بازگشت

الحرف (د)


و العلامة الفقيه الأديب الشيخ محمد طه بن نصر الله بن حسين الحويزي الكرمي المولود سنة (1317 ه) و المتوفي بعد سنة (1371 ه) التقطنا له أبيات يمدح بها الامامين الجوادين عليهماالسلام يقول فيها:



قل لركب قد يمموا

للامامين مشهدا



فاهتدوا مذ رأوا علي

طور موسي نور الهدي



طأطئوا الهام و اقصدوا

بعد موسي محمدا



انه باب حطة

فادخلوا الباب سجدا [1] .



و للشاعر عبدالغفار الأخرس بهذه المناسبة قصيدة أيضا يمدح بها الامام الكاظم و حفيده الجواد عليهماالسلام اخترنا منها هذه الأبيات:



يا امام الهدي و يا صفوة الله

و يا من هدي هداه العبادا



قد أتينا بثوب جدك نسعي

و أتيناك سيدي وفادا



نتهادي به اليك جميعا

و به كانت المطايا تهادي



طالبات موسي بن جعفر فيه

و كذا القدوة الامام الجوادا [2] .



[ صفحه 465]



و لله در القائل:



أمعتصم لا زلت مثوي عذابه

أتعمد في قتل الوصي جوادها



عمدت الي ركن الهداية و الندي

و باب علوم الله أصل رشادها



فأي ذحول أورثت لكم علي

بني عمكم ركن العلا و عمادها



لقد زدتم في الجور آل يزيدها

و جاوزتم في الظلم آل زيادها



فما ظلم فرعون لموسي و آله

يزيد علي ظلم لكم بل وعادها [3] .



و قال آخر:



سيحبر من جمع المكارم كلها

و العلم أجمع للامام محمد



يميز الخلائق فضله و جلاله

و هو ابن سيدنا النبي محمد [4] .



و للشيخ محمد طه الحويزي الذي ذكرناه قبل قليل بأبياته الدالية، أبيات دالية أخري في مديح الامامين الجوادين عليهماالسلام يقول فيها:



ان تأو غير حمي الجواد

فلقد نزلت اذن بوادي



هذا ابن أفصح ناطق

بالضاد منهل كل صادي



فاذا دهتك ملمة

أغوتك عن باب الرشاد



بادر الي باب الحوائج

أو الي باب المراد [5] .



[ صفحه 466]



و للشيخ جعفر النقدي قصيدة يمدح بها الامام الجواد عليه السلام و يرثيه مطلعها:



نفت عن مقلتي طيب الرقاد

أحاديث الصبابة في سعاد



الي أن يقول:



لكم غزلي و مدحي في امامي

أبي الهادي (محمد الجواد)



هو البر التقي، حمي البرايا

و غيث المجتدي، غوث المنادي



امام، أوجب الباري ولاه

و طاعته علي كل العباد



دليل بني الهداية، خير داع

الي رب السماء، و خير هادي



امام هدي، مقام علاه أضحت

به الأملاك رائحة غوادي



تقبل منه أرضا، قد أنافت

برفعتها علي السبع الشداد



من الغر الألي فيهم تجلت

لرواد الهدي سنن الرشاد



و من في فضلهم طوعا و كرها

قد اعترف الموالي و المعادي



بهم كتب السما نطقت، و كم من

حديث جاء من أهل السداد



و قبل وجودهم قد كان يدعو

بهم قس بن ساعدة الأيادي



تخذت ولاءهم دينا لأني

رأيت ولاءهم خير العتاد



و هم حصني اذا ما ناب خطب

و هم مغني انتجاعي و ارتيادي



و منهم نعمتي، و هم رجائي

و هم ذخري الطريف مع التلاد



اذا ما سدت الأبواب فاقصد

(جواد) بني الهدي، باب المراد



تري بابا، به الحاجات تقضي

و منتجعا، خصيب المستراد



و مولي فيه تلتجي ء البرايا

لدي الجلي و في السنة الجماد



لطلاب الحوائج من نداه

تزاحمت العوائد و البوادي



علي وفاده كالغيث تهمي

يداه، مدي الزمان بلا نفاد



بحار علومه، علم البرايا

لدي زخارها شبه الثماد



[ صفحه 467]



