بازگشت

اولاده


ذكر الشيخ المفيد - عليه الرحمة - أن الجواد عليه السلام لم يولد له من الولد غير علي الهادي - و هو الامام من بعده و الآتية ترجمته في المجلد الرابع عشر من هذه الموسوعة ان شاء الله - و موسي المبرقع المتوفي بقم، و قبره بها، و اليه ينتهي نسب السادة الرضويين، و سنتعرض لشي ء من ترجمته بعد ذكر بنات الامام عليه السلام.

و أما البنات فقد ذكر الشيخ المفيد [1] أن له فاطمة و أمامة. و قال الطبرسي و ابن شهر آشوب الذي نقل عن الصدوق، انهن: حكيمة و خديجة و أم كلثوم. [2] و زاد السيد ضامن بن شد قم في كتابه: (تحفة الأزهار) علي الثلاث الأواخر فاطمة. و أما في (الشجرة الطيبة) للمدرس الرضوي المشهدي، فقال: بنات الامام الجواد؛ زينب، و أم محمد، و ميمونة، و خديجة، و حكيمة، و أم كلثوم، أمهن أم ولد. في حين لم يتعرض لذكر البنات ابن عنبة في عمدة الطالب [3] ، انما ذكر ولداه عليا الهادي و موسي المبرقع، و زاد مصحح الكتاب في حاشيته علي ولده (الحسن)، فقال: ولد الجواد عليه السلام عليا و موسي و الحسن و حكيمة و بريهة و أمامة و فاطمة [4] ، اعتمادا منه علي بعض المصادر.

فالمشهور أن الامام الجواد كانت له ابنة اسمها حكيمة، و هي التي قامت بشؤون ولادة الامام المهدي المنتظر صاحب الزمان - عجل الله تعالي فرجه



[ صفحه 32]



الشريف - و كان لها مقام سام و رفيع، و جلالة قدر، فقد أوكل اليها الامام الهادي عليه السلام نرجس - أم الامام المهدي عليه السلام - كي تعلمها معالم الدين، و أحكام الشريعة، و تؤدبها بالآداب الالهية، و كان تحكيمة دور مهم بعد شهادة الامام الحسن العسكري من قبل صاحب الأمر عليه السلام في استلام كتب الناس و مسائلهم، و ايصالها اليه، و قبض التوقيعات الشريفة للحضرة المقدسة و ايصالها الي الناس، أي كانت تقوم بدور السفارة [5] ، و ذلك في فترة غيبته الصغري عليه السلام علي ما يظهر. و هي التي تروي حرز الامام الجواد عليه السلام.

و توفيت السيدة حكيمة في مدينة سامراء، و دفنت جوار مرقد الامامين العسكريين عليهماالسلام.

و غريب من أمثال الشيخ المفيد أن يفوته التعرض لذكر اسمها في أبناء الجواد عليه السلام، و بيان دورها، لما عرفت من مكانتها و منزلتها، مع أنه هو نفسه - رحمه الله - يروي في الارشاد عند ذكر من رأي الامام الثاني عشر عليه السلام في ثاني رواية له هناك قوله: أخبرني أبوالقاسم، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن الحسين بن رزق الله، قال: حدثني موسي بن القاسم بن حمزة بن موسي بن جعفر عليه السلام قال: حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي - و هي عمة الحسن العسكري عليه السلام - أنها رأت القائم ليلة مولده، و بعد ذلك. [6] .

و النسابة الفاضل السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني، ذكر في كتابه (تحفة الأزهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار) أن للامام الجواد عليه السلام أربعة أبناء، و أربع بنات. فالبنات زاد علي رواية الصدوق عليهن فاطمة كما ذكرنا. و أما



[ صفحه 33]



الأولاد فزاد علي الجميع اضافة الي الامام النقي عليه السلام، و موسي المبرقع، أبوأحمد الحسين، و أبوموسي عمران، و قال: ان جميعهم أمهم أم ولد يقال لها سمانة المغربية، و لم يكن للامام الجواد عليه السلام من أم الفضل بنت المأمون نسل. و عقبه ينحصر في الامام علي النقي عليه السلام و أبي أحمد موسي المبرقع [7] .

