بازگشت

نسبه الشريف


هو محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الله أجمعين.

أبوه الامام الرضا علي بن موسي، أبوالحسن الثاني عليه السلام، و قد تقدم الحديث عنه في الكتاب الثاني عشر من هذه السلسلة.

و أما أمه فهي أم ولد [1] اسمها سبيكة النوبية [2] ، و قيل سكن [3] المريسية،



[ صفحه 27]



نسبة الي مريسة و هي قرية في صعيد مصر من بلاد النوبة. و قيل اسمها ريحانة [4] ، و قيل درة. [5] و لا ضير في تعدد أسماء الجواري و الاماء، و هو أمر وارد آنذاك فالسيد أو المالك الجديد قد يطلق علي أمته اسما جديدا، اذا لم يعجبه اسمها الأول، أو يكون قد تزوجها فيغير اسمها بما يتناسب و وضعها الجديد، أو أنه يطلق عليها عدة أسماء في آن واحد؛ لهذا يكون للجارية عدة أسماء أحيانا كما هو الحال في والدة الامام الجواد عليه السلام، فقد سماها الامام الرضا عليه السلام اضافة لما لها من أسماء خيزران. و ما قيل من أن اسمها كان سكينة [6] فهو تصحيف سبيكة علي الأظهر.

و تكني بأم الحسن، و هي من قبيلة مارية القبطية زوج الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و علي هذا فهي من نوبة مصر لا السودان. و الذي عليه أكثر المصادر أن اسمها سبيكة، كما أن الشيخ المفيد في الارشاد لم يتعد الي غيره.

و علي كل حال فقد كانت أفضل نساء زمانها، و اليها أشار النبي صلي الله عليه و آله و سلم بقوله «بأبي ابن خيرة الاماء، ابن النوبية الطيبة الفم، المنتجبة الرحم». [7] .

و يدل علي جلالة قدرها و مكانتها ما في الخبر المعتبر من أن الامام موسي ابن جعفر عليه السلام طلب من يزيد بن سليط أن يبلغها منه السلام اذا قدر علي ذلك. فقد نقل المحدث الشيخ عباس القمي - عليه الرحمة - في الأنوار البهية ص 208 خبر



[ صفحه 28]



يزيد بن سليط و ملاقاته الامام موسي بن جعفر عليه السلام في طريق مكة و هم يريدون العمرة قال: ثم قال أبوابراهيم عليه السلام: «اني أؤخذ في هذه السنة، و الأمر الي ابني علي سمي علي و علي، فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب عليه السلام، و أما علي الآخر فعلي بن الحسين، أعطي فهم الأول و حكمته و بصره و وده و دينه، و محنة الآخر و صبره علي ما يكره، و ليس له أن يتكلم الا بعد هارون بأربع سنين»، ثم قال: «يا يزيد فاذا مررت بالموضع و لقيته و ستلقاه فبشره أنه سيولد غلام أمين مأمون مبارك، و سيعلمك أنك لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية جارية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ان قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل ذلك.»

و فيه أيضا عن عيون المعجزات عن كليم بن عمران قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله أن يرزقك ولدا فقال: «انما أرزق ولدا واحدا و هو يرثني»، فلما ولد أبوجعفر عليه السلام، قال الرضا عليه السلام لأصحابه: «قد ولد لي شبيه موسي بن عمران فالق البحار و شبيه عيسي بن مريم، قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة». ثم قال الرضا عليه السلام: «يقتل غصبا فيبكي له و عليه أهل السماء و يغضب الله علي عدوه و ظالمه فلا يلبث الا يسيرا حتي يعجل الله به الي عذابه الأليم و عقابه الشديد».

و كان طول ليلته يناغيه في مهده.


پاورقي

[1] أم ولد: الجارية المملوكة لسيدها و لها منه ولد. و هو مصطلح فقهي له أحكامه الخاصة به.

[2] النوبة: منطقة واسعة بين مصر و السودان يطلق عليها بلاد النوبة.

[3] الظاهر أنه تصحيف سبيكة.

[4] القائل الطبري الامامي في دلائل الامامة: ص 205.

[5] القائل في ذلك ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب: 4 / 379.

[6] القائل في ذلك: كمال الدين بن طلحة في مطالب السؤل، و سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص، و ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: ص 262، و الظاهر أن سبط ابن الجوزي، و ابن الصباغ المالكي قد أخذا عن مطالب السؤل، و لهذا تكرر عندهم اسم سكينة.

[7] الأنوار البهية / الشيخ عباس القمي: ص 207، الارشاد / المفيد: 2 / 276.