بازگشت

صورة من الورع


ذكر محمد بن يعقوب بسنده عن محمد بن الديان، قال: احتال المأمون علي أبي جعفر عليه السلام، بكل حيلة، فلم يمكنه في شي ء، فلما اعتل، و أراد أن يبني عليه ابنته دفع الي مائتي وصيفة من أجمل ما يكون، الي كل واحدة منهن جاما فيه جوهر، يستقبلن أباجعفر عليه السلام اذا قعد في موضع الاخيار، فلم يلتفت اليهن، و كان



[ صفحه 53]



رجل يقال له: مخارق صاحب صوت و عود، و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون فقال: يا أميرالمؤمنين ان كان في شيي ء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره، فقعد بين يدي أبي جعفر (ع)، فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار، و جعل يضرب بعوده، و يغني، فلما فعل ساعة، و اذا ابوجعفر لايلتفت اليه لايمينا و لا شمالا، ثم رفع اليه رأسه و قال: «اتق الله ياذا العثنون، قال:؛ فسقط المضراب من يده، و العود، فلم ينتفع بيديه الي أن مات قال: فسأله المأمون عن حاله، قال: لما صاح بي ابوجعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا [1] .

«القصة و ان كانت تعبر عن مستوي الورع الرفيع الذي يتمتع به الامام أبوجعفر (ع) الا ان لها بعدا سياسيا اذ تعبر عن احدي صور التأمر علي الامام (ع) من قبل الطاغوت ظنا من الظالمين انه بمقدورهم أن يهزوا شخصيتة و يؤثروا عليه بوسائل الاغراء المادي المختلفة».


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 494 - ص 495 و حلية الابرار ج 2 ص 409. (العثنون اللحية او ما فضل). منها بعد العارضين أو طولها (هامش الكافي).