أما موسي المبرقع، فقد ولد بالمدينة المنورة و عاش مع أبيه فيها مدة حياته، و بعد استشهاد أبيه انتقل الي الكوفة و سكن بها مدة ثم هاجرها الي قم فوردها سنة (256 ه) بقصد التوطن بها، و هو أول سيد رضوي تطأ أقدامه مدينة قم. و كان يضع برقعا علي وجهه، لما قيل من أنه كان حسن الوجه، جميل الصورة، فكان الناس - رجالا و نساء - يطيلون النظر اليه، انبهارا بجماله، فكان - رحمه الله - يتضايق من هذا الأمر، و لهذا ستر وجهه ببرقع حتي يستريح من كثرة نظر الناس اليه، فلهذا لقب بالمبرقع.

و ارتاب منه أهالي قم لعدم معرفتهم اياه، فأخرجه جماعة العرب المقيمين بها فرحل عنها الي كاشان و نزل عند أحمد بن عبدالعزيز بن دلف العجلي، فأكرمه هذا و رحب به و بذل له الأموال، فعاش عنده مدة في رخاء و رفاه و جاه حتي خرج جماعة من رؤساء الكوفيين المشايعين لأهل البيت عليهم السلام لتفحص أمره فقدموا قم و استطلعوا أخباره، فعرفوا ما كان بينه و بين أهل قم، فوبخوهم علي فعلهم من سوء معاملته، و عرفوهم به. فندم القميون علي ما بدر منهم تجاه ابن الامام و استشفعوا بالكوفيين كي يردوه الي بلدهم، فقبل موسي شفاعتهم، و صفح عن أهل قم.

ثم عاد الي قم فنزل علي أهلها معززا مكرما، و بذلوا له الأموال و العقار



[ صفحه 34]



فعاش بينهم في رخاء وسعة، و انتقل اليه أقار به و أهل بيته من الكوفة و أقاموا عنده.

كان موسي المبرقع من أهل الحديث و الدراية، و يروي عنه الطوسي في التهذيب، و ابن شعبة في تحف العقول. و هناك خبر مروي عن يعقوب بن ياسر، يمس بكرامة موسي المبرقع و يطعن فيه، و هو خبر لا اعتماد عليه؛ لمجهولية الراوي، و عدم الاعتبار بحديثه.

و قد ألف الشيخ النوري - رحمه الله - رسالة سماها: (البدر المشعشع في أحوال ذرية موسي المبرقع) زيف فيها ذلك الخبر، و ذكر بعض الأدلة علي استقامة حاله و اعتداله.

توفي موسي المبرقع بقم في ربيع الآخر سنة (296 ه) و دفن في بيته و قبره اليوم مزار مشهور، تزوره الناس، و عليه عمارة حديثة ضخمة و ضريح فضي مذهب، و يقع في المحلة المعروفة ب (در بهشت) أي باب الجنة.

و عقبه كثيرون منتشرون في بقاع واسعة في ايران - و يتركزون في مدينتي مشهد و قم - و الهند، و الباكستان، و أفغانستان، و تركستان، و العراق، و سورية [8] .


پاورقي

[1] الارشاد: 2 / 295.

[2] المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 380، اعلام الوري: ص 355.

[3] عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ص 199.

[4] راجع: العطاردي / مسند الامام الجواد عليه السلام: ص 83، القزويني / الامام الجواد عليه السلام من المهد الي اللحد: ص 87.

[5] القمي / منتهي الآمال: 2 / 576 - 575.

[6] الارشاد: 2 / 531، و راجع أيضا: الكافي: 1 / 266 ح 3، اكمال الدين: 1 / 424، الغيبة للشيخ الطوسي، ص 237 ح 205.

[7] منتهي الآمال: 2 / 569.

[8] راجع ترجمته في: الشجرة الطيبة: ص 11، مسند الامام الجواد عليه السلام: ص 84، الامام الجواد عليه السلام من المهد الي اللحد: ص 85.