بازگشت

عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، أبوالق


عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، أبوالقاسم الحسني الرازي
محدث جليل القدر، عظيم المنزلة، له علم و تقوي و زهد و ورع. كان من أعاظم سادات أهل البيت عليهم السلام، و من كبار مشايخ الحديث و الرواية. قال الوزير الصاحب بن عباد في رسالة ألفها في أحوال السيد عبدالعظيم الحسني: ذو ورع و دين، عابد معروف بالأمانة و صدق اللهجة، عالم بأمور الدين، قائل بالتوحيد و العدل، كثير الحديث و الرواية.

يروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسي، و عن ابنه أبي الحسن صاحب العسكر عليهم السلام، و لهما اليه رسائل.

و يروي عن جماعة من أصحاب موسي بن جعفر، و علي بن موسي عليهم السلام. انتهي.

قيل: ان ولادته كانت سنة (200 ه)، فقد يكون أدرك من أئمة أهل البيت: الجواد و الهادي عليهماالسلام علي القدر المتيقن، و روي عنهما، و توفي زمن الامام الهادي عليه السلام علي الأظهر، و كان وكيلا له في الري و نواحيها. و قيل: ان وفاته كانت سنة (250) أو (252) أو (255 ه). و في بعض نسخ رجال الشيخ الطوسي أنه رضي الله عنه



[ صفحه 400]



من أصحاب الامام الحسن العسكري عليه السلام. كما أن هناك روايات تتحدث عن ادراكه للامام الرضا عليه السلام و روايته عنه، و بناء علي ما عرفت من تاريخ ولادته فان ذلك مستبعد، و لا يصح من تلك الروايات شي ء لضعفها في الغالب.

و تظهر عظيم منزلته رحمه الله من سؤال الامام أبي الحسن صاحب العسكر الهادي عليه السلام لرجل من أهل الري دخل عليه فقال له: «أين كنت؟»، فقال: زرت الحسين صلوات الله عليه. فقال عليه السلام: «أما أنك لو زرت قبر عبدالعظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين صلوات الله عليه».

و هذا يعني أنه رضي الله عنه كان له شأن كبير، و منزلة عظيمة لدي أهل البيت عليهم السلام.

و روي أبوتراب الروياني قال: سمعت أباحماد الرازي يقول: دخلت علي علي بن محمد عليهماالسلام بسر من رأي، فسألته عن أشياء من الحلال و الحرام، فأجابني فيها، فلما ودعته قال لي: «يا حماد اذا أشكل عليك شي ء من أمر دينك بناحيتك فسل عبدالعظيم بن عبدالله الحسني و اقرأه مني السلام.».

من هاتين الروايتين - و علي فرض صحة الرواية الأولي - و ما سبق من أقوال بشأن تاريخ وفاته، يترجح أن وفاته رضي الله عنه كانت بين سنتي (252 - 250 ه) في حياة الامام الهادي عليه السلام المتوفي سنة (254 ه). هذا الاحتمال الأول، و هو الأرجح.

و أما ما سمعت من بعض نسخ رجال الشيخ أنه من أصحاب الامام الحسن العسكري عليه السلام فمستبعد بناء علي هذا الاحتمال، و لعله رحمه الله أراد أنه من أصحاب الامام أبي الحسن العسكري و هو الامام الهادي عليه السلام فسقطت كلمة (أبي) من قلم النساخ فحصل التشويق.

و علي احتمال ثان أن اختصاصه بالامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام صحيح، فينبغي حينئذ أن نرجح تاريخ وفاته الأخير (255 ه)، كما ينبغي تصحيح



[ صفحه 401]



الرواية الأولي بأنها جرت مع الامام الحسن العسكري و ليس مع الامام الهادي عليهماالسلام. والله العالم بحقيقة الحال.