بازگشت

الأطعمة و الأشربة


روي أحمد بن أبي عبدالله البرقي باسناده، عمن شهد أباجعفر الثاني عليه السلام يوم قدم المدينة تغدي معه جماعة، فلما غسل يديه من الغمر [1] مسح بهما رأسه و وجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل، و قال: «اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر و لا ذلة».

قال البرقي: و في حديث آخر يروي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «اذا اغتسلت يدك بعد الطعام فامسح وجهك و عينيك قبل أن تمسح بالمنديل و تقول: اللهم اني أسألك الزينة و المحبة، و أعوذ بك من المقت و البغضة». [2] .

و روي الصدوق عليه الرحمة، قال: روي عن محمد بن الوليد الكرماني قال: أكلت بين يدي أبي جعفر الثاني عليه السلام حتي اذا فرغت و رفع الخوان، ذهب



[ صفحه 308]



الغلام يرفع ما وقع من فتات الطعام، فقال له: «ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة، و ما كان في البيت فتتبعه و القطه». [3] .

و الخبر ذكرناه بتمامه في شذرات من أخباره من الفصل الثالث.

و روي أبوجعفر الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابراهيم بن أبي البلاد عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام، فقلت: يا جارية اسقني ماء.

فقال لها: «اسقيه من نبيذي».

فجائتني بنبيذ من بسر [4] في قدح من صفر، قال: فقلت: ان أهل الكوفة لا يرضون بهذا.

قال: «فما نبيذهم؟».

قلت له: يجعلون في القعوة، قال: «و ما القعوة؟»، قلت: الداذي، قال: «و ما الداذي؟» فقلت: ثفل التمر يضري به الاناء حتي يهدر النبيذ فيغلي ثم يسكر فيشرب.

فقال: «هذا حرام».

و عنه أيضا قال: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن ابراهيم بن أبي البلاد، قال: دخلت علي أبي جعفر بن الرضا عليهماالسلام، فقلت له: اني أريد أن ألصق بطني ببطنك، فقال: «هاهنا يا أبااسماعيل»، و كشف عن بطنه، و حسرت عن بطني و ألزقت بطني ببطنه، ثم أجلسني و دعا بطبق فيه زبيب، فأكلت ثم أخذ في الحديث، فشكا الي معدته، و عطشت فاستقيت ماء.



[ صفحه 309]



فقال: «يا جارية اسقيه من نبيذي».

فجائتني بنبيذ مريس في قدح من صفر، فشربته فوجدته أحلي من العسل فقلت له: هذا الذي أفسد معدتك.

قال: فقال لي: «هذا تمر من صدقة النبي صلي الله عليه و آله و سلم يؤخذ غدوة فيصب عليه الماء فتمرسه الجارية و أشربه علي أثر الطعام، و سائر نهاري، فاذا كان الليل أخذته الجارية فسقته أهل الدار».

فقلت له: ان أهل الكوفة لا يرضون بهذا.

فقال: «و ما نبيذهم؟».

قال: قلت: يؤخذ التمر فينقي، و يلقي عليه القعوة، قال: «و ما القعوة؟»، قلت: الداذي. قال: «و ما الداذي؟»، قلت: حب يؤتي به من البصرة فيلقي في هذا النبيذ حتي يغلي و يسكر ثم يشرب.

فقال: «ذاك حرام». [5] .

و سئل عليه السلام عن الفقاع [6] أمكروه هو بعد غليانه أم قبله؟

فأجاب سلام الله عليه: «لا تقرب الفقاع الا ما لم تضر آنيته أو كان جديدا». فأعاد السائل سؤاله بأنه سأل عن الفقاع ما لم يغل، أيحل شربه؟

فأجاب عليه السلام: «أن اشربه ما كان في اناء جديد، أو غير ضار».

و لم يعرف السائل حد الضراوة و الجديد، و سأل أن يفسر ذلك له، و هل يجوز شرب ما يعمل في الغضارة و الزجاج و الخشب و نحوه من الأواني؟

فأجاب عليه السلام: «يفعل الفقاع في الزجاج و في الفخار الجديد الي قدر ثلاث



[ صفحه 310]



عملات، ثم لا تعد منه بعد ثلاث عملات الا في اناء جديد، و الخشب مثل ذلك». [7] .


پاورقي

[1] الغمر و الغمر: دسم اللحم كثير الشحم.

[2] المحاسن: ص 426 طبعة قم الثانية و 203 / 2، 204 ح 1603 من طبعة المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام بتحقيق السيد مهدي الرجائي.

[3] من لا يحضره الفقيه: 3 / 356.

[4] البسر: التمر اذا اتخذ لونه و شكله الطبيعي، لكنه لم ينضج بعد.

[5] الفروع من الكافي: 6 / 416.

[6] الفقاع: مر تعريفه في باب الرسائل، و يعرف اليوم ب (البيرة).

[7] تهذيب الأحكام: 9 / 546.