رأي دين المهيمن منه شهما

كريم الذب عنه و الذياد



فكان بظله في خير أمن

به لم يخش غائلة الأعادي



و كم ظهرت له من معجزات

رآهن الحواضر و البوادي



و ما ارتدعوا بنو العباس عما

قلوبهم حوته من عناد



فساموه الأذي حسدا ببغي

لهم قد فاق شرا بغي عاد



ودس لقتله سما ذعافا

زنيم، ليس يؤمن بالمعاد



فأغضب ربه فيما جناه

و أرضي (أحمد بن أبي دؤاد)



و بات الطهر، و الأحشاء منه

بها نار الأسي ذات اتقاد



كأن فؤاده، و السم فيه

تقطعه ظبي بيض حداد



تقلبه الشجون علي بساط

من الأسقام، دامي القلب صادي



أأم الفضل، لا قدست روحا

و لا وفقت يا بنت الفساد



حكيت (جعيدة) في سوء فعل

فخصمك أحمد يوم التناد



أمثل (ابن الرضا) يبقي ثلاثا

رهين الدار، في كرب شداد



و يقضي فوق سطح الدار فردا

و أنت من الغواية في تمادي



أفتيان العلي من آل فهر

و أبطال الوغي، يوم الجلاد



و أبناء المواضي و العوالي

و فرسان المطهمة الجياد



هلموا بالمسومة المذاكي

لدرك الثار، ضابحة عوادي



عليها كل مغوار جسور

يزين حسامه طول النجاد



فان دماءكم ضاعت جبارا

لدي الطلقاء من باغ وعادي



و فعل (بني نثيلة) فاق شرا

فعال أمية و بني زياد



سقي الزوراء غيث مستمر

و عاهد أرضها صوب العهاد



ربا أرجائها أعلي مقاما

و أزهي من ربا ذات العماد



[ صفحه 468]



بقبر ابن الرضا و ابيه حق

لها، لو فاخرت كل البلاد



هما كهف النجاة لمن رمته

لياليه بداهية تآد



كريما محتد من كان مثلي

يودهما فمن كرم الولاد



فما زالت قبورهما قصورا

مشيدة، رفيعات العماد



و ما برحت وجوه بني البغايا

بأقلامي يسودها مدادي



و للسيد مهدي بن راضي بن حسين الحسيني الأعرجي البغدادي المولود في النجف الأشرف سنة (1322 ه) و المتوفي غريقا بشط الفرات في الحلة سنة (1359 ه) في رثاء الامام المظلوم محمد بن علي الجواد عليه السلام أبيات يقول فيها:



ان اردت النجاة يوم المعاد

جد بدمع علي الامام الجواد



لست أنساه حين أشخصه المأمون

من يثرب الي بغداد



قد قضي في بغداد و هو غريب

بفؤاد من شعلة السم صاد



و التي قدمت له السم أم الفضل

بغضا منها لأم الهادي



تركوا نعشه بقنطرة البر

دان ملقي آل الشقا و العناد



فاستماتت أشياعه نحو حمل النعش

كي لا يبقي رهين الوهاد



و سري فيهم الحماس الي أن

حملوه رفعا علي الأجياد



ما بقي مثل جده السبط عاري الجسم

تعدوا علي قراه العوادي



تركوا جسمه ثلاثا و علوا

رأسه في رؤوس سمر الصعاد



و سروا في نسائه حاسرات

يالقومي بين الرجال بواد



و تراها يا خيرة الله في السبي

و ستر الوجوه منها الأيادي [6] .



[ صفحه 469]



و لعلي بن عيسي الاربلي صاحب كشف الغمة قصيدة في مديح امامنا الجواد عليه السلام يقول فيها:



حماد حماد للمثني حماد

علي آلاء مولانا الجواد [7] .



امام هدي له شرف و مجد

علا بهما علي السبع الشداد



امام هدي له شرف و مجد

أقر به الموالي والمعادي



تصوب يداه بالجدوي فتغني

عن الأنواء في السنة الجماد [8] .



يبخل جود كفيه اذا ما

جري في الجود منهل الغواد [9] .



بني من صالح الأعمال بيتا

بعيد الصيت مرتفع العماد



و شاد من المفاخر و المعالي

بناء لم يشده قوم عاد



فواضله و أنعمه غزار

عهدن أبر من سح العهاد [10] .



