده و يقول لولا مخافة الشهرة لصرت معهم اليك فاحب ان تركب الي فركبت و صرت اليه فوجدت القوم مجتمعين عنده فتجارينا في الباب فوجدت أكثرهم قد شكوا فقلت لمن عنده الرقاع و هم حضور اخرجوا تلك الرقاع فاخرجوها فقلت لهم هذا ما امرت به فقال بعضهم قد كنا نحب ان يكون معك في هذا الأمر آخر ليتأكد هذا القول فقلت لهم قد اتاكم الله بما تحبون هذا أبوجعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة فاسألوه فسأله القوم فتوقف عن الشهادة فدعوته الي المباهلة فخاف منها و قال قد سمعت ذلك و هي مكرمة كنت احب ان تكون لرجل من العرب فأما مع المباهلة فلا طريق الي كتمان الشهادة فلم يبرح القوم حتي سلموا لأبي الحسن عليه السلام [2] .



[ صفحه 135]




پاورقي

[1] اصول الكافي ج 1 ص 323.

[2] الارشاد ص 329 - 328.