بازگشت

مقدمة


لا يمكن من الناحية التاريخية أن يفصل دور أي أمام من ائمة أهل البيت عليهم السلام عن دور من سبقه من الائمة أو دور من يليه منهم، بالنظر لتكامل الادوار و الاعمال و المهمات التي ينهضون بها.

و اذا كان هناك من اختلاف بين الأدوار التي نهض بها الأئمة عليهم السلام من أجل دفع حركة الاسلام التاريخية للأمام، فان ذلك ناشي ء عن الأختلاف في الظروف السياسية وارضية الواقع التي تحركوا عليها اضافة الي مقتضيات الحكمة و المصلحة الاسلامية العليا و ضرورات المرحلة التي عاشوها، و لذا فأن لجوء الحسين السبط بن علي عليه السلام الي الثورة كان يمتلك المبررات الموضوعية الكافية علي أرض الواقع، و ان مقتضيات الحكمة و المصلحة الاسمية تقتضي ذلك اللون من العمل، بينما كانت المبررات الموضوعية و مقتضيات الحكمة متوفرة لابرام الصلح مع معاوية بن ابي سفيان من قبل الامام الحسن السبط عليه السلام، ولو قدر ان الحسنين عليهماالسلام، قد تبادلا المرحلة و الارضية العامة للواقع الذي عاشه كل منهما، لتبادلا الادوار



[ صفحه 72]



بالضرورة، و ما ينطبق علي السبطين (ع) ينطبق علي سائر الائمة الهداة عليهم السلام من ناحية مضامين الادوار التي نهضوا بها من أجل الاسلام و مسيرته التاريخية و بخصوص الامام أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد عليه السلام فان خصوصيات العمل الرسالي الذي نهض بأعباء قيادته قد حددته أرضية الواقع التي تمكن من التحرك عليها و المصلحة الاسلامية العليا كذلك - اسوة بغيره من الائمة الهداة (ع)-.

و قبل الحديث عن خصوصيات المهمة التاريخية التي نهض الامام الجواد (ع) بأعبائها، لابد لنا من تسليط الاضواء علي طبيعة المرحلة التاريخية التي عاشها الامام (ع).

الواقع الذي عاشه الامام (ع):

قواه المؤثرة و معطياته

مر الامام الجواد عليه السلام بظروف سياسية و اجتماعية ذات طبيعة خاصة يمكن ملاحظة معالمها الرئيسية من الملاحظات التالية:

1- موقف السلطة العباسية من الامام (ع)

2- اتباع أهل البيت (ع) في عصر الامام (ع)