بازگشت

الي الرفيق الأعلي


وقع الخلاف في وفاة أبي جعفر الثاني عليه السلام كما وقع في ولادته؛ لكن الأشهر أن زوجته أم الفضل زينب بنت المأمون هي التي سمته في عنب قدمته له فأكل منه، و علي اثره كانت شهادته - سلام الله عليه - في آخر ذي القعدة من سنة



[ صفحه 35]



(220 ه)، و هو المشهور لتاريخ وفاته عليه السلام و عليه أكثر من ترجم للامام، و ذلك بناءا علي الأخذ بأن مولده كان في العاشر من رجب. لأنهم قالو: ان مبلغ عمره الشريف كان (25 سنة) و (3 أشهر) و (20 أو 12 يوما). و أما علي قول أن ولادته عليه السلام كانت في 19 / رمضان / 195 ه، فان وفاته ستكون في ذي الحجة. و دفن في ظهر جده أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام، في مقابر قريش ببغداد و هذا يعني أن قبريهما عليهماالسلام متباعدين قليلا، و يفصل بينهما فاصلة تسمح بوقوف المصلين فيها، و كان علي كل قبر صندوق ساجي خاص فوقه قبة؛ و لذا نهي علماؤنا القدماء من الصلاة قبالة الامام موسي الكاظم احتراما للامام الجواد الذي سيكون في ظهر المصلين و عليه فالصلاة اما عند رأسيهما أو رجليهما عليهماالسلام.

و لا غرو في ذلك اذا قلنا أن الامام عليه السلام يعرف أجله، فهو أمر غير مستبعد و لا مستكثر علي امام قد حباه الله العصمة و الطهارة، و حمله مواريث الأنبياء لاستكمال مسيرة الرسالة الالهية و ادامتها.

فالجواد عليه السلام قد أخبر أصحابه في السنة التي توفي فيها بأنه راحل عنهم هذا العام. فعن محمد بن الفرج [1] قال: كتب الي أبوجعفر عليه السلام: «احملوا الي الخمس فاني لست آخذه منكم سوي عامي هذا». فقبض في تلك السنة [2] .

و في خبر آخر عن محمد بن القاسم، عن أبيه، و روي أيضا غيره قال: لما خرج - الجواد عليه السلام - من المدينة في المرة الأخيرة، قال: «ما أطيبك يا طيبة، فلست بعائد اليك» [3] .



[ صفحه 36]



و في البحار للمجلسي رحمه الله عن الخرائج و الجرائح للقطب الرواندي قوله: روي عن أبي مسافر، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنه قال في العشية التي توفي فيها: «اني ميت الليلة»، ثم قال: «نحن معشر اذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا اليه» [4] .

و فيما يلي نستعرض طائفة من أقوال العلماء و المؤرخين في شأن وفاة الامام الجواد عليه السلام و كيفيتها.


پاورقي

[1] هو الرخجي، و هو أخو عمر بن الفرج الرخجي الناصبي. و محمد هذا من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السلام، و تأتي ترجمتهما في باب الرواة.

[2] المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 389.

[3] الثاقب في المناقب: ص 516.

[4] بحارالأنوار: 50 / 2 ح 4. و لعل الرواية عن أبي مساور الذي ذكره الشيخ الطوسي و البرقي في أصحاب الامام الجواد عليه السلام. و قد نقلها المجلسي عن الخرائج و لم نعثر عليها فيه.