و يقدم في الوغي اقدام ليث

و يجري في الندي جري الجواد



فمن يرجو اللحاق به اذا ما

أتي بطريف فخر أو تلاد



من القوم الذين أقر طوعا

بفضلهم الأصادق و الأعادي



أياديهم و فضلهم جميعا

قلائد محكمات في الهوادي



بهم عرف الوري سبل المعالي

و هم دلوا الأنام علي الرشاد



و هم أهل المعالي و المعاني

و هم أهل العطايا و الأيادي



سموا في الحلم قيسا و ابن قيس

و ان قالوا فمن قس الأيادي



[ صفحه 470]



و هذا مذهب في الشعر جار

و أين من الربا خفض الوهاد



لهم أيد جبلن علي سماح

و أفعال طبعن علي سداد



و هم من غير ما شك و خلف

اذا انصفت سادات العباد



أيا مولاي دعوة ذي ولاء

اليكم ينتمي و بكم ينادي



يقدم حبكم ذخرا و كنزا

يعود اليه في يوم المعاد



جري بمديح مجدكم لساني

فأصبح ديدني فيكم و عادي



ففيكم رغبتي و علي هواكم [11] .

محافظتي و حبكم اعتقادي



اذا محض الوداد الناس قوما

محضتكم و ان سخطوا ودادي



و كيف يجوز عن قصد لساني

و قلبي رائح بهواك غادي



و مما كانت الحكماء قالت

لسان المرء من خدم الفؤاد



و قد قدمتكم زادا لسيري

الي الأخري و نعم الزاد زادي



فأنتم عدتي ان ناب [12] دهر

و أنتم ان عري خطب عتادي [13] .



و للشيخ صالح التميمي يمدح الامامين موسي الكاظم، و محمد الجواد عليهماالسلام قوله:



اذا ضل حاديها الطريق بدا له

سنا بارق بالكرخ يهدي الي الرشد



سنا نور موسي و الجواد محمد

سناء يعيد البرء للأعين الرمد



هما شرعا من لجة العلم موردا

جداوله للناس أحلي من الشهد [14] .



[ صفحه 471]



و لله در من قال حيث أجاد:



لله درك من جواد فاق من

قد حل مرتبة السهي و الفرقد



نجل الرضا من عنده فصل القضا

باب الرضا كهف الحجا و السؤدد



حسدوه اذ ولاه مولاه الذي

قد ناله عيسي زمان المولد



في المهد ينطق من سعادة جده

أثر النجابة فيه خير مسدد



جيريل يخدمه جهارا في الوري

و له الملائك و الملا طوع اليد



يا ويلهم كيف الجحود لشأنه

و النص فيه قائم في المشهد



مهلا بني العباس قبح فعلكم

لبني الرسالة معتد من معتد



قطعتم أرحامكم و نصرتم

أعدائكم من كل رجس أو غد



فعليكم لعن المهيمن دائما

لا ينقضي أبدا ليوم الموعد [15] .



و قال شاعر آخر يصف فضائل الامامين الجوادين عليهماالسلام:



لذ ان دهتك الرزايا

و الدهر عيشك نكد



بكاظم الغيظ موسي

و بالجواد محمد [16] .



[ صفحه 472]




پاورقي

[1] شعراء الغري: 9 / 410.

[2] موسوعة العتبات المقدسة: 9 / 86.

[3] مجموعة وفيات الأئمة: ص 338.

[4] مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 397.

[5] شعراء الغري: 9 / 410.

[6] رياض المدح و الرثاء: ص 753 الطبعة المحققة.

[7] أورد القصيدة العلامة السيد محسن الأمين في المجالس السنية: ص 639 و صدرها بهذا البيت له رحمه الله:



ضرام الوجد يقدم في الفؤاد

لرزء المرتضي المولي الجواد.

[8] الجدوي و الأنواء: المطر. و السنة الجماد: التي لم يصبها مطر.

[9] الغواد: جمع الغادية و هي السحابة تتشكل غدوة.

[10] العهاد: أول مطر الربيع.

[11] في المجالس السنية: 5 / 640: هداكم.

[12] في المجالس السنية: جار.

[13] كشف الغمة: 3 / 162.

[14] موسوعة العتبات المقدسة: 9 / 81.

[15] مجموعة وفيات الأئمة: ص 330.

[16] موسوعة العتبات المقدسة: مج 10 / ج 3 / ص 54.