بازگشت

الحرف (ت)


و فيه قالت مرضعته من سعد بن بكير:



اني أشبهك يا مولاي ذا لبة

شثن البراش أو صماء حيات



و لست تشبه ورد اللون ذا لبد

و لا ضئيلا من الرقش الضئيلات



و لو خسئت سباع الأرض أسكتها

أشجاء صوتك حتفا أي اسكات



و لو عزمت علي الحيات تأمرها

بالكف ما جاوزت تلك العزيمات [1] .



و للشيخ العلامة الأديب محمد رضا بن محمد بن عبدالله، أبومحمد الشهير بالمظفر المتوفي في 16 رمضان سنة (1383 ه) منظومة في رثاء الامام الجواد عليه السلام، و قد صور فيها جوانب من حياة الامام عليه السلام و ما جري معه من حوادث و أحداث، فيقول فيها:



حيي قلبا تذيبه الحسرات

انما الموت في التصابي حياة



ان من عاش في الحياة خليا

ميت عاش فارتمته الحياة



كل ما في الوجود عندي لولا

فئة تجتني الغرام جناة



كل ما تعرف الوري عن حياة النفس

في غير حبها منكرات



أي هذا الخلي حسب المعني

خلسة في الدجي رعتها الوشاة



ينتشي في طلي الغرام فيصحو

فيري السكر ما عليه الصحاة



[ صفحه 460]



شت نحو الفضاء عينا علي البعد

و عين الوصال فيه الشتات



حيث تلك الزلفي و قد هجع الناس

و مالت عليهم الغفلات



حيث دار الهوي بكأس تناجيه

فحطمن دونه الكاسات



حيث ألقي طمر السفاسف وارتاح

لقدس عنه السما مرآة



فاعتلي غبطة يطل علي الكون

بحيث اطمأنت الحركات



و اختلي و الخيال بالألف لا تلهيه

الا بألفه السكرات



ان في ذلك التجلي تجلي النفس

عما جاذبنه الشهوات



أنا فارقت في هوي الألف صحبي

و كذا الناس في الهوي أشتات



لا ارتقي بالوصل حبي و ان لذت

لثغري من خده اللذعات



ان نفسا تعلقت فيه تكفيها

ابتهاجا بذكره اللذات



و حياتي فيه افتضاحي لتقفوا الناس

اثري فتكثر الأموات



أي هذا الخلي حي علي الحب

فهذي المناهل المترعات



خل في ذلك الفضاء سبيل القلب

حيث القلوب منتهلات



أتري القلب يستقيم سبيلا

و حنايا الضلوع منحنيات



انما الماء بالاناء فلا تطبع

الا بظرفه الهيئات



أيها المدلجون للمنهل العذب

قفوا لي فللرفيق أناة



أنا ذياك مثقل طوحت بي

للتواني الآهات و العاهات



و خذوا في يدي الضعيفة رفقا

هذه في طريقنا العثرات



أوقدو الي من نور حبي مصباحا

فقد أظلمت بي الطرقات



ظلمات هذي الحياة و لا مصباح

الا ما أوقدته الهداة



[ صفحه 461]



عنصر في الوجود كونه الله

فكانت بنوره النيرات



مثل النور و الزجاجة و المصباح

أنتم و انتم المشكاة



أنتم النور للكليم علي الطور

و أنتم لآدم الكلمات



أنتم باب حطة من أتاه

كان أدني الجزاء فيه النجاة



و كفي مفخرا بغير ولاكم

لا يتم الصيام و الصلوات



بالامام الجواد منكم تمسكت

و حسبي من قدسه النفحات



حدث قلد الامامة فانقادت

لعلياء حكمه الحادثات



ابن سبع و يا بروحي قد قام

اماما تجلي به الكربات



ان هذا السر الخفي و ما أجلاه

ضاح تجلي به الظلمات



لا تخل ويك و هو في المهد طفل

هذبته بدرها المرضعات



هو نور من قبل أن تتجلي

بسنا الحق هذه الكائنات



جاء للأرض هاديا و نذيرا

فتنزلن بالهنا المرسلات



طاب في شهر طاعة الله مولودا

فنيطت بحبه الطاعات



و اصطفاه الاله للخلق قواما

فقامت لفضله المعجزات



عن علاه قاضي القضاة فسله

و لكم ضلت السبيل القضاة



سله لما خانته نجواه غيا

كيف دارت بجهله الدائرات



زعم الغض من معاليه حتي

فضحته المزاعم الفاسدات



و عليه المأمون مذ مرسله

أتري من أماه كن البزاة



حين جاء البازي يحمل من حيات بحر أمواجه زاخرات



[ صفحه 462]



ليبين الحق الصريح و تعلو

لسنا بيت أحمد المكرمات



ليس يلهو و ليس يلعب مذ كان

و لكن لتظهر الكامنات



و سل السدرة التي قد حباها

بطهور فاضت به البركات



أورقت غبطة فباهت فخارا

سدرة المنتهي و هذي الهبات



أثمرت حين أثمرت بالجني الغض

و ما فيه كالثمار النواة



و سل الجعفري مذ جاء مغتما

له و الرقاع مشتبهات



و أباسلمة الأصم فشافاه

هنيئا فهذه الخطوات



معجزات تفني النجوم حسابا

كيف تحصي أنوارها هيهات



أتراني أسطيع مدح امام

نزلت في مديحه الآيات



ان بيتا له انثني العرش طوعا

قصرت عن بنائه الأبيات



يا أباجعفر و ما أنت الا البحر

جودا له الهدي مرساة



أنا عبد قد مسني الضر وافيت

و هذي بضاعتي المزجاة



أتراني أعود في صفقة الخسر

و أنتم للمستجير الحماة



صمت عن حب ما سواكم لأزكو

و كذا الصوم للأنام زكاة



عذب الله أمة جعجعت فيكم

مقاما قامت به الكائنات



قد تصابوا الي لظي غضب الجبار

صبت عليهم اللعنات



عنكم حادت العبيد فسارت

أأبي الدهر أن تسود الأباة



و لا ما تقولت عن هواها

فانتظر ما تقول عنها الغداة



يا ولي الأقدار كيف جري المقدور

حتي عدت عليك العداة



كيف تقضي سما غريبا و باسم

الله تجري و لاسمك الحادثات



أنت أدري بما أتت فيه أم

الفضل لكن شاءت لك النازلات



[ صفحه 463]



يا له حادث تزعزع منه العرش

حزنا و مادت الراسيات



يقصر المقول الأبي عن التصريح

لولا ما تبرز الزفرات



يا لها النقص ما استفادت سوي

العار بيوم لا تنفع الحسرات



قد كفاها في العار عاجل داء

عز فيها الأسي و خاب الأساة



قد حباه المأمون في زعمه الفاسد

فيها ما هكذا الحبوات [2] .



[ صفحه 464]




پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب: 4 / 383.

[2] شعراء الغري: 8 / 474.