بازگشت

الجواد ينهض بأعباء الامامة


من خلال الاحاديث الواردة عن اهل بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام و غيرهم بشأن الامام الجواد عليه السلام تتجلي حقيقتان:

1) انه امام مفترض الطاعة من قبل الله تعالي، و ان امامة المسلمين قد انتهت اليه بعد ابيه علي بن موسي الرضا عليه السلام، بعهد من الله و علي لسان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - كما سيرد -.



[ صفحه 25]



2) ان الامام الجواد (ع) نهض باعباء الامامة الشرعية للمسلمين و هو لما يبلغ الحلم أسوة بعيسي بن مريم نبي الله صلي الله عليه حيث نهض باعباء الرسالة و هو في سن مبكرة، الامر الذي اشارت اليه جملة من الاحاديث.

فقد أخرج ثقة الاسلام أبوجعفر الكليني الرازي بسنده عن صفوان بن يحيي قال قلت للرضا عليه السلام: قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أباجعفر، فكنت تقول: «يهب الله لي غلاما، فقد وهبه الله لك، فأقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، فان كان كون فالي من؟ فأشار بيده الي أبي جعفر و هو قائم بين يديه، فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين فقال: و ما يضره من ذلك، فقد قام عيسي عليه السلام بالحجة و هو ابن ثلاث سنين» [1] .

علي أن الحقيقة الثانية التي انفرد بها الوصي التاسع من أوصياء رسول الله (ص) قد أوجدت حالة من التساول لدي اتباع أهل البيت عليهم السلام و حالة في التشكيك لدي اتباع الخطوط الفكرية الاخري المعاصرة للامام عليه السلام.

فمن مصاديق التساؤل ما أورده ثقة الاسلام الكليني بأسناده عن يحيي بن حبيب الزيات قال: اخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا عليه السلام جالسا... فلما نهضوا قال لهم: «القوا أباجعفر فسلموا عليه و أحدثوا به عهدا، فلما نهض القوم التفت الي فقال: «يرحم الله المفضل انه كان ليقنع بدون هذا [2] .



[ صفحه 26]



و عن الكليني (رض) ايضا بأسناده عن الخير اني عن أبيه قال: «كنت واقفا بين يدي أبي الحسن عليه السلام بخراسان فقال له قائل: يا سيدي ان كان كون فالي من؟ قال: الي أبي جعفر ابني، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر عليه السلام، فقال ابوالحسن عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي بعث عيسي بن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتداة في أصغر من السن الذي فيه أبوجعفر» [3] .

و يشير بعض المؤرخين الي ان الحيرة و الاختلاف بين اتباع أهل البيت بسبب تصدي أبي جعفر (ع) للامامة و هو في سن مبكرة قد بلغت مبلغا خطيرا بعد وفاة أبيه حيث كان عمره دون السابعة - كما تشير بعض الروايات - [4] اوثماني سنوات كما تشير أخري.

و من مصاديق التشكيك لدي المخالفين ما رواه المؤرخون عن موقف العباسيين من المأمون العباسي حين عزم علي تزويج ابنته أم الفضل للامام الجواد (ع).

فقد ورد في احتجاج أولئك علي صاحبهم بهذا الصدد ما يلي: «ان هذا الفتي و ان راقك منه هديه فأنه صبي لا معرفة له، و لا فقه فأمهله ليتأدب و يتفقه في الدين...» [5] .

غير ان تلك المواقف المشككة بما أوتي الامام الجواد (ع) من الفضل والعلم والحكمة بددتها ثلاث حقائق - مجتمعة أوكل علي انفراد -.



[ صفحه 27]




پاورقي

[1] الكافي ج 1، ص 321، ط 1388،3 ه دارالكتب الاسلامية / طهران.

[2] الكافي ج 1، ص 320، و ارشاد الشيخ المفيد ص 319.

[3] كلا المصدرين ص 322 و ص 319.

[4] حلية الابرار / السيد هاشم البحراني (م» 1091 ه») ج 2، ص 396 ط، العلمية قم.

[5] الارشاد: الشيخ المفيد (ت 413 ه) ص 320 ط، مكتبة بصيرتي / قم.