بازگشت

الأراجيز


و من الأراجيز وجدت أرجوزتين للشيخ الحر العاملي عليه الرحمة، و الشيخ الغروي الأصفهاني أثبتهما هنا لعدم اختصاصهما بقافية معينة.

قال شيخنا الحر العاملي محمد بن الحسن بن علي المتوفي سنة (1104 ه) و المنتهي نسبه الي الشهيد الحر الرياحي رضي الله عنه في أرجوزة طويلة مثبتة في ديوانه يذكر فيها معجزات الامام الجواد عليه السلام و بعض فضائله، منها قوله:



نصوصه كثيرة تواترت

و معجزاته كذاك اشتهرت



و ما جري له مع المأمون

من موطئات العلم و اليقين



اذ كان طفلا و بدا ما قد بدا

من فضله و علمه لذي الهدي



و امتحنوه و أجاب العلما

جواب عالم دري و علما



ثم امتحنهم فلم يجيبوا

و ذاك خبر له عجيب



مع كونه ابن سبعة أعواما

قيل ابن عشر نقصت أياما



و نبقة يابسة لم تحمل

كان توضا تحتها في عجل



فأثمرت و أينعت لوقتها

نبقا جنيا باديا من تحتها



و قد طوي الله له الأرض و قد

حج سريعا نحو ما كان قصد



من الشآم نحو كوفة قد مضي

ثم أتي يثرب حسبما قضي



ثم أتي مكة بعض اليوم

مع رجل و عاد نحو القوم



فحبسوه و الامام أخرجه

من حبسه لم يدر خلق مخرجه



[ صفحه 496]



أخبر قوما بالذي قد أضمروا

فأظهروا من فضله ما أظهروا



أجاب من قبل السؤال السائلا

و أوضح المشكل و المسائلا



أخبرهم عواقب الأمور

أبان عن مكنونها المستور



من يثرب الي خراسان ذهب

فدفن الوالد فيها و انقلب



و ذاك في يوم و ليس بعجب

من ذلك المنتجب ابن المنتجب



و نطقت عصاه ثم شهدت

بأنه الحجة لما استشهدت



صاح ملاعب [1] فيبست يده

و سقط العود و زال رشده



و كم دعا ففاز بالاجابه

و ربه لما دعا أجابه



و طبع الحصاة فاعجب منه

و كم غريب نقلوه عنه



و سدرة يابسة قد نضرت

لما توضا تحتها و أثمرت



دعا علي جماعة من العدي

فزلزل الأرض و قد خافوا الردي



و اضطربوا ثم دعا فسكنت

و اضمروا عداوة تمكنت



و نطقه في ساعة الولاده

معجزة ما فوقها زياده



و بعد يومين كذا تكلما

و كلمته الشاة حين كلما



و ورق الزيتون صار فضه

في يده جيدة مبيضه



كم حج من ليلته و طافا

و عاد بعلامة و وافي



مد حديدة بغير نار

و طبع الخاتم في الأحجار



وضع يده علي الصخور

فبان فيها أعجب التأثير



و جعل الصيني ماء في القدح

ورده لما بيده مسح



[ صفحه 497]



و كلم الثور فقد كلمه

وفاه بالتوحيد اذ علمه



و أنطق الامام منه فاه

و قال لا اله الا الله



عشر سنين كان ثم عمره

فاختلفوا فيه و غم أمره



فقصدوا امتحانه و اجتمعوا

و علماء عصره تجمعوا



فسألوه أغرب المسائل

حتي أجاب سؤل كل سائل



كانت ثلاثين من الألوف

أوضحها في مجلس مألوف



و أمر المأمون حال سكره

بقتله فعملوا بأمره



و ضربوه بالسيوف ضربا

و قطعوا الرأس و شقوا القلبا



و فارقوه قطعا ذبيحا

و وجدوه سالما صحيحا



فعجب المأمون و الجماعه

و اعتذروا اليه مما راعه



و كم دعا غيثا فاحيا الأرضا

و أبصر الأعمي و أبرا المرضي



أخبر بالمغيبات فاعجبوا

و أخذ التراب و هو ذهب



كم مثل هذا نقلوا عنه لنا

يروي الولي و العدو علنا [2] .



