بازگشت

جهود الامام في بلورة مفهوم التوحيد


يعد مفهوم التوحيد في الرسالة الاسلامية المسألة المركزية في الفكر الاسلامي، و رغم ما بذل القرآن الكريم و الرسول الاعظم و أوصياؤه عليهم السلام من جهود كبيرة من أجل بلورة هذا المفهوم العظيم في اذهان المسلمين، الا ان المذاهب الفكرية العديدة و المدارس الفلسفية التي ظهرت في دنيا المسلمين خصوصا في العهد الاموي و العهد العباسي قد بثت افكارا و تصورات عن جوانب كثيرة من هذه المسألة نأت بها بعيدا عن الحق و الصراط المستقيم، تأثرا بالثقافات الشرقية و الغربية القديمة التي دخلت ثقافة المسلمين بعد الفتح، و بعد حركة الترجمة الواسعة لتلك الثقافات كثقافة الاغريق و الثقافة الهندية القديمة و ثقافة بلاد فارس، و الفكر اليهودي و النصراني و أمثال ذلك، كما أن جمود بعض المدارس الفكرية عند ظواهر النصوص الواردة في القرآن الكريم، و عدم الرجوع للقرائن ساهم في درجة ما في تبني أفكار و تصورات بعيدة عن استقامة و سلامة التوحيد الحق.

و رغم ما بذله الأئمة الاول «آباء الامام الجواد» عليهم السلام بخصوص هذه المسألة الا أن مساحة تحرك الأئمة الذين عاصروا أواخر أيام الدولة الاموية، و مختلف مراحل الدولة العباسية كانت



[ صفحه 124]



أكبر بسبب استشراء فكر البلاد المفتوحة و شيوع كثير من المفاهيم في بلاد المسلمين، اضافة الي توفر مساحات واسعة من الامكانات لانتشار تلك الافكار، اما بقصد من بعض السلاطين أو عدم حرصهم علي المصلحة الاسلامية العليا، و لا ننسي جهل البعض منهم و غباءه اللذين يحولان دون تفهم مخاطر تلك الافكار المنحرفة التي انتشرت في بلاد المسلمين.

لقد كان لجهود الامام الصادق و من بعده [1] من الائمة الفضل الاكبر في بلورة خط التوحيد الخالص لما عقدوه من مناقشات، و حوارات فكرية مميزة في هذا السبيل، كالحوارات مع المعتزلة و الاشاعرة و الزنادقة و أصحاب الاديان و أمثالهم من ذوي التصورات الخاطئة، و كان للامام الجواد (ع) يد بيضاء في هذا السبيل مما حفظته كتب السيرة و العقيدة بعضه علي شكل احاديث و مناقشات و اجابات علي اسئلة، بلورة لحقيقة هذا المفهوم الاساسي في الرسالة الالهية، و دحضا للمقولات التي تبناها المنحرفون قبال المتبنيات الحقيقة في هذا السبيل. و هذه بعض من نشاطات الامام الجواد (ع) في هذا السبيل:


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 118.