و للمرحوم آية الله الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني قصيدة في مدح الامام الجواد عليه السلام و رثائه.. نقتطف منها ما يلي:



هو الجواد لا الي النهايه

و جوده غاية كل غايه



و باب أبواب المراد بابه

و الحرز من كل البلا حجابه



كهف الوري و غوث كل ملتجي

في الضيق و الشدة باب الفرج



عين الرضا، لابد منها فيه

فهو اذن سر الرضا: أبيه



[ صفحه 498]



بل هو كالكاظم في مراتبه

فان كظم الغيظ جود صاحبه



يمثل الصادق فيما وعدا

اذ صادق الوعد جواد أبدا



يمثل الباقر في المكارم

فان نشر العلم جود العالم



يمثل السجاد في فضائله

فان بذل الجهد جود باذله



و ليس كالشهيد من جواد

بالنفس و الأموال و الأولاد



و من كعمه الزكي المجتبي

فانه الكريم في آل العبا



حتي اذا لم تبق منه باقيه

جاد بالنفس النفوس الراقيه



جاد بنفسه سميما ظاميا

نال من الجود مقاما ساميا



و العروة الوثقي التي لا تنفصم

تقطعت ظلما بسم المعتصم



قضي شهيدا و هو في شبابه

دس اليه السم في شرابه



أفطر عن صيامه بالسم

فانفطرت منه سماء العلم



و انشقت السماء بالبكاء

علي عماد الأرض و السماء



و انطمست نجومها حيث خبا

بدر المعالي شرفا و منصبا



و انتشرت كواكب السعود

علي نظام عالم الوجود



و كادت الأرض له تميد

بأهلها، اذ فقد العميد



قضي بعيد الدار عن بلاده

و عن عياله و عن اولاده



تبكي علي غربته الأملاك

تنوح في صريرها الأفلاك



تبكيه حزنا أعين النجوم

تلعن قاتليه بالرجوم



و ناحت العقول و الأرواح

بل ناحت الأطفال و الأشباح



صبت عليه أدمع المعالي

هدت له اطوادها العوالي



بكت لربانيها العلوم

ناحت علي حافظها الرسوم



قضي شهيدا و بكاه الجود

كأنه بنفسه يجود



[ صفحه 499]



يبكي علي مصابه محرابه

كأنه أصابه مصابه



تبكي الليالي البيض بالضراعة

سودا الي يوم قيام الساعة



تعسا و بؤسا لابنة المأمون

من غدرها لحقدها المكنون



فانها سر أبيها الغادر

مشتقة من أسوأ المصادر



قد نال منها من عظائم المحن

ما ليس ينسي ذكره مدي الزمن



فكم سعت الي أبيها الخائن

به، لما فيها من الضغائن



حتي اذا تم لها الشقاء

أتت بما اسود به الفضاء



سمته غيلة بأمر المعتصم

و الحقد داء هو يعمي و يصم



ويل لها مما جنت يداها

و في شقاها تبعت أباها



بل هي أشقي منه اذ ما عرفت

حق وليها و لا به وفت



و لا تحننت علي شبابه

و لا تعطفت علي اغترابه



تبت يداها و يدا أبيها

مصيبة جل العزاء فيها



[ صفحه 500]




پاورقي

[1] كذا في المصدر. أراد بهذا البيت الاشارة الي قصة (مخارق) المغني مع الامام عليه السلام، و قد أشرنا اليها قبل قليل في ميمية السيد صالح القزويني.

[2] نزهة الجليس و منية الأنيس: 2 / 111.